جذب الحب إليك

إن أكثر العناصر أهمية لجذب الحب هو أن تتعلم أولاً كيف تتعايش مع نفسك ومن خلالها. فإن كنت أعزب يمكنك أن تخلق ظروفاً للحب فتكون شخصاً محباً لنفسك وللآخرين. وبدلا من إهدار الوقت في الوحدة والألم يمكن اعتبار العزوبية وقتاً كافياً لتحقيق النمو الذاتي. وهى الطريقة المثلى حتى تنمى منابعك الداخلية وتعلم جيداً من أنت بالفعل على أعمق المستويات باعتبارك إنساناً. فعندما تكون منفرداً قد تجد الوقت الكافي لاكتشاف نفسك وتجديدها إذا وجدت إمكانية لتحقيق هذا التطور وستكون تلك هي فرصتك لتجديد إحساسك باليقين تجاه نفسك.


فالعزوبية تمثل تحدياً هائلاً وتساعدك على تنمية حاجتك الداخلية للقوة حتى تواجه الحياة باعتبارك شخصا قوياً ومستقلا. فعندما يرتبط شخص ما بآخر فقد يفقدان رؤيتهما لحقيقتهما الذاتية ويبدأ كل منهما يعيش من خلال الآخر. أما بالنسبة للشخص الذي ينمى منابعه الداخلية ومهاراته فتجده أكثر انتعاشاً دائماً عن ذلك الشخص الذي يعيش في ظل غيره. وعندما تصل إلى شريكك المناسب سيجد هو أو هي شيئاً يقدمه لك وشيئاً ليشاركك فيه. ويصبح بذلك شخصاً متكاملاً أكثر توحداً مع محوره الخاص، وسوف يقدّر الآخرون ذلك ويمجدونه.


إن الحب مثل سائر الأشياء الأخرى في الحياة - يمكن أن نحققه من خلال الوعى. فكما تستطيع تكرار بعض العبارات التأكيدية حتى تزيد من ثرائك فأنت قادر بالمثل على أن تجذب إلى حياتك نمط الشخص الذي تتمناه وباستخدام نفسر الأسلوب. وبذلك تجد قوانين الكون تطبق مرة ثانية، وعليك بالحذر وتجنب انتهاك القوانين الكونية والاعتداء على إرادة الشخص الآخر. وكذلك عليك باستخدام عبارة تأكيدية تعبر عن نمط الشخص الذي تتمناه ولكن لا تحدد شخصاً بعينه في هذه العبارة واترك الأمو للروح، وإن كان صحيحاً من الناحية الكونية بالنسبة لك أن تحصل على شخص بعينه فسيحدث ذلك بالفعل. ومن ناحية أخرى، إن كنت تحاول فرض ذلك من خلال قوة تفكيرك فقد تنجح في جذب شخص بعينه ولكن ستكون هناك دائماً حركات عنيفة ارتجاعية نظراً للأسباب والمؤثرات المرتبطة بذلك القانون الكوني.


وأول الأشياء الواجب عملها قبل تكرار التأكيدات للوصول للحب هو أن تضع صورة واضحة في ذهنك لنمط الشخص الذي تريده بالضبط. وقد يبدو ذلك كدليل واضح ولكن- صدق أو لا تصدق- معظم الناس لا يفكرون بوعيهم في السمات الخاصة بالشخص الذي قد يبدو أكثر توافقا مع شخصياتهم. وقد تكون فكرة جيدة بأن تكتب في ورقة صغيرة ما هي تلك السمات.


وإن كنت تجد صعوبة في تحديد ذلك فابدأ بالتفكير في سماتك الخاصة وضعها في قائمة، فهل تفضل أن يكون لرفيقك نفس السمات أم تفضل أن تكون سماته عكس سماتك حتى يتوازن معك؟ على سبيل المثال إن كنت شخصاً مسرفاً فقد تحب أن يكون رفيقك ممن يحسنون التعامل مع المال وتنظيمه حتى يستطيع أن يحكم عاداتك المفرطة. وإن كنت تحب الموسيقى الكلاسيكية فقد تحب أن يكون رفيقك كذلك، فقد يصيبك الجنون إذا كان هذا الرفيق ممن يحبون الموسيقى الصاخبة. وإن كنت محباً للرياضة فمن الأفضل لك اختيار رفيق محب للرياضة، فمن الأفضل لك اختيار رفيق يشاركك اهتماماتك بدلاً من شخص يفضل الجلوس في المنزل وقراءة الكتب ومشاهدة التلفاز.


بالإضافة إلى ذلك، كن واثقاً وتأكد من إضافة السمات الداخلية التي ترغب في أن تجدها لدى رفيقك مثل الصدق، والدفء، والمحبة، والإخلاص، والعطف، والثقافة، ويكون سوياً، وناضجا، وروحاني النزعة، ومستقرا مالياً، أو أية سمات أخرى قد تبدو لديك. وبما أن ذلك يبدو لك كجزء مهم من تلك التأكيدات فقد تجد أنك بحاجة إلى بعض الوقت حتى تتأمل وتفكر ملياً في نمط الشخص الذي تتمناه. وتذكر قدر المستطاع أنه كلما كنت دقيقاً في تحديد ذلك، كان من السهل على عقلك الباطن أن يحقق لك تلك الرغبة.