عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 29
التنويم الإيحائي
التنويم الإيحائي "المغناطيسي" علم موجود منذ القدم ويرجع تأريخه إلى عهد معابد النوم أو ما يسمى بالنوم العلاجي لدى القدماء المصريين وكذلك في عهد حضارة وادي الرافدين واليونان. وجاءت كلمة التنويم الإيحائي من هبنوس "رب النوم عند الأغريق" ثم انتشر في الصين والهند، وفي القرن الماضي اعترفت كل من نقابة الأطباء في انجلترا ونقابة الاطباء في امريكا -1958- بالتنويم الإيحائي وأقرت فائدته في العلاج رسميا بوصفه علاجا علميا وأصبح معروفا، وتأسست في العام نفسه الجمعية الأمريكية للتنويم الإيحائي السريري، وهو الآن علم منتشر ويمارس في كافة أنحاء العالم، كما أنه مستخدم على نطاق واسع في العلاج النفسي والجراحة وطب الاسنان وفي مجالات أخرى.
التنويم الإيحائي هو حالة يتم فيها تضعيف الوعي لدى الإنسان حتى يسهل النفاذ إلى العقل الباطن "اللاوعي" ليتم عن طريقها تغيير بعض الأفكار و القناعات السلبية، أي تتم بإرباك المخ من التنسيق بين المعلومات لفسح المجال أمام العقل الباطن، وتتميز هذه الحالة بتركيز الإنتباه تركيزاً قوياً مصحوباً بالأسترخاء ودرجة عالية من الإيحاء الإيجابي مع عوامل مساعدة من الإيماء كالموسيقى وحركات الجسم والصوت، إذن هو حالة من الإرتخاء الذهني والجسدي وتركيز الانتباه على نقطة معينة مما تجعل الفرد أن يكون مستعداً لتلقي الأقتراحات المفيدة الصادرة من المنوم والعمل بها، فمع التركيز الذهني يبقى نوع من الوعي مركز حول نقطة بعيداً عن المحيط الخارجي ومعنى ذلك أن المنوم "النائم" مغناطيسياً يبقى ذهنه وتركيزه متصلاً وواعيا بشكل اتصال دائم ومركز بالشخص المنوم. وقد يكون التنويم الإيحائي ذاتياً أي أن الشخص نفسه يدخل هذه الحالة أو بأرشاد شخص آخر مختص، أن ظاهرة التنويم الإيحائي هي ظاهرة حقيقة فسيولوجية يمكن قياسها كما أن هناك طرق مختلفة لمعرفة قابلية الأشخاص لتقبلهم التنويم الإيحائي والتأثر به، ومع نوعية كل شخص يتم اختيار الطريقة المناسبة للتنويم. يشاع تسمية علم التنويم الإيحائي خطئاً بأسم التنويم المغناطيسي نسبة إلى فرانس مسمر 1851 – 1734 الذي اعتقد بأن الظاهرة تتضمن انتقال تأثيرات مغناطيسية حيوانية "Animal Magnetism " فقد بدأ مسمر بعلاج المرضى بتمرير قضيب مغناطيسي على اجسامهم ثم استبداله بتمريرات من يديه على جسم المريض معتقدا بالخطأ، أن المغناطيسية الحيوانية الموجودة في جسمه تنشط السائل أو المائع المغناطيسي في جسم المريض التي يكون المرض قد أضعفها ، فالتسمية الواضحة باللغة العربية هو علم التنويم الإيحائي، اما مصطلح التنويم المغناطيسي هو في الواقع خطأ شائع سببه الترجمة والتلازم التأريخي بين التنويم الإيحائي والمغناطيسية الحيوانية.
التنويم الإيحائي وعلاقته بالنوم العادي: في التنويم الإيحائي يكون الفرد في حالة شبيهة بالنوم وليس النوم نفسه لذلك سمي بالتنويم، والتنويم الإيحائي لا علاقة له اطلاقا بحالة النوم العادي، إذ أن النوم الطبيعي يحتوي على عدة مراحل تشمل حركات بسيطة مع سرعة حركة العين " RAPID EYE MOVEMENT
REM- " وتحدث فيها الأحلام وبعض الموجات الذهنية التي تسبق اليقظة، إلا أن التنويم الإيحائي هو حالة بين النوم واليقظة حيث يبقى خلالها المنوم " النائم " بين الوعي واللاوعي أي جزء من الوعي على ارتباط بالعالم الخارجي، أن التنويم الإيحائي حالة شبيهة بالنوم لكنه يختلف عنه فسلجياً "فسيولوجيا" حيث يتم التنويم الإيحائي بطريقة فنية صناعية بالإيحاء والإيماء من المنوم المختص، فهو عملية أو أسلوب علاج نفسي لعلاج الإضطرابات النفسية والجسدية ويتأثر عمقاً بزيادة التركيز الذهني والاسترخاء الجسدي، ويعتمد على قابلية الإيحاء وعلى التفاعل الاجتماعي والثقة بين المنوم "النائم" وخبير التنويم المختص. وعلى نقيض المعتقدات السائدة فإن الفرد الذي يكون تحت تأثير التنويم الإيحائي هو في سيطرة تامة على نفسه، ولا يقول أو يعمل أي شيء يجده منافياً للأخلاق، حيث تتم عملية التنويم الإيحائي طوعيا وإراديا، كما انه ليس كل شخص قابل للتنويم فهناك اختلافا كبيرا بين الأفراد الذين يمتلكون خاصية تسمى القابلية للتنويم.
ما هي الحالات التي يمكن علاجها بالتنويم الإيحائي؟: العلاج بالتنويم الإيحائي من أكثر الوسائل سلامة وفاعلية لمعظم حالات الأمراض، فاستخداماته متعددة ومنها يساعد على الاسترخاء واستعادة النشاط، التوقف عن التدخين وتخسيس الوزن الزائد ، علاج التوتر والقلق، زيادة الثقة بالنفس والتغلب على المخاوف، تحسين القدرة على التذكر والتعلم، المساعدة في رفع درجة مقاومة الجسم للأمراض، معالجة الأرق وتخفيف الآلام، صداع الرأس وآلام الشقيقة، تحسين الأداء الرياضي وتحسين أداء رجل المبيعات، تحسين العلاقات العامة والقدرة على التحدث وإزالة الخجل، الضعف الجنسي والأمراض النفسية الجسدية، قطم الأظافر ومص الأصابع وشد الشعر، تهيئة المريض قبل العملية الجراحية وبعدها، الولادة والغضب والإدمان وغيرها.
المفضلات