فوائد انشراح الصدر :


النعيم في انشراح الصدر ، والعناء في ضيقه .
وانشراح الصدر من نعم الله العظيمة ، فإنه إن اتسع صلح لنفع الخلق وقضاء حاجاتهم ، وقد سأل موسى عليه السلام ربه أن يشرح صدره لئلا يتكدر ويضيق فقال : (رب اشرح لي صدري ) .
فإنه إن ضاق أعجز الإنسان عن العمل ، ولم ينفع غيره ، ولقد شرح الله صدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونوره وجعله رحيماً فقال : ( ألم نشرح لك صدرك ) .
أضرار الحزن على النفس :


قطع الإسلام كل سبيل للحزن ، إذ أنه يضعف القلب ، ويوهن العزم ويمنع العبد من النهوض والتشمير والسير إلى الله .
قال ابن القيم : " ولهذا لم يأمر الله به في موضع قط ، ولا أثنى عليه ، ولا رتب عليه جزاءً ولا ثواباً ، بل نهى عنه في غير موضع قال سبحانه : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا ) .
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقال : ( ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ) وكان النبي صلى عليه الصلاة والسلام يتعوذ منه كثيراً ويكثر منه في دعائه قال أنس رضي الله عنه : كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال .
أسباب انشراح الصدر :


دوام ذكر الله تعالى ، والتوكل عليه والتعلق به سبحانه وتفويض الأمور كلها إليه.
ومن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب .
والإحسان إلى الخلق ونفعهم يفرح القلب ويسعد النفس ويجلب النعم .
غذاء يزيل الحزن :


أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى غذاءٍ يزيل الهموم قال عليه الصلاة والسلام : ( التلبينة مجمّة لفؤاد المريض ، وتذهب ببعض الحزن ) متفق عليه . والتلبينة حساء من دقيق أو نخالة سميت تلبينة تشبيهاً لها باللبن لبياضها ورقتها .ومجمة لفؤاد المريض أي : تريح قلبه وتزيل عنه الهم وتنشطه .

أقوال تذهب الأحزان :


قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك عل فيّ قضاؤك . أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً .
قالوا يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ فقال : بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ) .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب : لا إله إلا العظيم الحليم ، لا إله إلا رب العرش العظيم ،ا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ، ورب العرش الكريم . متفق عليه .


كيف أزيل حزني ؟


شفاء الهموم والأحزان ونحوها من أمراض القلوب في الصبر عليها ، والتوجه إلى الله بطلب رفعها وهذا هو الدواء ( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً ) .
ولئن بلي العبد بشيء من الهم والغم مع فعل الأسباب لدفعها كان تكفيراً لخطاياه يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما يصيب المسلم نصب ولا وصب ولا هم ولا ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفّـر الله بها من خطاياه ) متفق عليه .

ختاماً : الحزن وإن طال فله انجلاء ، وكلما اشتد لاح الفرج ، والحزن يبلى كما يبلى الثوب .