تساهم مهارة الرسم بشكل أساسي في تعزيز نمو مخيّلة الطفل وتطوّرها، حيث يساعده في كثير من الأحيان في التعبير عن مشاعره خصوصًا إذا لم يكن يجيد الكلام بعد، وليس من المفروض أن نحلل رسم الطفل أو ننتظر ونراقب ماذا يريد أن يرسم. إذ لا يمكن الجزم بأن الطفل إذا رسم شكلاً معينًا نقول إنه يعني هذا الشيء أو ذاك أي لا يمكن القول إن الرسم يرمز إلى أمر محدد.

وقد يكون التكرار مؤشرًا لمشكلة، فعندما يكرر التلميذ نموذج الرسم نفسه في كل مرة يرسم، أو يلوّن دائمًا رسومه بألوان داكنة جدًا، يمكن أن تلفت نظر المعلمة أو الأم إلى أن هذا الطفل يعاني أمرًا ما لا تعرفه. كما أن التغيير المفاجئ في أسلوب رسم الطفل هو أيضًا مؤشر لمشكلة، حسبما نشرت وكالة الأنباء الألمانية.


استعمال الألوان؛ وذلك يعني بأنه إذا كان الطفل خلال فترة طويلة اعتاد الرسم بألوان زاهية وفجأة بدأ يلوّن بألوان حزينة، هنا يمكن أن نلاحظ أنه يمر بصعوبة ما. ولكن لا يمكن القول إن الطفل إذا رسم على هذا النحو أو ذاك فإنه انعكاس لشخصيته، لأن رسم كل طفل يشير إلى الوضع الذي هو فيه أو الموقف أو الحالة التي يمر بها، فإذا مثلاً أصبح لديه أخ، أي إذا حصلت أمور طارئة على حياته، يستطيع الطفل أن يعبّر عن مشاعره من خلال الرسم.

ويساعد الرسم في تقوية العضلات الدقيقة لليد، فعندما يبدأ الطفل الرسم في المدرسة يعلّمونه كيف يرسم ضمن المساحة المطلوبة منه، مثلا التقيد بالخطوط وعدم الخروج عنها. كما يعلّمه مفهوم الوقت، فإنجاز الرسم يستغرق وقتًا، ويعزز لديه ملكة التركيز لفترة والصبر، والاهتمام بالتفاصيل، ولكن على الأهل ألا يحكموا على رسم ولدهم من المرّة الأولى، فالطفل يحتاج إلى وقت حتى يتمكن من الرسم في شكل واضح. فكما الكتابة، يحتاج التلميذ إلى وقت ليتقنها وليبدو خطّه واضحًا، كذلك الرسم.


الرسم كّعلاج نفسي: عندما يتعامل الاختصاصي مع الطفل يكون الرسم جزءاً من العلاج ليتبين ما يحدث معه، أما الأهل والأساتذة فلا يمكنهم القيام بهذا الدور أو الحكم على الأمور من خلال الرسم. ولكن يمكن المعلّمة أن تتنبه عندما يرسم الطفل في سن معيّنة رسمًا لا يتناسب مع سنه. إذ لكل سن نمط معين من الرسم، أي أن الرسم يعكس نمو الطفل وتطوّره.

كما أن رسم طفل في الثالثة يختلف عن تفاصيل رسم طفل في الخامسة؛ ويعني ذلك إذا كان طفل في السابعة لا يزال يرسم بالطريقة نفسها التي يرسم بها طفل في الثالثة، فهذا قد يكون مؤشرًا لتأخره عن صفه. وهنا يمكن أن يطلب رأي الاختصاصي، ولكن شرط أن يكون عدم التناسب بين السن والرسم متكرّرًا أو حدث بشكل مفاجئ.