موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
الخوف و كتالوج الأعذار
الخوف و كتالوج الأعذار
أنا خائف للغاية
دعوني آخذكم إلى ما أخبرني به من راسلوني عبر بريدي الإلكتروني: طالما خشيت الوحدة، أخشى الفشل، وأنا أعاني من ها الخوف منذ أن كنت طفلا إنه عالم مخيف يمكن أن يؤذيني به أحدهم، أخشى أن يصيبني أنا وأسرتي مكروه، أخشى أن يصيح في أحدهم، ولا أستطيع التعامل مع النقد، أخشى الفقر، أو فقدان وظيفتي،وعدم استطاعتي إيجاد وظيفة أخرى، من الواضح أن الخوق يحتل مكانا كبيرا في كتالوج الأعذار.
وثمة مخرج من نمط تفكير أنا خائف للغاية يعرض له كتاب A Course in Mircles، ذلك المجلد الرائع الذي أحمل بداخلي حبا خاصا له والذي يخبرنا بأن هناك فقط شعورين يراوداننا: الحب والخوف، فأي شيء يمثل الحب لا يمكنه أن يكون خوفا، وأي شيء يمثل الخوف لا يمكن أن يكون حبا. وغن استطعنا إيجاد طرقنا للبقاء في حيز من الحب، وخاصة لأنفسنا لن يستطيع الخوف الوصول إلينا.
إنني أومن بأن الخوف هو فيروس عقلي يصر على أنك إما ناجح أو فاشل، وظل ينتقل من عقل آخر حتى صار عادة. منذ سن مبكرة تعلمت أن تشعر على هذا النحو: إن لم أنجح في كل شيء أفعله، فأنا إذن شخص فاشل وأنا أخشى بشدة أن أعيش موصوما بهذه الصفة الكريهة، وهذا الفيروس انتقل لك من عقول أخر حتى صار عادة. منذ سن مبكرة تعلمت أن تعشر على هذا النحو: غن لم أنجح في كل شيء أفعله، فأنا إذن شخص فاشل، وأنا أخشى بشدة ان أعيش موصوما بهذه الصفة الكريهة. وهذا الفيروس انتقل لك من عقول أخرى تبنت نفس المنطق.. وظل يتكاثر وينتشر حتى أصبح طريقة معتادة في الاستجابة، فأنت تفكر في أفكار مخيفة، ثم تستخدم نفس هذه الأفكار لتبرير أوجه القصور بحياتك، فتتصرف كما لو أنها حقيقة، في حين أنها لا تعدو كونها مجرد أعذار.
إن عبارة فرانكلين دي روزفليت الشهير الواردة في خطبته الرئاسية الأولى الشيء الوحيد الذي علينا أن نخافه هو الخوف نفسه مستوحاة من ملحوظة ثورو بأنه لا يجب أن نخاف شيئا سوف الخوف. لقد كان هؤلاء الرجال محقين فلا يوجد بالفعل ما نخشاه. وحينما تبدأ في تطبيق نموذج حياة أعذار لن يبقى عذر أنا خائف للغاية.
إليك مثالا شخصيا: في رياضة يوجا البيكرام، والتي تعد جزءا منتظما من حياتي، توجد وضعيتان تتطلبان من الممارس الانثناء الكامل للخلف والبقاء على هذه الوضعية لمدة 30 ثانية أو ما نحو ذلك، حينما شرعت في ممارسة هذه الرياضة للمرة الأولى. كنت أشعر بالخوف يتراكم بداخلي عند محاولتي الإمساك بكعبي أثناء اتخاذ وضعية الركوع. وأتذكر أنني قلت للمدرب: لا أستطيع الانحناء للخلف، فذلك يشعرني بأنني غير مسيطر على نفسي. في الواقع، لم أتمكن قط من الغوص بظهري في حمام السباحة طوال حياتي، كانت هناك فكرة مسيطرة تقول لي: التحرك للخرف مخيف، سوف تفقد السيطرة، ولن تستطيع أن ترى أين تذهب، يمكنك أن تسقط، يمكن أن تؤذي نفسك، وما إلى ذلك. وكل واحد من هذه التبريرات كان عذرا حال بيني وبين إتقان هاتين الوضعيتين الجديدتين.
وقد كانوا خوفي هذا ناتجا عن غياب ثقتي في نفسي الممخضة عن حياة من فيروسات العقل. لكن حينما انتقلت بعقلي من الخوف إلى الحب، حدث أمر مذهل حررني من قيود هذا التفكير المعتاد: رأيت نفسي راقدا بسلام بين ذراعي الحب. بعد ذلك قلت لنفسي شيئًا لم أقله من قبل قط: واين، يمكنك القيام بهاذين التمرينين فأنت جزء من الذكاء الكوني، أحب نفسك وثق في هذه الحكمة أولا، ثم أطلق العنان لنفسك. ومن خلال التحرك إلى الحب، صار الخوف مستحيلا وذهبت أعذارا استمرت لأكثر من ستين عاما أدراج الريح.
واليوم، استمتع باستعراض وضعية الجمل والوضعية الثابتة أمام التلاميذ الجدد. ومن بين جميع الوضعيات الست والعشرين لهذه الرياضة، تغمرني هاتان الوضعيتان بشعور بالسعادة والإنجاز، وكما يقول المثل: طرق الخوف الباب، فتح الحب فم يجد أحدا.
المفضلات