إخوتي و أخواتي الكرام
طابت أيامكم دوما بالعافية

عندما نسمع أحدهم يصف شخصا فيقول عنه : إنه مفكر ناجح ..فماذا يقصد بذلك ؟
قد يكون وصفه صحيحا ..وقد يكون وصفا مبالغا لإمكانيات ذلك الموصوف..فماهو المفهوم الصحيح للمفكر الناجح؟
هذا ماأحاول توضيحه بإختصار مفيد في هذه الأسطر.. وشكرا مقدما على حسن متابعتكم.
ماهو المقصود بمفهوم المفكر الناجح ؟؟
لما كانت عملية التفكير تعد مهارة كغيرها من المهارات كالنجارة و التزلج على الجليد و الموسيقى و الرياضيات كان في إستطاعتك أن تصبح بارعا فيها كما هو الحال في المهارات المذكورة .

يعتقد كثير من الناس إن التفكير الصائب يعتمد على الذكاء، أي إذا كان الشخص ذكيا فإنه يستطيع التفكير تفكيرا جيدا تلقائيا.. لكن الأمر ليس كذلك..

في الحقيقة يعد الكثير من الأشخاص الأذكياء مفكرين فقراء ،، والسبب هو أنهم يقعون في ( مصيدة الذكاء ) وسيتم الحديث عنها بالتفصيل قريبا.

ومن ناحية أخرى فإن الكثير من الناس ممن لايتمتعون بذكاء رفيع يستطيعون أن يصبحوا مفكرين ناجحين بشرط أن يبدؤوا العمل بنشاط لتحقيق ذلك.

إذا نظرنا إلى التفكير بوصفه مهارة ففي إمكاننا تحسين عملية التفكير تماما كما نحسن أي مهارة أخرى و ذلك بالإنتباه و التمرين .

إن المفكر الناجح هو الشخص الذي يطور مهارات التفكير لديه إلى درجة قصوى و يستطيع أن يوجه تفكيره صوب أي موضوع مهما كان ، تماما مثلما يتمكن نجار بلرع من القيام بأي عمل ضمن نطاق مهنته.

المفكر الناجح شخص متمكن من أدوات التفكير و أساليبه ، إنه يعرف ماذا يفعل و متى يفعل ، ونتيجة هذا التمكن هي الثقة بالنفس و الفاعلية .

إن المفكر الناجح يبدأ بالقيام بأي عمل وهو يعرف أنه سيحصل في النهاية على نتيجة مفيدة هي حل المشكلة التي يتصدى لها أو وضع خطة أو إتمام تصميم ، أو صياغة قرار صياغة نهائية..

إن إهتمام المفكر الناجح لاينصب على البرهنة على صواب رأيه و خطأ رأي الشخص الآخر المنخرط معه في نقاش ، بل يستكشف أبعاد المسألة إستكشافا موضوعيا ، وهو مستعد دوما للإعتراف بخطئه ، وهو مهيأ لإبداء عدم رضاه عن طريقة التفكير سواء أصدرت منه أم عن شخص آخر .

المفكر الناجح يعرف دوما أن التفكير أهم من الشخص الذي يفكر ، وهو واثق بنفسه دون غرور ، لأنه يعرف أن التفكير ماهو إلا مهارة قابلة للتطور دوما .

هو مفكر بناء أكثر بكثير مما هو هدام ،، لأنه يهتم بإنجاز الأشياء و يجعلها تحدث على أرض الواقع ، ولأنه شخص متعاون و يستطيع العمل مع الآخرين و مشاركتهم في التفكير بطريقة إيجابية.

المفكر الناجح يعرف أن العواطف و المشاعر و القيم الإنسانية إنما هي جزء جوهري من عملية التفكير ، ويستخدمها من أجل الوصول إلى خيارات أو قرارات معينة،، لأنه كائن إنساني وليس جهازا للحاسوب.

وأخيرا فالمفكر الناجح يعرف أن التفكير هو ثروة الإنسان الأساسية ، وأن مستقبل العالم يتوقف على إستخدامنا الماهر لتلك الثروة.