سيطرت حالة من التقلب على السوق خلال الاسبوع الماضي خاصة بسبب المخاوف المتعلقة بالاوضاع في اوروبا فضلاً عن المعطيات الاقتصادية الاميركية الصادرة مؤخراً والتي أتت أسوأ مما كان متوقعاً، وهو الامر الذي تسبب بموجة قلق في السوق أدت الى تراجع سعر الدولار الاميركي مقابل العملات الرئيسية الاخرى مع حلول منتصف الاسبوع. فضلاً عن ذلك، فقد تبددت الآمال في احتمال قيام المملكة المتحدة قريباً برفع أسعار الفائدة، اما البنك المركزي الاوروبي ما يزال ضمن المباحثات من اجل تقديم المزيد من الحوافز النقدية، وهو الامر الذي يضع المجلس الفدرالي الاميركي في الموقع الافضل من اجل القيام برفع اسعار الفائدة وذلك بالرغم من المعطيات الاقتصادية الصادرة مؤخراً والتي أتت دون التوقعات.
افتتح اليورو الاسبوع عند 1.2628 وبحيث حقق ارتفاعاً مقابل الدولار الاميركي ليصل إلى 1.2770 وذلك بعد ان صرّح مسؤول رسمي لدى المجلس الفدرالي قائلاً ان التراجع الاقتصادي العالمي خلال الفترة الحالية من شأنه ان يؤدي الى تأخير عملية رفع أسعار الفائدة، وبالتالي فقد تسبب ذلك بتراجع في حجم الطلب على الدولار الاميركي، الا ان التقارير الصادرة على طول القارة الاوروبية والتي تشير الى ضعف النمو الاقتصادي في المنطقة قد تسببت بتراجع سعر اليورو ليصل إلى ادنى مستوى عند 1.2625، خاصة وان التقارير قد اشارت الى التراجع الحاصل بالانتاج الصناعي في المنطقة بالاضافة إلى تراجع مؤشر ثقة المستثمر الالماني للشهر العاشر على التوالي، الا ان اليورو سرعان ما تمكن من تعويض كافة الخسائر التي الحقت به وذلك مع تحقيق المزيد من المكاسب بحيث ارتفع الى اعلى مستوى له منذ اسابيع ليصل الى 1.2886، نتيجة لصدور المعطيات الاقتصادية السيئة القادمة من الولايات المتحدة الاميركية والتي أتت أسوأ مما كان متوقعاً، والتي عززت من المخاوف في احتمال تراجع النمو الاقتصادي الاميركي. وبالتالي فقد استمرت تداولات اليورو خلال الاسبوع ما بين 1.2700 وبين 1.2850، ليقفل الاسبوع عند 1.2761.
من ناحية ثانية، افتتح الجنيه الاسترليني الاسبوع عند 1.6076 ثم ارتفع الى اعلى مستوى له عند 1.6127 مع بداية الاسبوع، الا انه سرعان ما بدأ بالتراجع ليصل سعره مقابل الدولار الاميركي الى ادنى مستوى له خلال الاشهر الـ11 الاخيرة، وذلك نتيجة لصدور التقارير الاخيرة والتي أشارت الى ان نسبة التضخم في المملكة المتحدة قد تراجعت الى ادنى مستوى لها خلال السنوات الخمس الاخيرة، وهو ما يضاعف من الضغوطات المفروضة على بنك انكلترا المركزي من اجل المحافظة على اسعار الفائدة عند ادنى مستوياتها على الاطلاق. وفي المقابل، فإن صدور البيانات الاقتصادية السيئة من الولايات المتحدة قد مكّن الجنيه الاسترليني من التعويض عن كافة الخسائر التي الحقت به ليرتفع سعر الجنيه الى 1.6127 وليقفل الاسبوع عند 1.6093.
اما الين الياباني فقد استمر بالارتفاع مقابل الدولار الاميركي نتيجة للمخاوف المتعلقة بالتغييرات الاخيرة التي شهدها السوق العالمي والتي من المتوقع ان تحمل تأثيرات سلبية، وهو ما قد شجع المستثمرين على التوجه نحو الاصول الاكثر أماناً كالين الياباني، فقد افتتح الين الياباني السوق عند 107.66 ثم ارتفع بشكل ملحوظ مقابل الدولار الاميركي المتراجع ليصل الى ادنى مستوى عند 105.23 وليقفل الاسبوع اخيراً عند 106.88.
وفي المقابل، افتتح الدولار الاسترالي الاسبوع عند 0.8686 ثم بدأ بالارتفاع تدريجياً مقابل الدولار الاميركي ليصل الى 0.8813، حيث ان الدولار الاسترالي قد حقق ارتفاعاً مقابل كافة العملات الاخرى باستثناء واحدة خاصة وان التقارير القادمة من الصين وهي الشريك التجاري الاكبر لأستراليا، تشير الى ان الواردات قد ارتفعت بنسبة 7% خلال الشهر الماضي وذلك عن العام السابق وخلافاً للتوقعات التي قضت بتراجع هذه النسبة بنسبة 2%. ومع حلول نهاية الاسبوع، تراجع سعر الدولار الاسترالي ليعود الى ما كان عليه عند 0.8686،الا انه سرعان ما ارتفع من جديد يوم الجمعة ليقفل الاسبوع عند 0.8744.


تراجع في مبيعات التجزئة
تراجعت مبيعات التجزئة خلال الشهر الماضي بشكل فاق التوقعات نتيجة لتراجع حجم الانفاق لدى المستهلك الاميركي، وهو الامر الذي سينتج عنه تراجع في النمو الاقتصادي للبلاد خلال الربع الثالث، فقد تراجعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.3% مع العلم انها حققت ارتفاعاً خلال شهر اغسطس بلغ 0.6% والذي كان الارتفاع الاكبر لها خلال 4 شهور، في حين ان التوقعات قضت بأن ترتفع النسبة الى 0.5%. تجدر الاشارة الى ان المبيعات قد تراجعت في قطاع مبيعات السيارات والمفروشات ومتاجر المواد البنائية ومتاجر الالبسة.

تراجع في مؤشر مدينة فيلادلفيا للقطاع الصناعي
شهد شهر سبتمبر تراجعاً في مؤشر المجلس الفدرالي لمدينة فيلاديلفيا الاميركية، وهو الامر الذي يدل على ان الاقتصاد الاميركي وهو الاقتصاد الاكبر في العالم قد واجه صعوبات مع التراجع الاقتصادي العالمي، فقد تراجع مؤشر فيلاديلفيا الفدرالي هذا الشهر للشهر الثاني على التوالي ليصبح عند 20.7 مع العلم ان المؤشر المذكور قد ارتفع خلال الاشهر الثلاثة الماضية الى اعلى مستوى له خلال السنوات الثلاث الاخيرة وذلك عند 28.0. تجدر الاشارة الى ان الحد الذي بلغه المؤشر هو افضل مما كان متوقعاً من قبل الخبراء الاقتصاديين باعتبار ان المؤشر قد استقر عند 19.8، كما ان الاداء الذي فاق التوقعات قد تسبب بارتفاع سعر الدولار الاميركي مقابل غيره من العملات الرئيسية الاخرى.