كثيراً منا يتسائل لماذا الناجحون ناجحون ما الذي فعلوه ليصبحوا ناجحين؟ وهل لديهم إمكانيات وقدرات أكثر من غيرهم أو أنهم أكثر حظاً من الآخرين؟

ولماذا الفاشلون فاشلون ما الذي ينقصهم ليحققوا النجاح؟ وهل فشلهم راجع لضعف إمكانياتهم وقدراتهم، أم أنهم أقل حظاً في الحياة؟.

والإجابة بسيطة عليك أن تعرف أن هناك فروق جوهرية بين الناجحين والفاشلين لتعلم من أين يبدأ طريق النجاح أو الفشل، هذه الفروق تمثل علامات فارقة بين الإنسان الناجح والإنسان الفاشل ونعرضها كالآتي:

العلامة الأولى:
الإنسان الناجح:
يفكر على أنه ناجح، ويتصرف ويشعر كالناجحين، ويحلم أحلام كبيرة كالناجحين، ويؤمن بنجاحه، و بقدرته على مواجهة كل المعوقات وتذليلها في سبيل الوصول لأهدافه. فيجب أن نعلم أن النجاح ما هو إلا حالة ذهنية للفرد، فإذا فكر الإنسان على أنه ناجح ينجذب إليه كل شئ من أشخاص وأحداث وفرص لتحقيق ما يفكر فيه وما يتوقعه لنفسه وحياته.
الإنسان الفاشل:
يفكر ويشعر ويتصرف كالفاشلين، ويحلم بأقل شئ من الممكن أن يصل إليه أو يحصل عليه،، وتكسره أول عقبه صغيره تقف في طريقه، فهو لا يثق في نفسه ولا في قدراته، و يؤمن بشكل راسخ أنه مهما فعل فأنه سيفشل بالتأكيد.
فهذه هي الحالة الذهنية الخاصة بالإنسان الفاشل.. حيث تجذب له كل شئ يؤكد فكرته عن نفسه، وتساعده على الوصول للفشل بأسرع وقت.

الخلاصة: فكر في النجاح يأتيك النجاح – فكر في الفشل تحصل عليه.. ففي النهاية النجاح والفشل حالة ذهنية للفرد.. فإذا فكرت أنك ناجح فأنت ناجح، وإذا فكرت أنك فاشل فأنت فاشل، فكل ما تفكر فيه سيأخذه عقلك الباطن على أنه حقيقة وواقع، ولن يجادلك فيه وسيطبعه في حياتك لتصبح كما أردت.

العلامة الثانية:
الإنسان الناجح:
يعرف ماذا يريد من حياته، فيضع خطة لها، ويعمل كل ما في طاقته لتحقيق أهدافه، ويأخذ بالأسباب، ويصر على تحقيق النجاح، فهو يستيقظ صباحاً نشيطاً يحدد مهام اليوم ويكتبها ويعمل بكل جد واجتهاد ومثابرة لإنجازها كلها، ويراقب النتائج ويعمل على تحسين خطته بإستمرار بما يتناسب مع الظروف والأحداث الجديدة.
الإنسان الفاشل:
لا يعرف ماذا يريد من حياته، فتراه يعمل قليلاً جداً وينتظر مكافأة أو ضربة حظ تنزل عليه من السماء لتحقق له ما يتمنى.. وهو ينشغل بالمسابقات والحيل في العمل، ويبحث عن الكسب السريع بلا جهد أو عمل. وهو يستيقظ صباحاً لا يعرف ما يفعله بيومه وتراه كثير المشاغل لكنه لا يكمل أمراً.. فحياته تفتقد للنظام وليس له خطة أو هدف يتحرك من خلاله، فهو تائه لا يعرف طريقه.. يترك نفسه للحياة والظروف تتجه به أينما تشاء وكيفما تشاء دون تدخل منه.

الخلاصة: النجاح ليس ضربة حظ، ولا يأتي بدون مجهود أو عمل.. النجاح يحتاج خطة وإصرار على تحقيق الأهداف، والفشل يعنى الاستسلام لتيار الظروف والأوهام.

العلامة الثالثة:
الإنسان الناجح:
أكثر تفهماً ووعياً لنتائج تصرفاته وأعماله وأقواله.. فهو يفكر بعواقب كل شئ، ويحدد الأشخاص والأحداث التي من الممكن أن تسانده في تحقيق أهدافه ويسعى لجعلها في صفه، ومبدئه (انجح وينجح معي الآخرون) فهو يصعد من خلال التعاون مع الآخرين.. فمن خلال نجاحهم يحقق نجاحه.
الإنسان الفاشل:
طائش ومتهور، دائماً لديه حالة من اللامبالاة بكل ما يقول ويعمل ويتصرف، فهو لا يهتم بما ينتج عن تلك الأقوال أو الأعمال من ردود أفعال على من حوله أو على نفسه، وبالتالي يعرض نفسه للكثير من المشاكل والمحن، ومبدئه في الحياة (أنا ومن خلفي الطوفان) يفكر في نفسه فقط يريد النجاح ولا يهم من يدوس عليه في طريقه ليحقق هذا النجاح المزعوم.

الخلاصة: الإنسان الناجح، إنسان رصين يتعامل مع كافة الأمور بفاعلية وإيجابية وثقة، أما الإنسان الفاشل متهور يضيع كل الفرص الطيبة على نفسه حتى مؤيديه ينقلبون عليه.

العلامة الرابعة:
الإنسان الناجح:
يسير على نهج الناجحين ويتتبع خطواتهم.. يسأل عن أعمالهم وكيف قاموا بها، وكيف أصبحوا ناجحين ومتميزين فيها، وما اتبعوه من خطوات لإنجاحها، ويعمل مثلما يعملون لتحقيق نفس النتائج ويتقدم في حياته كما يتقدمون.
الإنسان الفاشل:
يسير في الحياة بلا هدى، لا يخطط ولا يضع أهداف، ويترك الحياة تسير به أينما تشاء وتضعه أينما تشاء ويكون خاضعاً دائماً للظروف لا مسيطراً عليها.
فإذا كان فى عمل ما فلا بأس أن يكون موظف بسيط في الأرشيف، أو حتى مندوب فى المبيعات أو فى العلاقات العامة.. فالمهم لديه استلام راتبه بإنتظام ولا شئ آخر يهمه. فهو لا يسعى لشئ ولا يهتم بمستقبله وحياته ومكانته المهنية، ولا يرغب فى ترك أية بصمات فى مجال عمله أو حياته.

الخلاصة: إذا أردت النجاح فتش عن الناجحين وأصنع مثلما يصنعون لتحصل على ما حصلوا عليه من نتائج، أما إذا كنت لا تهتم أن تكون فاشل، فدع الحياة تسيرك كما تشاء وكن مع التيار ولا تتوقع أن ترى بر الأمان بدون خريطة أو خطة لحياتك تسير عليها، فعسى أن تنجو وربما تغرق فكل شئ لديك سيكون وفقاً لسيطرة الظروف.. لا لسيطرتك أنت.

العلامة الخامسة:
الإنسان الناجح:
يجرب كل شئ وينتهز كل فرصة لتحقيق أهدافه أو لحل المشكلات والعوائق التي قد تقف فى طريقه، فهو يرى فى كل فرصة منحة تساعده على التقدم، وهو محب للتغيير.. فالتغير لديه يعنى التطور والتقدم والاستمرار فى النجاح، وهو يسيطر على حياته وعلى المتغيرات من حوله ويتحكم بها ولا ينتظرها حتى تأتى وتفرض قوانينها عليه.
الإنسان الفاشل:
قابع فى مكانه إلى ما شاء الله "لا يتحرك"، فهو يفضل الوضع الآمن والمضمون، ولا يجرب أي شئ جديد أو مختلف، وهو يمكث فى نفس العمل طوال حياته، ويكون له نفس الأصدقاء والمعارف، ويذهب لنفس الأماكن، ويعيش فى نفس المنزل حتى آخر حياته. فهو خائف من الجديد مرتعب من التغيير عدو للنمو والتطور. وهو يرى فى كل فرصة محنة.. ويركز على المشاكل والعقبات ولا يحاول حلها أبداً، فالسلبية جزء من تفكيره وحياته.
والإنسان بهذا الشكل.. يعانى طوال حياته من التوتر والتوجس ويخضع كل حياته وأسرته لسيطرة الظروف والمتغيرات لتتحكم فيه وتسيطر عليه.

الخلاصة: التغير سيأتي لا محالة فعليك أن تستخدمه فى الوقت المناسب وتخضعه لتحقيق أهدافك وطموحاتك.. أم تنتظر فيأتي هو ويخضعك لسيطرته.
فأما أن تكون أنت المسيطر على حياتك وإلا ستجعل حياتك عرضة لسيطرة الظروف المتغيرات عليها وتلعب بك حتى النهاية.

العلامة السادسة:
الإنسان الناجح:
يتمتع بالجرأة والشجاعة لتحقيق أهدافه، وما يؤمن به، يقول جون واين: (الشجاعة هي أن تكون خائفاً حتى الموت، ومع ذلك تمتطى صهوة جوادك).
فالشجاعة هي ما تجعلك تنجز أهدافك وتتغلب على كل المعوقات والتحديات، وتتخذ القرارات الأكثر جرأة لتحقيق كل ما تريده من الحياة.
الإنسان الفاشل:
متردد دائماً.. يتسائل فى نفسه بإستمرار (أفعل أو لا أفعل.. أقرر أم لا أتعجل)، فهو ينتظر سنين وسنين حتى يتقلص هدفه أمامه ويضيع ويتيه منه.. حتى عندما يقرر شيئاً يكون قد انتهى الوقت وضاعت الفرصة.

الخلاصة: إذا أردت شيئاً أذهب لأخذه.. فأنت تحتاج الشجاعة لتحصل على الحياة التي ترغبها وتريدها بل وتستحقها، فإذا تأخرت فلا تلمن إلا نفسك، فقد يكون الأوان قد فات وأخذ الفرصة غيرك بينما كنت أنت لا زلت تفكر.

العلامة السابعة:
الإنسان الناجح:
يحب نفسه ومن حوله، ويدرك تماماً قيمة الحياة، ويقيم لغة تفاهم وحوار مع العالم من حوله.. هذه اللغة التي تفتح له كل أبواب النجاح والسعادة. فهو يعمل ما يحب ويتقبل الحياة كما هى ويمشى وفق قوانينها، ويحب لأخيه فى الإنسانية ما يحبه لنفسه.
الإنسان الفاشل:
يكره نفسه ومن حوله.. فهو ناقم على الناس وعلى الحياة.. متمسك بمشاعر الغل والحقد والكراهية، وهى مشاعر تدفعه خلاف الفطرة وخلاف قوانين الكون.. فيكون لديه دوماً حالة من الاضطراب والغضب الداخلي المستمر فهو متخاصم مع نفسه ومع الحياة.. فتراه لا يذوق حلاوة الحب أو حلاوة السلام مع النفس بل ويعتبرها خرافة أو غير موجودة، مما يدفعه لخسارة نفسه وكل من حوله. كما أنه لا يحب الخير لأخوته لذا ترى الحياة تسير دوماً معاكسة لكل ما يريد.

الخلاصة: الحب هو ثروة الناجحين وبدونه لا يتحقق النجاح فى أي شئ، والمحروم من الحب محروم من النجاح فى حياته. فما قيمة النجاح إذا لم تجد من يشاركك نجاحك ويسعد به معك.
يقول أوج ماندينو: (ادخر الحب الذي تتلقاه قبل أي شئ آخر، انه الشئ الذي سيدوم طويلاً بعد أن يذهب مالك وصحتك).

العلامة الثامنة:
الإنسان الناجح:
يرى جميع الأمور الجيدة والسيئة والتي تحدث له على أنها فرص ومنح من الله سبحانه وتعالى. فهو المتفائل الأكبر فى الحياة والذي يأخذ منها على قدر ما يستطيع، ويبحث عن الظروف التي يريدها، فأن لم يجدها يصنعها.
يقول تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيراً فله، وإن ظن بي شراً فله).
الإنسان الفاشل:
يرى الصعوبة فى كل شئ.. فهو متشائم على الدوام يتوقع دائماً السيئ وكل ما ليس فى صالحه، فهو يرى دوماً من الكأس النصف الفارغ ويتجاهل القسم المملوء، ويفتش عن أسباب وأعذار تقنعه أن الفشل حتمي ولا مفر منه فيقول لنفسه دائماً: (هناك معوقات فى هذا الأمر – الظروف لا تسمح فى كل الأحوال – أنا لا أصلح للقيام بعمل خاص... الخ)، وهكذا تتوالى الأعذار حتى تضيع كل الفرص عليه، فهو ليس لديه الاستعداد لخوض معركة الحياة وتحقيق ما يصبو إليه من أهداف، أو ربما تراه يبحث عن من يقوم بالعمل بدلاً عنه ويحلم بالأرباح التي سيجنيها من وراء من يخوض معركته، وهيهات أن يجد هذا الشخص المنشود إلا فى نومه.

الخلاصة: تقول مرجريت تاتشر: (يظن الناس أنه ليست هناك مساحة كافية على القمة. أنهم يميلون للتفكير فى القمة على أنها قمة إفرست التي لا تقهر. وأقول هنا أن هناك مساحة هائلة تتسع للكثيرين على القمة).


لذا لابد أن يعرف كل إنسان أن الحياة تتسع للكثير من الناجحين.. فقط أعرف ماذا تريد من حياتك؟ وأسعى لتحقيقه بكل شجاعة وقوة وإصرار، وكن متفائلاً محباً ترى من الحياة أجمل ما فيها.. لتبادلك الحياة بالمثل هذا الحب والعطاء.