قدّم الباحثان Robert Rosenthal وLenore Jacobson عنوان نظريتهما الشهيرة نظرية بجماليون ومن ثم أصبحت عنوانًا لكتابهما الذي أحدث ضجة كبيرة في الأوساط التعليمية عندما ظهر في عام 1969م وهو Pygmalion in the Classroom والذي يتلخص في أن توقع معلم ما له أثر كبير على إنجاز الطالب.

أي عندما يعتقد معلم بأن طالبًا ما يمتلك قدرات متميزة وسوف يكون له مستقبل فإن هذا الطالب بلاشك سوف ينجز ويحقق أعلى الدرجات وعلى العكس من ذلك عندما يتوقع معلم من طالب القليل فإن هذا الطالب لن ينجز أكثر مما يتوقعه المعلم وسوف يحقق لا إراديًا نبوءة المعلم فيه.

تجربة تدلل على صدق هذه النظرية :قاما الباحثان بإجراء اختبار للقدرات لجميع طلاب مدرسة ثم اختارا عشوائيًا عشرين طالبًا وأوهما المعلمين بأنهما بعد أن أجريا امتحان القدرات اكتشفا أن هؤلاء العشرين طالبًا يمتلكون قدرات ذهنية كبيرة وسوف يحققون في المستقبل إنجازًا أكاديميًا ملحوظًا والطريف في الأمر أن هؤلاء الطلاب الذين اختيروا عشوائيًا والذين لم يكونوا ليتميزوا عن أقرانهم التلاميذ قد حققوا بالفعل أعلى العلامات في اختبارات نهاية العام !!

هذه الدراسة الشهيرة أكدت للباحثين صحة نظريتهما إذ إن المعلمين وقد تغيرت نظرتهم لهؤلاء التلاميذ تغيرت معاملتهم لهم وأوحوا لهم من حيث لا يشعرون بأهميتهم فانعكس ذلك على نظرة التلاميذ لأنفسهم فتعززت ثقتهم وثار حماسهم فإذا هم يحرزون أعلى الدرجات.

وهكذا خلص الباحثان إلى الدور الكبير الذي تؤديه توقعات المعلمين في حياة تلاميذهم تلك التوقعات التي قد تبلغ مرتبة النبوءات إذ عندما يعتقد معلم ما أن طالبًا ما يمتلك قدرات متميزة فإن ذلك ينعكس على معاملته لذلك الطالب من تشجيع وتعزيز واحترام مما يدفع بالطالب وقد زادت ثقته بنفسه إلى أن يبذل مزيدًا من الجهد ليكون عند حسن ظن المعلم الذي احتواه وآمن به من بين جميع الطلاب ومن ثم يقبل الطالب على المادة بحب ويحرز فيها أعلى الدرجات، وعلى العكس من ذلك فعندما لا يتوقع المعلم من الطالب إلا القليل بل أحيانًا أقل القليل فإن هذا الطالب وقد رأى تجاهل المعلم له و قرأ في عينيه ما وقر في نفسه تزعزعت ثقته في قدراته وانهارت معنوياته فانصرف عن الدرس والتحصيل وربما لجأ إلى بعض السلوكيات الخاطئة كوسيلة لإثبات الذات وإذا هو يحقق نبوءة المعلم من حيث لا يدري.