لقد كتبنا الكثير عن حال التدريب في الوطن العربي وتطرقنا إلى حال دورات تدريب المدربين التي أصبحت أكثر من الدورات الإعتيادية وربما سوف يأتي يوم لا تجد سوى مدربين من غير متدربين ( هذا يوم رائع إن إستطعنا إخراج جيل من المدربين المميزين ). لكن الواقع يقول عكس هذا ، و موضوعي اليوم هو عبارة عن مجموعة من النصائح وإجابة لكل من سألني ( عبر الخاص أو عبر الإيميل أو عبر أي وسيلة إتصال ) عن ماهي أفضل دورة تدريب مدربين تنصحنا بها من ضمن مجموعة الدورات المعلنة.


في البداية سوف يكون تركيزنا على ثلاث أمور مهمة في دورات تدريب المدربين وهي :-
1- المدرب
2- المحتوى التدريبي
3- جهة الإعتماد

هذه هي أهم ثلاث نقاط لتقييم مدة قوة دورة عن دورة أخرى.

ولو دخلنا إلى العمق أكثر فسوف نفصل النقاط الثلاثة السابقة كالتالي :-
1- المدرب.
من المهم جداً البحث عن مدرب يفوق بقدراته العلمية والمهاراية المتدربين وليس العكس ، ومن خلال إستعراض سيرة مدرب كل دورة تستطيع الحكم وبشكل مؤقت أفضيلية دورة عن أخرى ولكن يجب أن تأخذ بعين الإعتبار شهادة المدرب العلمية ( بكالوريوس - ماجستير - دكتوراة ) وعمر المدرب وخبرته التدريبية بشكل عام وخبرته في مجال دورات تدريب المدربين بشكل خاص ، وفي بعض الحالات نجد بعض الدورات يقدمها أكثر من مدرب وهذا يعطي للدورة قيمة أكبر من الدورات التي يقدمها مدرب واحد فقط ، وأخيراً لا تنسى عن تسأل عن التغذية الراجعة من المتدربين الذين حصلوا على نفس الدورة ومع نفس المدرب.
الخلاصة : لا تجعل أشباه المدربين يدربوك حتى لو كانوا نجوم إعلام.

2- المحتوى.
ونقصد به محتوى دورة تدريب المدربين وهنا الكارثة الحقيقية لأن معظم هذه الدورات تقدم من قبل مدربي البرمجة اللغوية العصبية الذين يركزون على الطرق والوسائل الجيدة في التعامل مع أنماط المتدربين ونسوا أن هذا جزء بسيط جدا من منهجية تأهيل المدربين وربما لجهلهم بباقي الأمور دور في هذا مما جعلهم غرقوا في نقطة مهمة وتناسوا نقاط أهم.
لهذا إن لم تكن الدورة تحتوي التالي فمن الأفضل أن لا تذهب:-
- تحديد الإحتياجات التدريبية ( أساليب وطرق ونماذج وتحليل و .....)
- تصميم البرامج التدريبية ( أهداف تدريبية - تصميم مسمى الدورة وبناء المعراف والمهارات والإتجاهات - بعض النماذج و ....)
- تصميم الحقائب التدريبية ( حقيبة متدرب وحقيبة مدرب )
- تنفيذ البرامج التدريبية ( أساليب العرض والتقديم وفن التعامل مع المتدربين وإدارة العملية التدريبية والتنسيق للدورة قبل بدايتها حتى نهايتها )
- تقويم البرامج التدريبية ( تقيمم البرامج التدريبية - تقييم أثر التدريب )

3- جهة الإعتماد.
من المهم جداً ان تفرق بين دورات المدرب المعتمد ودورات فنون إعداد المدربين أو غيرها من المسميات التي تكون عبارة عن دورة تأهلك معرفياً ومهارياً لكي تكون مدرب ولكن لا تمنحك أي إعتماد، ولكن دورات تدريب المدربين المعتمدة غالباً مايكون هناك بعض الإمتيازات التي يحصل عليها المتدرب بعض الإنتهاء من شروط الدورة ( لا أعتقد هناك دورة لم يخرج جميع متدربيها مدربين ) وهذه الدورات جيدة كونها سوف تتبنى المدرب في إعطائه بعض الإستكرات او الشهادات وتكون معين له في الإنتشر ولكن مهم جداً تقصي ماهية هذه الجهة هل هي محطة بنزين في أمريكا أم مكتب عقار في إنجلترا أم أنها جهة علمية معتبرة .

الشروط السابقة الذكر لا تمنع أن تكون هناك عوامل مهمة يجب أن تأخذ في عين الإعتبار مثل السعر والمكان والمدة وغيرها الكثير لكن نحن تطرقنا إلى أكثر النقاط أهمية وأكثرها إشكالية ولو نظرنا لحال الدورات اليوم لوجدنا العجب العجاب لهذا عليك بأن لا تتنازل عن الثلاث الأمور السابقة الذكر وإن كنت مضطر ( وهذا حال التدريب اليوم ) على الأقل لاتتنازل عن جميع النقاط الثلاثة.

هذا مالدي على عجالة وأتمنى أن يكون هذا الموضوع مرجع للجميع لإختيار الدورة المناسبة وتكون إجابة شافية لكل من سألني عن هذا الموضوع. وبالمناسبة كثير من الناس لا يفرق بين النظرة السلبية وبين النظرة الواقعية فيتهم بعض الطروح بالسلبية بينما هي واقعية لهذا نحن لدينا نظرة إيجابية لتحسن الوضع لأن الوعي بدأ ينتشر بين أوساط صغار المتدربين وأصبحوا يفرقوا بين ماهو علم وبين ماهو هراء .



بواسطة: صلاح المعمار
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/ara...e.thtml?id=311