التدريب والمسئولية المجتمعية

بعد الاهتمام المتصاعد في موضوع المسئولية المجتمعية ومع النمو المتزايد للعناية بهذا الموضوع الهام واستشعار الكثير من الشركات والمؤسسات للواجب نحو المجتمع والالتزام الأخلاقي نحو المسئولية المجتمعية تتنامى بعض الأصوات المطالبة وتتصاعد بعض الاهتمامات الصادقة من المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص لايجاد بصيص نور وومضة مشاركة لخدمة المجتمع كواجب أخلاقي يشمل الكثير من الجوانب المتعددة سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو بيئية أو غير ذلك .
ونرى أن هنالك ثمة موضوع هام يخدم جانب المسئولية المجتمعية من كل جوانبها ويعزز أهميتها ويدفع نحو تطبيقها ويزيد من انتشار الوعي بها ، ذلك الأمر الهام هو : التدريب ، حيث نستطيع من خلاله إكساب الآخرين المعرفة اللازمة وصقل المهارات وبناء القدرات ، بل وحتى تغيير السلوكيات والاتجاهات نحو الأفضل في مجال المسئولية المجتمعية ، حيث ومع توفر مقومات النجاح الأربعة للتدريب التي هي: وضوح المادة وشموليتها ووجود البيئة المشجعة والمساندة وتفاعل المتدربين وكفاءة المدربين نستطيع من خلال تلك المقومات الوصول إلى ثلاثية مهام التدريب الرئيسية : المعرفة والمهارة والتأثير من خلال التدريب والدورات المقدمة ، وبالنظر إلى أهمية هذه الثلاثية الموصلة إلى الهدف المنشود نستطيع من خلاله البدء في قياس الأثر ومحاولة الوصول إلى نتائج عملية بقدر المستطاع سنجد أهمية التدريب على جميع الأصعدة والمجالات ، والذي يعتبر جانب المسئولية المجتمعية من أهمها ، حيث تستطيع الجهات المهتمة في خدمة المسئولية المجتمعية من خلال التدريب إلى تقديم برامج التطوير والتأهيل والتدريب لكافة شرائح المجتمع نذكر بعض النقاط الهامة منها على سبيل المثال لا الحصر :
- التدريب على أهمية المسئولية المجتمعية وتأهيل المتخصصين في هذا المجال .
- التدريب على العادات الاجتماعية الرائدة والقيم الأخلاقية المميزة .
- تدريب الشباب وتأهيلهم لسوق العمل .
- تدريب الموظفين للاضطلاع إلى أدوار أفضل في أعمالهم .
- التدريب على فنون التعامل ومهارات الاتصال الفعال لجميع شرائح المجتمع .
- تدريب وتأهيل المنتسبين إلى الأعمال والجمعيات الخيرية .
- تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم في كافة المناحي الحياتية والعملية .
- التأهيل القيادي والإداري للشباب والطلاب .
- التدريب والتأهيل في اللغات المستخدمة في سوق العمل .
- التدريب والتأهيل الإلكتروني والاستخدام الأمثل للتقنية ووسائل التواصل الاجتماعي .
وهكذا تكون المساهمة الفاعلة في خدمة المجتمع عن طريق الاضطلاع بأدوار رائدة من خلال التدريب ونشر الوعي والمعرفة وإكساب المهارات وتغيير السلوكيات نحو الأفضل ، مع أهمية تبني مجالات قياس الأثر من التدريب وعمل الدراسات المناسبة وتشجيع المبادرات والتعاون مع المهتمين في ذلك المجال من المؤسسات الحكومية والشركات ومراكز التدريب والاستشارات والابحاث .. ويبقى المجتمع متعطشاً للمبادرات ومتطلعاً إلى المزيد من الوعي في هذا المجال في المؤسسات والشركات في الدول العربية والإسلامية لكي تضلع بدورها نحو دينها وقيمها ومسئوليتها نحو مجتمعاتها المتعطشة .


كتبه : د. كمال شعبان عبد العال
drkamal99@gmail.com