هل يؤثر الخوف على التذكر؟

عندما يهاب المخ الخطر، فإنه يتخذ رد فعل قبل أن تكون أنت مدركاً لذلك- ولا ينسى هذا الخوف مطلقا
كيف يُكون المخ ذكريات عن أهم الأحداث الحياتية؟ بشكل أكثر تحديداً كيف تتكون الذكريات المؤلمة في الذاكرة، وتختزن، وتسترجع؟ يتمتع المخ بأنظمة ذاكرة متعددة، كل منها مخصص لنوع مختلف من الذاكرة (انظرMemory is Ploral ) وهناك نظامان محددان لهما أهميتهما عندما يتعلق الأمر بالذكريات المؤلمة، فإذا استرجعت مشهد حادث ما، فإنك سوف تتذكر الحادثة نفسها وسوف تسترجع إلى أين كنت ذاهباً، ومن كان بصحبتك والتفاصيل الأخرى المتعلقة بتلك التجربة. فتلك هي ذكريات تصريحية (واعية). وكذلك ربما تجد أن معدل ضغط دمك يرتفع وكذلك معدل ضربات قلبك، وربما تبدأ في إفراز العرق. وتشعر بانقباض في عضلاتك، وتلك تسمى ذكريات ضمنية (غير واعية).


تصميم المخ بحيث يصدر استجابات من شأنها أن تحافظ على حياة الكائن الحي في المواقف الخطرة. وقد كان الحل الذي قدمه التطور فعالاً للدرجة التي لم يتغير معها ذلك الحل منذ ذلك الحين. (بالطبع، لو لم يعمل نظام لوزة المخيخ حينها، لما كان أسلاف تلك المخلوقات هنا الآن ليناقشوا ذلك الأمر). وطرقة عمل لوزة المخيخ تتشابه في الفئران والبشر، وفي الطيور والزواحف.

استشهاد
أستاذ "ليدوكس جوزيف" مركز العلوم العصبية، جامعة نيويروك. مقتبس من عرض تقديمي بمؤتمر التعلم والمخ في الرابع من مارس 2001 واشنطن دي سي.
ولا تساعد العاطفة على مجرد ترسيخ الأحداث المؤثرة في الذاكرة فحسب، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن الأشخاص أكثر قدرة على تذكر القصص المثيرة للمشاعر والعاطفة من تلك القصص المماثلة لها في الطول والتعقيد ولكن ذات محتوى عاطفي أقل، ولا يجب أن تكون العاطفة بالضرورة حية أو قوية. لقد أظهرت الدراسات التي تمت عن طريق أشعة إكس بوزيترون PET أن لوزة المخيخ تساهم في تقوية الذاكرة الخاصة بالبيانات ذات المسحة العاطفية حتى ولو لم تكن واعيًا بوجود أي تحرك عاطفي بداخلك. (و الاستثناء لهذه القاعدة هم الأشخاص الذين يعانون من إصابة أو تلف في لوزة المخيخ الخاصة بهم، والذين تتساوى لديهم القصص العاطفية وغير العاطفية).

تطبيقات عملية للطلبة
إن الدور الذي تلعبه العاطفة على المساعدة في تحويل الخبرات والتجارب إلى الذاكرة طويلة الأمد هو السبب في فاعلية أساليب التدريس والدراسة ذات الصبغة العاطفية. فإنك إذا قمت بعد نهاية اليوم الدراسي على سبيل المثال، بمراجعة المادة الدراسية مع زملائك في صورة نقاش أو جدال، فسوف تتذكر هذه المادة الدراسية لمدة أطول مما لو اكتفيت بمجرد حشوها في رأسك في صورة معلومات جافة. إن النقاش أو الجدال يدخلك في حالة عاطفية، وليس عقلية فحسب، على نحو يجعل المعلومات الدراسية تترسخ بصورة أكبر في ذاكرتك طويلة الأمد. وإذا قدر وكان عليك حشو رأسك بالمعلومات دون إجراء مناقشات، فعليك أن تستقطع الحلقات الدراسية لأخذ راحة لمدة عشرين دقيقة، وإذا أمكن، عليك التأكد من أنك تحظى بنوم هانئ بعد الفصل الدراسي. إنها ليست مجرد نصيحة أخوية مخلصة، ولكنها قائمة على أبحاث أجراها علم الأعصاب (انظر أحلام اليقظة في العمل).