عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
التعامل مع الزواج السابق
التعامل مع الزواج السابق
عندما سألتها: ´´هل تؤمنين بقيمة العدل؟´´، أجابت: ´´نعم´´.
وحيث إن ´´العدالة´´ عادة ما تشتمل على المساواة والتبادلية، كان لدي الآن اعتقاد تعتنقه ´´روكسانا´´ يمكن استخدامه في تغيير الاعتقاد الذي يمثل لها مشكلة.
قلت لها:" إذن، هل هذا ما تعتقدين أنه يجب على كل شخص آخر أن يؤمن به؟ أعني إنه إذا أراد أحدهم شيئاً منه، يجب عليه منحة إياه أياً كان؟ هل هذا ما تريدين لأطفالك الإيمان به؟´´.
قالت: " كلا" .
كنت أحاول دحض اعتقادها وجعلها تتخلى عن التمسك به، عن طريق حملها على تطبيق معاييرها، التي تستخدمها مع نفسها بطريقة مساوية على الآخرين. غالباً ما يكون هذا مفيداً عندما تكون لدى الإنسان معايير لنفسه مختلفة عن معاييره للآخرين.
سألتها: " إذن ما الذي يجعلك متميزة إلى حد أنه لا بأس بهذا معك، ولكن ليس مع أي شخص آخر؟" . وحيث إنها كانت تعتبر نفسها أدنى منزلة، قمت بعكس هذا الافتراض كما لو كانت هي تحصل على معاملة خاصة مميزة بهذه الطريقة، وأن هذا ليس عدلاً.
ضحكت ´´روكسانا´´ وقالت: ´´لست أدري. جزء من نفسي يشعر بالقهر والإهانة تجاه ذلك´´.
مألتها : ´´وماذا لو أردت شيئاً من نفسك، هل يجب عليك إعطاء هذا الشيء لنفسك؟´´. الآن أقوم بتطبيق نفس الاعتقاد الذي يقول إنها ´´يجب أن تعطي شيئاً " بطريقة لم تستخدمها هي في التطبيق من قبل: الإعطاء لنفسها وليس للآخرين.
أجابت ´´روكسانا´´: ´´أظن ذلك´´.
سألت: ´´ما الذي أردته من نفسك ويفترض أنه يجب عليك أن تعطيه لنفسك؟´´.
قالت: ´´مزيد من الاحترام؛ إن الحياة حق شرعي لي´´.
كان من الواضح أن ´´روكسانا´´ تعلم ما كانت بحاجة إليه لكنها ما زالت لا تعطيه حقاُ لنفسها. علمت أنني لم أصل بعد إلى إحداث التغيير الذي أرغب فيه في مشاعرها، لأنني لم ألحظ أي تعبير شعوري انفعالي يشير إلى أنها إنسانة تحب نفسها. أدركت أنني بحاجة إلى تغيير أسلوبي من أجل العثور على شيء من شأنه أن يكون منطقيًا وواضحاً تماماً بالنسبة لها، ومن ثم يغير شعورها بالفعل.
قلت: ´´في الواقع، إن منح الآخرين ما يريدون هو دليل جيد للغاية´´. وتوقفت لأرى تأثير قولي، ثم أردفت: ´´إن المسألة هي فهم المعنى الحقيقي للعطاء فحسب. أحياناً يخلط الناس بين ما يقول الآخرون إنهم يريدونه -أو يطلبونه في اللحظة الحالية- وبين ما يريدونه بحق: أي ما سيجعل حياتهم أفضل على مر الزمن´´؛ ورغم أنني كنت بذلك أقر بصحة اعتقادها، فيما يخص مسألة العطاء، إلا أنني كنت أبدأ في إحداث تغير كبير في معنى ´´منح الآخرين ما يريدون´´.
´´تعلمين كيف أن الأطفال أثناء نموهم يريدون ويطلبون أشياء كثيرة في اللحظة الحالية. إنهم يرغبون في الحلوى، أو في فرض طريقتهم الخاصة بشأن أمر ما. وتعلمين أنك إذا أعطيتهم دائماً ما يطلبون، فإن ذلك لن يفلح أو يفيد على المدى البعيد. إنهم لن يكبروا ليكونوا الشخص الذي يرغب أي شخص آخر في وجوده. وليس هذا ما يريدونه حقاً. ولن ينتهي بهم الحال إلى أن يعيشوا حياة طيبة، وهي الشيء الذي يريدونه حقاً " .
´´والشخص البالغ غير المنطقي لا يختلف عن الطفل غير المنطقي. إنك تعلمين كيف يكون الناس عندما يكبرون وهم يحصلون دائماً على ما يطلبونه. حيث إنهم لم يتعلموا أبداً كيف يضعون احتياجات الآخرين في الاعتبار، فإنهم ينتهون إلى أن يصبحوا عاجزين عن التفاهم، والتكيف مع الآخرين، ويعانون من مشكلات ضخمة في الحياة " .
´´نعم´´، كانت ´´روكسانا´´ تصغي إلي، ركان هذا منطقياً بالنسبة لها. لقد تغيرت تعبيراتها الانفعالية، ولكن كان بمقدوري معرفة أن هذا الاعتقاد الجديد لم يستقر ويترسخ بعد بأمان في نفسها.
´´وبنفس الطريقة، إذا لم تأخذي مكانك في العالم، وتسعي أولاً نحو الوفاء باحتياجاتك، فإن هذا ما ستفعلينه مع من هم حولك؛ تجعلين منهم نوعاً من الأشخاص الذين يتوقعون من كل شخص أن يصنع كل شيء من أجلهم، ولا يعلمون كيف يحترمون أي شخص آخر سوى أنفسهم. وهذا لا يساعد أي إنسان. إن هذا هو آخر ما يحتاجون إليه على الإطلاق، خاصة إذا كانوا بالفعل يواجهون متاعب في وضع الآخرين في اعتبارهم´´.
لقد استخدمت أولاً مثال الأطفال لأنني أعرف أن أي أم ستفهم ما أعنيه. وبعد ذلك انتقلت إلى الكبار، والى الناس عموماً بحيث تستطيع ´´روكسانا´´ الاستجابة بشكل مختلف مع أي شخص يقع في هذه الفئة، وليس فقط مع ´´رون´´ و ´´سارة " .
´´لذا فإن السعي وراء الوفاء باحتياجاتك ورغباتك الخاصة أولاً هو حقاً ما يريده الآخرون أكثر من أي شيء آخر´´، هذا ما قلته لألخص لها الأمر، وأردفت: ´´وبغير ذلك، فإنهم بطريقة ما، لن يعيشوا حياة طيبة. وسوف يعني هذا أن يواجهوا المشكلات فيما بعد´´. كانت ´´روكسانا´´ متفقة معي تماماً هذه المرة. كان جسدها كله يستجيب لهذه الطريقة الجديدة في التفكير بشأن مسألة منح الآخرين ما يريدونه بحق. لقد كانت هذه الطريقة تغوص بداخلها.
سألت ´´روكسانا´´: ´´أين أيضاً سيصنع هذا الإدراك اختلافاً بالنسبة لك؟´´. وحقاً لم أهتم كيف أجابت عن سؤالي. وإنما كان هدفي هو حملها على أن تفترض استجابتها الجديدة مسبقاً، وأن تطبقها بشكل أوسع في مواقف أخرى، لكي تترسخ طريقة تفكيرها الجديدة تماماً داخل نفسها.
النتائج
بعد حوالي ستة أسابيع، أخبرتنا ´´روكسانا´´ كيف كانت الأمور تسير معها. قالت مازحة:" لقد صادفت فرصاً وافرة لاختبار ما تحقق من نتائج لما قمنا به ! أصبحت أشعر بمشاعر مختلفة تماماً عندما كان أي من ´´سارة´´ أو ´´رون´´ يتصرف تصرفاً غير منطقي أو معقول. إنني تقريباً أضحك بيني وبين نفسي على الأمر. إن هذا مسل وممتع. إن الشعور بمشاعر مختلفة سهل علي كثيراً التعامل مع الأمور العملية، والسعي وراء ما أريده للأطفال " .
وتابعت ´´روكسانا´´ حديثها : ´´ولقد حدث أمر آخر مثير. لقد كنت، منذ كنت طفلة صغيرة، أعاني من كابوس متكرر. لم أكن أتذكر أبداً عندما أستيقظ ما يحدث فيه، ولكن كان ينتابني شعور يزداد سوءاً أكثر وأكثر، حتى أصل أخيراً إلى الاستيقاظ دائماً بشعور فظيع. وبعد أن حصلت على الطلاق، أصبحت أعاني الزيد من هذه الكوابيس. وبعد جلستي معك، كنت أشاهد ما بدا أنه نفس الحلم، إلا أن مشاعري تجاهه كانت طيبة. بطريقة ما، بدا الحلم هو نفس الحلم، إلا أنني كنت أشعر بالقدرة وسعة الحيلة، وأستيقظ بمشاعر طيبة تماماً ´´. ولقد اعتبرت حلم ´´روكسانا´´ المتغير بمثابة تأكيد من اللاوعي بأن تغييراً مهماً وعميقاً قد حدث.
وفي الشهور التالية، ظلت ´´روكسانا´´ تواجه بعض الصعوبات في التعامل مع ´´رون " و " سارة´´، وفي اتخاذ بعض القرارات الصعبة. ومع ذلك، فإنها اتخذت خطوة مهمة نحو بناء أساس أكثر ثباتاً ورسوخاً لنفسها. لقد جعلها تفكيرها في نفسها بشكل مختلف تشعر بأنها أكثر قدرة وسعة حيلة، وهذا الشعور سهل عليها التعامل مع الصعوبات.
وأنواع الأسئلة التي كنت أوجهها إلى ´´روكسانا´´ هي جزء مهم من حقل البرمجة اللغوية العصبية. إن الاستفادة من اللغة بتلك الطرق المحددة يمكن أن يساعدنا على إحداث التغيرات في معتقداتنا بسرعة، وكسب وجهات نظر جديدة. عندما نرى الأمور بالفعل بشكل مختلف، كثيراً ما تتلاشى مشكلاتنا.
وتماماً كما نستطيع بسرعة وسهولة تغيير منظورنا تجاه الرجل الذي تحدثنا عنه في بداية هذا المقال، نستطيع أيضاً بسرعة وسهولة تغيير منظورنا ومشاعرنا تجاه حياتنا. وهذه التغيرات لا تستلزم وقتاً أو ألماً. وإنما هي تتطلب فقط طريقة أخرى في فهم وادراك الأحداث تكون منطقية ومعقولة بالنسبة لنا.
life is either bold adventure or nothing at all
المفضلات