عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
الرضاعة الطبيعية تحد من أصابة القلب
وجد العلماء المزيد من الأدلة على أن الرضاعة الطبيعية تحد من احتمالات تعرض الأطفال للإصابة بأمراض القلب في مرحلة متقدمة من العمر.
وفحص باحثون من معهد صحة الطفل أكثر من 200 مراهق جرى دراسة نوع رضاعتهم عندما كانوا أطفالا.
ووجدت الدراسة التي نشرت في دورية "لانسيت" العلمية أن أولئك الذين كانت رضاعتهم بشكل طبيعي يتمتعون بمعدلات كوليسترول أفضل كثيرا من الأشخاص الذين اعتمدوا على الألبان الصناعية في الرضاعة.
وربط الباحثون أيضا بين الرضاعة الطبيعية وبين خفض مستويات بروتين يسهم في الإصابة بانسداد الشرايين.
وتعزز هذه النتائج ما خلص إليه بحث سابق قال إن الرضاعة الطبيعية قد تساعد على الوقاية من الإصابة بتصلب الشرايين.
لكن معظم الدراسات ترتبط بأخرى سابقة لها. فقد ركزت الدراسة الأخيرة على مجموعة من المراهقين كانوا قد خضعوا بالفعل لدراسة أخرى عندما كانوا أطفالا مبتسرين.
واعتمد في تغذية هؤلاء الأطفال على اختيار عشوائي بين الرضاعة الطبيعية والألبان الصناعية المعدة للأطفال الطبيعيين والألبان الصناعية المعدة للأطفال المبتسرين.
وقد أعاد الباحثون فحص المراهقين عندما تراوحت أعمارهم بين 13 و16 عاما.
واخذ الباحثون عينات دم وفحصوا نسبة الكوليسترول الضار إلى الحميد فيها.
"تأثير مفيد"
وخلص البحثون إلى أن نسبة الكوليسترول الضار لدى المراهقين الذين اعتمدوا على الرضاعة الطبيعية أقل من أولئك الذين اعتمدوا في تغذيتهم أثناء الطفولة على الألبان الصناعية وهو ما يقلل احتمالات إصابتهم بأمراض القلب.
وفحص الباحثون أيضا تركيزات بروتين سي التفاعلي. ويرتبط وجود تركيزات كبيرة من هذا البروتين بإصابة الشخص بتصلب الشرايين.
ووجدت الدراسة أن تركيزات البروتين لدى المراهقين الذين اعتمدوا على لبن الأم أقل من تلك الموجودة لدى نظرائهم الذين اعتمدوا على الألبان الصناعية.
ولم تختلف عوامل مثل الوزن عند الولادة والوزن في سن المراهقة والطبقة الاجتماعية بين المجموعات التي اعتمدت على الرضاعة الطبيعية أو الصناعية.
وقال الدكتور اتول سينجال الذي قاد الدراسة في تقرير نشرته دورية لانسيت "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الرضاعة الطبيعية لها تأثير كبير ومفيد على صحة القلب على المدى الطويل."
ويعتقد الباحثون أ هذا يرجع إلى أن الأطفال الذين يرضعون بشكل طبيعي ينمون بصورة أبطأ من أولئك الذين يرضعون الألبان الصناعية.
وقال الباحثون إن النمو السريع في مرحلة مبكرة "يبرمج" الخصائص البيولوجية للطفل مما يجعله عرضة لبعض الحالات الصحية المعينة التي تزيد احتمالات الإصابة بمرض القلب والجلطات ومن بينها السمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول والإصابة بداء السكري.
"مزاعم مضللة"
وقال البروفسور آلان لوكاس مدير مركز أبحاث تعذية الطفل التابع لمجلس الأبحاث الطبية إن "هذا الدليل قوي جدا ويعزز رسالة واضحة مفادها أن نمو الطفل ببطء يحد من احتمالات الإصابة بأمارض القلب والجلطات عند الكبر وإن أفضل وسيلة لتحقيق ذلك هي الرضاعة الطبيعية."
وقالت بليندا فيبس الرئيسة التنفيذية للمؤسسة الوطنية للولادة "ندرك أن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية أقل عرضة للإصابة بزيادة والوزن وتقل فرص إصابتهم بالسكري خلال الطفولة على سبيل المثال لكن هذا البحث يوضح أيضا أن الرضاعة الطبيعة قد تكون لها أيضا آثار مفيدة جدا على الصحة في مرحلة لاحقة من العمر."
وأضافت "في المقابل فإن التغذية بالألبان الصناعية ترتبط بارتفاع معدل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وارتفاع ضغط الدم وإصابات الأذن والمسالك البولية والإسهال والالتهابات المعوية."
وخلصت دراسة أجرتها مؤخرا وزارة الصحة وشملت ألف امرأة إلى أنه بالرغم من معرفة فوائد الرضاعة الطبيعية بشكل جيد إلا أن بريطانيا بها أحد أقل معدلات الرضاعة الطبيعية في أوروبا.
وأظهرت الدراسة أن نحو ثلث النساء في انجلترا وويلز لم يحاولن أبدا إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي مقابل اثنين بالمئة فقط في السويد.
وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي حذرت فيه الشبكة الدولية لتغذية الطفل من أن الجهود لزيادة معدلات الرضاعة الطبيعية تواجه صعوبات بسبب شركات الألبان الصناعية التي تروج لمزاعم "مضللة".
وقالت إن شركات كثيرة تروج لاستخدام الألبان الصناعية بقولها إنها تجعل الطفل أكثر ذكاء أو أنها مماثلة للبن الأم.
المفضلات