انطلق في أداء المهمة

اتخذ خطوات واسعة
لنفترض أن سيارتك قد تعطلت على جانب الطريق، وقمت بشحن البطارية. فإن المحرك سيدور مرة أخرى. وبالطبع لم يكن ذلك هو الوقت المناسب لكي توقف السيارة. فأنت في حاجة إلى استمرار المحرك في الدوران لمدة ثلث الساعة. ومثل السيارة المتوقفة على جانب الطريق، غالبًا ما يكون كل ما تحتاج إليه هو إعادة الشحن لكي تتوقف عن التسويف وتبدأ في الانطلاق مجددًا. هذه الطريقة لإطلاق الذات تعد أكثر سهولة من التعامل مع بعض الأجزاء الصعبة في المهمة في البداية. فمجرد قيامك بتشغيل الكمبيوتر أو وضعك القرص المرن في مشغل الاسطوانات أو تشغيلك جهاز تسجيل الجيب، قد تمثل كلها أفعالا كافية لكي تنطلق في أداء المهمة التي رحت تؤجلها.
"لا تترك من سيتمتع بمستقبل جيد يهدر أية لحظة من حاضره".
-"روجر بابسون"


إن صوت الكمبيوتر وهو يعمل قد يشجعك، أوقد لا يكون صوته مسموعًا في ضوضاء مكتبك. مهما تكن طبيعة المهمة التي تحاول أن تقوم بها. أجد عنصرًا منها يمكنك أن تتمه بسرعة وسهولة. ولا يوجد أسهل من أن تضغط على زر تشغيل جهاز الكمبيوتر.
ففي حقيقة الأمر، يتشابه ضغطك على مفتاح "تشغيل" في الكمبيوتر وبدؤه العمل وربما فتح الحافظة والملف المناسبين، مع شعن بطارية سيارتك.


وبالمثل، بمجرد أن يبدأ الكمبيوتر الخاص بك في العمل وتسمع صوت القرص الصلب وهو يعمل، قد تشعر بشحنة في قدرتك على أن تنغمس في المشروع. وكحافز إضافي، غالبا ما يساعدك شحن الطاقة على أن تبدأ في تشكيل أولى أفكارك، والتي أحيانا ما تكون أفضل الأفكار.


واليك فقط، نوعا آخر من أنواع الشحن: عندما يتم إدخال برنامج كمبيوتر جديد في مكتبك، هل ستبدأ في التعامل مع البرنامج وتحاول اكتشاف خصائصه - بمهارة تشبه مهارة أحد خبراء الكمبيوتر الموهوبين المولعين بلعبة حرب النجوم؟ الكثير من الناس لن يفعلوا ذلك. فمع وضعك في الاعتبار قيمة الحصول على المساعدة (الفكرة رقم 26) وقيمة شحن طاقتك، ابحث عن "الخبراء التقنيين" الذين يتفوقون في هذا المجال. يمكنك أن تستفيد من خبراتهم وميولهم لمساعدتك على تجاوز التسويف, خاصة عندما يحوى الأمر مهام مرتبطة بالتكنولوجيا.
لتفترض أنه يجب عليك أن تتعلم التعامل مع برنامج جديد أو أن تجيد استخدام جهاز جديد، ولكنك تخشى القيام بذلك، وتميل إلى تأخير الأمر. لا تفعل مثلما اعتدت أن أفعل: إمضاء ساعات طوال أمام الكمبيوتر وفي يدى دليل استخدام البرنامج، وأنا أبدأ ثم أتوقف معتقدا أنني يمكن أن أصبح فجأة خبيرًا في مهارات لم أظهر قط أية علامات على إجادتها.


يمكنك أن تعثر على شخص ما يجيد التعامل مع هذا النوع من التكنولوجيا ويساعدك على فهم النقاط الصعبة، وبعد ذلك قد يتحول فجأة ما بدا لك أنه محنة شخصية ليصبح أمرا سهلا. في حياتي المهنية، أرفض الآن تماما فتح دليل تعليمات استخدام أي برنامج، حيث أعرف بعض طلبة الكليات، والبعض منهم في السنة النهائية قسم "علوم الحاسب" أو أيًّا ما يطلقون عليه. إنهم يساعدونني على الإبحار في متاهة البرنامج الجديد، ونضع معًا أفعالا متسلسلة وقواعد يمكنني أن أتبعها، ونطبع تلك "التعليمات" على القرص الصلب ونحفظها في ملف يمكنني أن أدخل عليه بكل سهولة.


وبدلا من أن أقع في شراك كل خصائص ذلك البرنامج الجديد، أركز فقط على إجادة مجموعة الإمكانيات التي أريد أن أستخدمها منه. وعندما أصبح قادرا على التعامل مع البرنامج، أسأل مساعدي من الطلبة أسئلة مثل "ماذا إذا؟": أردت أن أفعل هذا؟ ماذا إذ ا أردت أن أمزج ذاك، ماذا إذا أردت أن أحذف هذا؟ ماذا إذا أردت أن أقوم بسحق الكمبيوتر بمطرقة ثقيلة - ماذا ستكون تكلفة الإصلاح؟ بعدها نناقش البدائل. ومع البرمجيات، دومًا هناك أكثر من نوع يمكن شراؤه. ثم نجد الطريق الذي يناسبني، ثم أبدأ في الانطلاق.


بعدها نقوم بكتابة التعليمات وحفظها في ملف رئيسي يضم كل التعليمات التي حفظتها. لقد شحذت قدراتي الخاصة بتلك العملية وكررتها إلى درجة أنه صار من الصعب للغاية ان اضل طريقي عندما أرغب في البداية. لا طرق متعرجة ولا تسويف، ولا حاجة للتعامل مع "الخبراء". والآن, لدىَّ من يساعدونني في المهام المتعددة المرهقة المملة المثيرة للإحباط, والتي أواجهها في عملي وحياتي.


وبالمثل، إذا ما وجدت نفسك تسوف عندما يتعلق الأمر بالبدء في أحد المشروعات الخاصة ببرنامج أو تكنولوجيا أو أي شيء آخر جديد في مكتبك، ابحث عن المرشد الخبير في هذا الشيء والموثوق فيه، والذي يمكن أن يعطيك الدافعية، ويمنح مشروعك شحنة من الطاقة الإيجابية. -