الذاكرة قصيرة المدى و الذاكرة طويلة المدى
ذاكرة المدى القصير
هذا جانب ممتع من جوانب إدراك الذاكرة، ومفتاح هذا الجانب هوالانتباه. وذاكرة المدى القصير لها قوة تخزينية محدودة فيما يتعلق بعدد الوحدات التي يتم تخزينها ومدتها؛ بعبارة أخرى فهي محدودة فيما يتعلق بكمية الملومات التي تخزنها والدة الزمنية التي تخزنها فيها.
وقد أظهر أحد الأبحاث عن عدد الوحدات التي يستطيع المرء أن يخزنها ويسترجعها بطريقة صحيحة أن عددها سبعة (أضف إليها أو اطرح منها اثنين), سواء كانت أرقامًا أوأسماء أوحروفًا أوكلمات. ولذاكرة المدى القصير حدودها، ونرجع ثانية لنموذج الكمبيوتر ومعالجة البيانات، فهي مثل نقل ملفات قديمة وغيرمرغوبة من على جهازك. هل تستطيع تخيل موقفك عندما لا تستطيع أن تحذف وحدات غير مرغوبة من ذاكرتك قصيرة المدى؟ فعقلك قد يحتوى على تفاهات مثل رقم اليانصيب الخاص بك منذ ثلاثة أسابيع، أوأرقام هواتف غير مرغوب فيها، أوكل شعورمررت به في حياتك.


وعادة ما يعتمد التذكر على التكرار وإعادة السرد، وإلا فإن المعلومات ستختفي سريعاً كما دخلت مجال وعيك سريعًا. على سبيل المثال، فقد تسمع رقم في الراديو فتندفعنحوالهاتف (فأنت لم تسجل الرقم بشكل مكتوب بالطبع), ومع وصولك للرقم الخامس تتوقف لأن بقية الرقم قد ذهبت من رأسك. أوربما تكونفي حفلة وفي أثناء محادثتك مع سيدة ماتعرفت عليها منذ ٢٠ ثانية مضت، أتى شريكك، ومع تقديم وشريكك لها لا تستطيع تذكر اسم السيدة.


فطريقة التكرار (أو إعادة السرد ألتوكيدي كما اصطلح باحثوالذاكرة) بتكرار المعلومة في صمت (أو بصوت عال إذا سمحت الظروف) كانت ستساعد في كلا الموقفين؛ فطريقه إعادة السرد تستعمل لإبقاء المعلومات في ذاكرة المدى القصيربشكل غيرمحدد.


ذاكرة المدى الطويل
يمكنك أن تعيد سرد المعلومة في ذاكرة المدى القصير الخاصة بك حتى ينتج عن ذلك تخزينها فتي ذاكرة المدى الطويل. وهى تحتوى على معلومات أكثر معنى وأكثر عمقاً ومرتبطة بالمعلومات الأخرى المخزنة في ذاكرة المدى الطويل("السرد المفصل"), وبخلاف ذاكرة المدى القصير، فذاكرة المدى الطويل ليس لها حدود معروفة؛ فالمعلوماتالمخزنة هنا لا تفقد إلا إذ ا لم يتم تكرارها أوإعادة سردها. ونقول إن هذا الأمر ضروري.


وهناك جانب مهم للسرد الفصل في ذاكرة المدى الطويل وهو ربط معلومات جديدة إلى نفسك, فالنفس، بعبارة أخرى، قد يتم استعمالها كشيء ساعد للذاكرة. فأنت تربط المعلومات بما تعرفه في الوقت الحالي وتكون ارتباطات؛ فأنت تسهب فيالمعلومات الجديدة بتذكرك للمعلومات التي قد خزنتها ض ذاكرتك ذات المدى الطويل بالفعل.


وإذا تعاملنا مع أي معلومات جديدة كمعلومات مرتبطة بخبراتنا الخاصة، فسنفكر في المعلومات بأسلوب أعمق وستتطور قدرتنا على الاسترجاع بشكل كبير. فإذا قابلت شخصاً ما ولديه نفس يوم مولدك- اليوم والشهروالسنة - ألا تميل إلى تذكره وتذكر اسمه أكثر من شخص له نفس الصفات الشخصية والجسدية ولكن مولود في يوم آخر؟ وإذا كان هناك عميل متوقع وكان من خريجي نفس جامعتك، فهناك احتمالكبير أن تتذكره، حتى لولم تره منذ سنوات والتقيته بعد ذلك. حقًّا ربما تكون قد تذكرت الوجه - فبواسطة ذاكرة المدى الطويل هناك أنواع محددة من بيانات الذاكرة، مثل وجوه الناس، يتم تخزينها ض ذاكرتك بدون أي مجهود مدرك - لكنك قد تتذكر أسماءهم أيضًا وفيأي عام قد تخرجوا. (وإذا كانت ذاكرة الشخص الآخر ضعيفة أو متوسطة، فسيكونون مندهشين من الكيفية التي تذكرت بها الجامعة التي تخرجوا فيها - لكن كيفية فعلك لذلك هوسرك الخاص)؟