ألق بالمسئولية على رؤيتك

يقول روبرت فريتز: "ليس المهم ماذا تكون الرؤية ولكن ماذا تفعل الرؤية.

"ما هو الأثر الذي تحدثه رؤيتك؟ هل تمدك بالطاقة؟ هل تجعلك مبتسماً؟ هل توقظك في الصباح؟ وعندما تكون متعباً هل تجعلك تبذل المزيد من الجهد؟ والحكم على الرؤية يكون من خلال هذه المعايير، معايير القوة والفاعلية. ماذا تفعل الرؤية؟

وكثيراً ما استعان "بيتر سينج" بعبارات "لروبرت فريتز" وذلك في كتابه الرائع في مجال الأعمال "النظام الخامس"، وفرتيز هو موسيقار سابق درس مبادئ الإبداع الأساسية في التأليف الموسيقي وطبقها على خلق مهنية ناجحة. ويقول إن الحية تصبح ناجحة إذا اتضح لك ما تريد أن تحققه.


ومعظم الناس يقضون معظم ساعات يقظتهم في إبعاد المشاكل عنهم، وهذه الحرب التي تستمر طوال الحياة من أجل حل مشاكل المرء تجعل حياته سلبية، ومعتمدة على رد الفعل، وهذا من شأنه أن ييسر حياتنا على المدى البعيد، ويتركنا في نهاية العمر (أو في نهاية اليوم) ونحن نواجه مشاكل أقل، لكننا نشعر تجاهها بشعور سلبي مضاعف، وذلك على أحسن الأحوال.
ويقول فريتز في كتابه "طريق المقاومة الأقل" "هناك فارق عميق بين حل المشكلة والإبداع".
"فحل المشكلة هو عبارة عن أخذ تحرك ما من أجل إبعاد شيء عن المشكلة، أما الإبداع، فهو اتخاذ تحرك ماً من أجل إيجاد شيء يؤدي لخلق الإبداع، ومعظمنا تربى على عادة حل المشاكل، كلما تعرض تعرضاً حقيقياً للعملية الإبداعية.


والخطوة الأولى في العملية الإبداعية هي أن يكون لديك رؤية لما تريد أن تحققه، وبدون هذه الرؤية، ليس هناك طريق الإبداع، وبدونه سيكون كل ما تفعله هو القضاء على المشكلة وفي هذا سلبية مضاعفة، فمن المستحيل أن تشعر بالإيجابية في حياة تقوم على سلبية مضاعفة.
ولذلك فلكي تغير تفكيرك، فلابد أن تنتبه عندما يتراءى لك سؤال "ما الذي أريد أن أتخلص منه؟ ثم تستبدل هذا السؤال بسؤال" ما الذي أريد أن أوجده، أو أخلقه؟"


وعندما قال فريتز إننا تربينا على عادة حل المشاكل، كان يعنى ما يقوله تماماً، فنحن قد تبرمجنا على أن نفكر بهذا الأسلوب كل يوم، ولتلاحظ تفكير الناس عندما يكونون على وشك أن يواجهوا تحدياً" حتى ولو كان تحدياً بسيطاً كأن يكون اجتماعاً مقبلاً مع أناس آخرين).
سيقول شخص "هذا ما أتمنى أن لا يحدث"، وهنا يرد عليه شخص آخر مساعداً له: "حسناً... فكيف تتجنبه؟" ثم يقول شخص ثالث محاولاً أن يجعل الاجتماع يبدو اقل رعباً "هذه هي المشكلة الوحيدة التي تواجهنا".

لاحظ أنه لم يطرح سؤال: "ماذا تريد أن نُوجِدَ كنتيجة لهذا الاجتماع؟"

وسواءً كان التحدي صغيراً- كأن يكون اجتماعاً، أو كبيراً – كحياتك كلها – فإن السؤال الذي سيفيدك أكثر هو "ما الذي أريد أن أوجده؟".
وهذا سؤال جميل لأنه لا يشير إلى أي إشارة للمشاكل، أو العقبات، وهو يتضمن إبداعاً صرفاً، كما أنه يعيدك مرةً أخرى إلى الجانب الإيجابي للحياة.


ولصديقي ستيف هارديسون رؤية عن التحفيز الذاتي دائماً ما أذكرها، وأتفق معها. حيث يقول: "إنها فكرة واحدة فقط يكررها معلمو التحفيز بأشكال مختلفة، مع أنها فكرة واحدة، فهي نظام ثنائي، هل أنت متحرك، أو ساكن؟ هل أنت إيجابي، أو سلبي؟ هل أنت مبدع، أو انك تعتمد على رد الفعل؟ هل أنت متحرك أو ساكن؟ هل أنت حياة، أو موت؟ هل أنت ليل، أو نهار؟ هل أنت في الداخل، أو الخارج؟ هل ستكون، أو لا تكون؟


وليس هناك ما يحفزك على تحويل مفتاحك الثنائي على "الجانب الإيجابي أكثر من أن يكون لديك رؤية واضحة لما تريده، ماذا تريد أن توجد؟ ولا يهم ماذا تكون هذه الرؤية، أو كم مرة تتغير، ولكن المهم ما تفعله هذه الرؤية.
فلو أن رؤيتك لا توقظك في الصباح، فعليك أن توجد لنفسك رؤية أخرى، واستمر في هذا إلى أن تصل لرؤية واضحة ونابضة بالحياة؛ بحيث يكون مجرد التفكير فيها حافزاً لك على التحرك.