عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
طلابنا بين الواقع العملي والنظري
يحتاج الطلاب عند دراستهم للربط بين ما يتعلمونه في المكان الدراسي وما يرونه واقعيا، وهذا التدريس المعتمد على تنمية التفكير أثناء العملية التعليمية وأسلوب حل المشكلات والأبداع بذلك خاصة اذا ما إرتبط أرتباط وثيق بالواقع المعاش
الدكتورة ماريا مونتيسوري .. أول أستاذة في إيطاليا نبذت التعليم بالتلقين وذلك عام 1896م، توفيت 1952م. عملت مع الأطفال ذوي الحاجات التربوية الخاصة حيث تبنت الطريقة المتبعة آنذاك لم تكن كافية لتلبية احتياجات الطفل والمتعلم ، ولاحظت أن الأطفال بفترات نمو يكون فيها استعداد لتعلم أشياء مختلفة .
كان منظورها في التدريس مختلفا عن زملائها الأساتذة في ذلك الوقت، فبدلا من تعليم تلاميذها (ذكورا وإناثا) الطرق التقليدية في التدريس المتضمنة «القراءة، الحفظ، التلقين» قامت بتعليمهم باستخدام مواد محسوسة ملحوظة الجدوى من خلالها أن يفهم الطالب على أساس أن التعلم ليس بالحفظ والتلقين بل بالإدراك والتجربة التي من خلالها يحلل ويبتكر، ولاحظت تحقيق الأطفال ذوي الحاجات التربوية الخاصة درجات أعلى في نفس الأسلوب والمنهج المتبع الذي أجراه الأطفال العاديون .. هذا مبعث فكرتها «لماذا يستفيد الأطفال العاديون من نفس الأسلوب؟!» علنا نجيب على سؤال بحثها الذي يهمنا هو كيف استفاد العاديون من ذلك؟ عند معرفة الكيفية المستفادة لدى طلاب التعليم العام سنجد الطرق التي تدلنا على الإجابة، حيث يزودنا هذا النهج بالعديد من المهارات (الاعتماد على الذات، القراءة، الكتابة، المسؤولية التي تنمي الثقة في القدرة على الإدارة والقيادة) وحقّقت بهذا نجاحا كبيرا في تعليم تلك المهارات مما يحتاجه طفلنا المتعلم في هذا اليوم .
إن أسلوب التجريب «التطبيق» هو الأفضل في مرحلة تعليم التلاميذ، خصوصا في الابتدائية وطفولتهم المبكرة، فكل فكرة لم تقم على التجريب والمشاهدة تبقى ناقصة وغير راسخة في نفوس الصغار .. كما أن إعطاء الفرصة لأفكار الصغار كي تظهر ومساعدتهم في إخراجها إلى شيء ملموس داعم كبير لعملية التنشئة القائمة على ترسيخ التفكير والابتكار والتجريب كأدوات مساعدة في الوصول إلى حلول منطقية للمشكلات .
ومن فوائد التفكير لدى الطلاب إتاحة الفرصة أمامهم لخوض تجربة حقيقية للوصول إلى تلك النتائج بغض النظر عن مدى نجاحهم أو فشلهم في الوصول إلى الهدف المنشود .
لذلك فإن على المدارس عبر المدرسين المثاليين أن يساعدوا على بلورة أفكار طلابهم واختبارهم بشكل علمي وعملي فعال بشتى المعينات والوسائل، مثل المعامل بشتى أنواعها وغيرها من الأنشطة المدرسية التطبيقية حتى ننمي تلك المهارات ونشجع الطلاب على التفكير الجاد أمام كل المشكلات والصعاب التي تواجههم وتنمو وتطور لديهم ملكة التفكير .
وهذا الأمر لا ينطبق على المدارس فقط، فالأسرة أيضا لديها دور مهم وعامل مكمل في هذا الجانب .
إذ ما أشار إليه العالم الشهير توني بوزان يؤخذ بعين الاعتبار في كتابه «إلى دورة كولب للتعلم»، هذه الدورة التي تتحدث عن الجانب العملي للتعلم وتتمحور في أربع دورات محورية : أن يكون للمتعلم تجربة، التفكير بالمسألة /التأمل، الوصول لاستنتاجات، تخطيط الخطوة التالية .
وحث تربويا : (أنه على الفرد تدوين ما تعلمه، فالكتابة توضح للمتعلم طريقة تفكيره، وتعزز من التعلم) ، وهذا ما ورد عن علي رضي الله عنه «العلم علمان : علم مطبوع وعلم مسموع، ولا ينفع المسموع دون المطبوع» هذا القول يحثنا على تنمية القابلية لدى المتعلم نحو اكتساب المعلومة أو الثقافة، إذا لم نعلمه كيف يبرز قابليته «مهاراته» عبر العلم المطبوع وينميها لن يستفيد من العلم المسموع في حياته .
لذلك يستحب دائما تدوين العلم حتى يبق مرجعا لك وأسلوب التفكير وحل المشكلات أثبت ان مهما طال بك الوقت
لا تنسى ما تعلمته ويبقى راسخا بالذكراة على المدى البعيد
المفضلات