القناعة كنز لا يفى ،، حقا،، اشك كلنا نعلم بأن القناعة كنز لا يفنى، وكثيراً ما يستخدم هذا المثل، ولكن ،، ماذا عن الطموح؟ وهل تتعارض القناعة مع الطموح؟ هل القناعة ايجابية فعلاً؟ وما هو ضد القناعة؟ اهو الطمع أم الطموح؟ وهل هي ضعف أم قوة؟ هل هي مسكن للفاشلين؟ أم مقنع للكسولين؟ أم محفز للمجتهدين؟

لو فرضنا أن شخصاً لديه وظيفة جيدة وراتب جيد يكفي حاجاته وأسرته، وقد اكتفى بذلك الرزق ولم يبحث عن غيره، أما أخوه الذي يعمل في نفس الوظيفة ويحصل على نفس الدخل ويعول أسرته مماثلة بظروف مماثلة فقد جهد في طلب المزيد من الرزق والبحث عن فرص جديدة يزيد بها دخله ويغير وضعه، فقال الأول للثاني: لا تتعب نفسك ولا ترهق صحتك واقنع بما لديك فالقناعة كنز لا يفنى، فرد الثاني ولكني لا أقنع بما دون النجوم!

هل توافق أحدهما؟ أم لك رأي ثالث؟

في نظري أن مقولة القناعة كنز لا يفنى لا تستحق كل هذه الشهرة، فقد كان لها تأثير سلبي كبير على نفسي رغم أن معناها الحقيقي ايجابي، كانت تقتل في نفسي الطموح وتحقر من ذاتي بشكل لا إرادي وانا لا ادري. واقنعتني ان هذا ما هو مكتوب لي وهذا قدري ، فلماذا اعترض؟

اجبرت نفسي على النظر إليها بشكل آخر ونجحت ،، واكتشفت انها الشعور بالرضا يما يأتيك من عند الله وعدم السخط والاعتراض، فالقناعة كنز لا يملكه إلا من آمن بحكمة الله قولا وعملا فيما قَسَم لخلقه.وهي لا تتناقض إطلاقا مع العمل والطموح والاجتهاد.وعندما يأتيني أقل مما أطمح إليه فإني مع قناعتي ورضاي بما يأتيني أعمل جاهدة من أجل الحصول على الأفضل، لاني أستحق الافضل.