اربط المعلومات لتتذكرها بشكل أفضل

[Elias Kousa]

ربط المعلومات الجديدة بمثيلاتها لديك

إن أكثر المعلومات التي يصعب تخزينها في الذاكرة طويلة الأمد هي تلك المعلومات أو الحقائق الاعتباطية التي تظهر أمامك وتعترض يومك دون أي سياق ذي مغزى ترد فيه، مثل سلسلة من الأرقام العشوائية، أو أسماء الأشخاص الذين قمت بإلقاء التحية عليهم في أول يوم لك في عملك الجديد، وهناك العديد من التقنيات والأساليب المتعلقة بفن تقوية الذاكرة والتي من شأنها أن تساعدك على تعلم وتقوية مثل تلك البيانات الجافة العشوائية؛ وتعتمد تلك التقنيات على المبدأ التالي:
إذا أردت أن تتذكر شيئًا ما، فقم بالربط بينه وبين شيء آخر تعرفه بالفعل. ولتأخذ هذه الخطوة التالية (لتتعلم هذا السر): كلا ازدادات معرفتك، كان من الأسهل عليك تذكر الأشياء الجديدة.


يكمن أحد أسرار التمتع بذاكرة جيدة في اكتساب عادة التفكير في الحقائق والمعلومات الجديدة على نحو عميق بما يكفي لجعلها ذات مغزى ومألوفة بالنسبة لما نعلمه بالفعل من قبل ويوجد في الذاكرة، إن الذاكرة ليست مثل عضلة من عضلات جسدنا؛ فلا يمكنك تقويتها تلقائيًّا.

ولا يمكنك إجبارها على اكتساب معلومة جديدة دون جهد مبذول، من خلال مجرد تدريبها. ولكن ذاكرتك سوف تتحسن إذا دافعت عقلك بفاعلية لمراجعة المعرفة المألوفة بالنسبة لك بالفعل والمرتبطة بالمعلومات الجديدة، ومن خلال وضع المعلومات الجديدة بشكل مناسب في سياق المعلومات القديمة.

وتنطبق تلك النصيحة على الذاكرة طويلة الأمد وليس الذاكرة قصيرة الأمد، ذلك النوع من الذاكرة "المباشرة" والمعروفة بالذاكرة العاملة. فإذا كانت هناك قائمة من الكلمات التي يجب تكرارها في الحال بعد سماعها- وهو اختيار لمهارات الذاكرة العاملة متعلق بتعلم اللغة والقدرة على القراءة- فسيكون تذكر وتكرار قائمة الكلمات في العمود (أ) على نفس الدرجة من سهولة تذكر وتكرار قائمة الكلمات في العمود (ب):

العمود (أ) العمود (ب)

نمله موقد

قطة وعاء

شجرة إناء
وعاء حوض
حشائش طبق
كمٌثرى سلطانية

ولكننا إذا أردنا تذكر تلك الكلمات لأكثر من مجرد ثوان قليلة- أو إذا أردنا حفظ القائمة عن ظهر قلب- فسيكون حفظ القائمة (ب) أسهل كثيرًا نظرًا لأن الكلمات التي تشتمل عليها اقل عشوائية.