شخصية المدرس.. مفتاح نجاح الموقف التعليمي

تلعب العلاقة بين المدرس والطلاب ودورا هاما في بناء شخصياتهم بدرجة أنه يمكن اعتبارها المفتاح المو صل إلى نجاح الموقف التعليمي أو فشله.

ومن ثم يحرص علم الصحة النفسية على أن يدخل من السوائل التي قد تبدو في ظاهرها سخيفة ولكنها في حقيقة الأمر تؤدي إلى أن تكون العلاقة بين المدرس وطلابه علاقة صحية سليمة،

وصدق شاعرنا شوقي حين قال:

أرأيت أعظم أو أجل من الذي يبني وينشيء أنفسا وعقولا إن الطلاب الصغار كالمرآة تعكس حالة المدرس المزاجية واستعداداته الانفعالية، فإن هو أظهر روح المرح والاستبشار والفتح للحياة، كان خليقا بطلابه أن يظهروا الابتهاج وروح الود والتجاوب معه.


إما إن هو أظهر الاكتئاب والضيق والتبرم وسرعة التوتر، لم يجد من تلاميذه إلا ما واجههم به. كذلك لا ينبت المدرس الذي اضطربت نفسه واختل الجانب الانفعالي من شخصيته إلا تلاميذاً مضطربين انفعاليا ومنحرفين مزاجيا،


فالمدرس الذي يتصف بأنه شديد الميل إلى العدوان والسيطرة يضطر تلاميذه إلى أن يكونوا جبناء أميل إلى الانسحاب أو إلى أن يكون الواحد منهم كثير الميل إلى العدوان،


وهم يحاولون التنفيس عن هذا الميل عن طريق معاكسة زملائهم واتخاذ العنف وسيلة للتعامل مع الناس عموما ويلاحظ أن المدرس الذي يحقر تلاميذه ويهون من شأنهم ويسخر من قدرتهم، يضطرهم إلى أن يسلكوا سبيل الغش والكذب والخداع حتى يمكنهم أن يواجهوا مطالب مدرسهم المتعسفة.


فالعلاقة بين المدرس وتلميذه ليس أمر بسيطا، إذ تحددها وتتدخل فيها مجموعة من العوامل المعقدة. فالتلميذ قد يتأثر في علاقته بمدرسه وبعلاقته مع والديه. بمعنى أن العلاقة التي تربطه بأبيه إذا كانت علاقة احترام فإنه يحترم المعلم، وإذا كانت علاقة سيئة فإنه يسيء إلى المعلم.



كذلك فإن نظرة التلميذ لمدرسه قد تتأثر بنظرة والده أو نظرة المجتمع الذي يعيش فيه إلى المدرسين عامة. فهذه النظرة تحدد درجة تقدير التلميذ أو عدم تقديره لمدرسيه .