القادة الأقوياء يتوحَّدون وجدانيًّا مع الآخرين, يشعرون بمشاعرهم, ويشعرون بالإشارات العاطفية التي تصدر عن غيرهم دون كلام.. إنهم ينصتون إلى غيرهم بتركيز وعمق، ويستطيعون التقاط مشاعر غيرهم ووجهات نظرهم.


والتفرقة بين التوحد في المشاعر، والتعاطف مع المشاعر لازمة، إذ يعني التوحد الشعور بمشاعر الآخرين، أمَّا التعاطف فهو كلام طيب يهدف إلى تخفيف آلامهم.


إن القادة الأقوياء الأذكياء وجدانيًّا يكونون قادرين على تحسُّس شبكات العلاقات الاجتماعية، وقراءة مفاتيح القوة في العلاقات بين البشر.


إنهم يفهمون القيم المرشدة والقواعد غير اللفظية التي تعمل بين البشر. وقراءة مفاتيح القوة في العلاقات بين البشر تجعل القائد يعرف الفرق بين الممكن والمستحيل, بين المعرفة المعوقة والقوى الدافعة, بين المعارضين والداعمين. وبدون قراءة مفاتيح القوة في العلاقات الاجتماعية، فإن ذلك يضعف قوة القائد.


إن القادة الأقوياء الأذكياء وجدانيًّا يستطيعون خلق المناخ العاطفي الذي يجمع بين الموظفين وبين العملاء وأصحاب المصالح المختلفة، وجعل هذه العلاقات في مجراها الصحيح. إن هؤلاء القادة يتابعون بدقة درجة رضا العملاء،
ويحاولون تحقيق سرورهم، وهو ما قد يتطلب أحيانًا أن يكونوا متاحين لتقديم الخدمة كلما احتاجهم غيرهم.

إن القادة الأقوياء الأذكياء وجدانيًّا يكونون قادرين على إلهام غيرهم والتأثير فيهم. إنهم قادرون على صياغة رؤية مشتركة عن وضع أمثل في المستقبل، وجعل الآخرين يعتنقون هذه الرؤية المستقبلية،
بحيث تكون مشتركة بعيدًا عن المهام اليومية والأجل القصير. إنَّ القادة الأقوياء قادرون على التأثير في غيرهم ابتداء من الاستحواذ على مشاعرهم، إلى الاستحواذ على عقولهم، وتبنيهم لقيم وقناعات أولئك القادة. فالقدرة على الإقناع هي ما تميّز القادة الأقوياء.


إن القادة الأقوياء الأذكياء وجدانيًّا هم القادة الذين يهتمون من قلوبهم بتطوير تابعيهم من خلال معرفة نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم وأهدافهم وقناعاتهم.. إنهم يستطيعون تقديم نصائح إيجابية في الوقت الملائم من أجل تطوير الآخرين.
وتكوين صفٍّ ثانٍ قويٍّ, قادرٍ على صناعة القرارات المهمة, قادرٍ على تحمّل مسؤوليات أكبر, قادرٍ على تحمّل المخاطرة.


إن القادة الأقوياء الأذكياء وجدانيًّا هم القادة الذين يدركون الحاجة للتغيير، ويتحدون الواقع الحالي..
إنهم يريدون تغيير الأحوال إلى الأفضل. إنهم حافزون للتغيير حتى في حالة وجود معارضين, وعادة ما يقدمون حلولاً للتغلب على معارضة التغيير، هم القادرون على فهم وجهات نظر مختلف الناس المتصارعين, المبدعين في إيجاد حلول ترضيهم،
أو على الأقل أرضية مقبولة منهم، ليس ذلك فحسب بل توجيه المتصارعين للاتفاق حول رؤية مستقبلية أفضل يسعون إلى تحقيقها.


هم القادرون على أن يخلقوا جوًّا مريحًا ينتعش فيه الاحترام المتبادل والتعاون والصداقة المهنية. إنهم يستطيعون توجيه الآخرين إلى الالتزام بعمل جماعي. هم الحريصون على توفير مزاج عام صحي. إنهم يقضون وقتهم في بناء الفريق وتنمية روحه... روح أبعد من مجرد الالتزام بمتطلبات العمل...