مشرف
- معدل تقييم المستوى
- 35
دراسة أمريكية:ترصد العلاقة بين الراحة النفسية والطعام
دراسة أميركية ترصد العلاقة بين الراحة النفسية والطعام
حينما يكون المزاج سيئاً... يكون الأكل أقل نوعية وأكبر كمية
يُقبل الذين يشعرون بالحزن والإحباط النفسي على تناول كميات أكبر من الأطعمة ذات الأنواع الرديئة في مردودها الصحي على جسم الإنسان، في حين أن الإحساس بالسعادة والراحة النفسية يُوجه نحو التقليل في كمية ما نتناوله من أطعمة، بل ويزيد من الإقبال على تناول أطعمة صحية مفيدة. لكن حينما تتوفر لمن يُعانون من الحزن والإحباط معلومات صحيحة عن القيم الغذائية للأطعمة المختلفة، فإنهم يكبحون لجام التمادي في تناول الأطعمة بناءً فقط على ما تُعطينا من لذة الشعور بتناولها آنذاك، ويتجهون في المقابل نحو المفيد منها. في حين أن الذين يشعرون بالسعادة العارمة لا يتبعون تلك النصائح والإرشادات الصحية إزاء الأكل وتناول أصنافه الجيدة، حينما تُقال لهم. هذا ما خلصت إليه نتائج دراسة حديثة للباحثين من جامعة بيتسبيرغ وجامعة المسيسبي بالولايات المتحدة.
وتمثل الدراسة التي تم نشرها في عدد يناير من المجلة الأميركية لعلم التسويق، واحدة من الدراسات الحديثة التي تبحث في دور الظروف البيئية المحيطة بالإنسان وتأثيراتها على توجهاته في تناول الأطعمة من نواحي الكمية والنوعية ومدى الالتزام باتباع الإرشادات الصحية في انتقائها. والذي يبدو أن من أهم تلك الظروف البيئية هو مزاج الإنسان وتقلباته بين السعادة والإحباط.
* المزاج والطعام ومن تلك الدراسات واحدة شملت مجموعة من الإداريين الذين طُلب منهم مشاهدة أحد الأفلام الكوميدية الباعثة على الشعور بالبهجة والفرفشة، مقارنة بمشاهدة مجموعة أخرى لأحد الأفلام الدرامية الحزينة الباعثة على الشعور بالإحباط النفسي. وكان الفيلم الأول هو البيت السعيد في الاباما، والثاني هو قصة حب، الشهيرين. وتم لهم آنذاك، وأثناء مشاهدة كلا الفيلمين، توفير كميات من الفشار الساخن المُملح والمُضافة إليه الزبدة مع طبق آخر من العنب المنزوع البذور.
وقال البروفيسور برين وانسنك، حينما تم الفراغ من مشاهدة أحداث فيلم قصة حب الحزينة، وبعد مسح الدموع المنهمرة بسببه، تبين أن الذين شاهدوه، وتفاعلوا مع أحداثه الدرامية تلك، بأنهم تناولوا كمية أكبر من الفشار بنسبة تفوق 36% مقارنة مع الذين شاهدوا الفيلم الكوميدي واستمتعوا بالمرح والفكاهة أثناء متابعة أحداثه.
لكن الملاحظ أيضاً على حد قول البروفيسور وانسنك هو أن من شاهدوا الفيلم الكوميدي كانوا أقل إقبالاً على تناول الفشار المليء بالملح والزبدة، وهو طعام من المعروف أنه غير صحي في محتوياته، بل إنهم أمضوا أكثر الوقت في تناول العنب الصحي الغني بالمكونات والعناصر الغذائية المفيدة أثناء نوبات الضحك من مفارقات الأحداث الكوميدية تلك في الفيلم.
وتوقع البروفيسور وانسنك أن ذلك يعني رغبة السعداء من الناس في المحافظة على مزاجهم الجيد على المدى القصير، لكنهم في الوقت نفسه يُقيمون اعتباراً على المدى البعيد للمحافظة على صحتهم عبر تناول أطعمة غنية بالقيم الغذائية.
في حين أن الناس الذين يشعرون بالحزن والاكتئاب يُريدون فقط التخلص والخروج من حالة الهبوط النفسي تلك عبر تناول وجبات ذات طعم لذيذ ومحبب للنفس، كي ينالوا من وراء تناولها شعوراً بالبهجة المجردة.
* بين الحزن والبهجة ولمعرفة المزيد عن علاقة سلوك تناول الطعام بمستوى راحة المزاج النفسي، قدم الباحثون ذلك الفشار لمتطوعين أتموا عدة وسائل لتقييم مستوى مزاجهم ونوعيته وأتموا أيضاً قراءة قصص محزنة وأخرى مُفرحة. ثم تم تقسيمهم إلى مجموعتين بغض النظر عن مزاجهم السيئ أو الجيد، إحداهما أُعطيت له معلومات عن القيم الغذائية من الناحية الصحية لذلك الطعام وأخرى لم تُقال لهم تلك المعلومات المفيدة عن الغذاء ومحتوياته. وتبين للباحثين أن من بين منْ لم تتوفر لهم معلومات عن القيم الغذائية المفيدة أو الضارة في الأطعمة، فإن الذين يشعرون بالحزن والإحباط كانوا أكثر إقبالاً بمقدار الضعف على تناول الفشار غير الصحي المُضاف إليه الملح والزبدة. وذلك بالمقارنة مع الذين يشعرون بالسعادة والراحة النفسية الذين كانوا أقل إقبالاً على تناوله.
لكن في المجموعة التي تم توضيح قيمة الطعام ذلك من الناحية الصحية ونسبة محتويات المفيد والضار فيه، تبين أن كمية ما تناوله السعداء من ذلك الطعام لم تتأثر بحصولهم على تلك المعلومات الغذائية الصحية. في حين أن معرفة الحزينين والمُحبطين لتلك المعلومات الغذائية، ساهم بشكل ملحوظ في توجيههم نحو تقليل تناول المأكولات الضارة وغير المفيدة وكبح جماح الإفراط في ذلك، ولذا تناولوا كميات أقل من ذلك الفشار غير الصحي.
وهذا ما حدا البروفسور وانسنك إلى القول إن السعداء بالأصل لا يتناولون كميات عالية من الأطعمة، ولذا لا تغير تلك المعرفة من سلوكهم، بخلاف الحزينين الذين يُؤدي إبلاغهم بالمعلومات الغذائية تلك إلي ضبط إفراطهم في تناول الأطعمة الضارة أو غير المفيدة. وأضاف إنه بالرغم من أن أياً منّا قد يرغب في تناول الأطعمة التي تشتهيها نفسه حينما يكون سعيداً أو حزيناً، إلا أن تناولنا للأطعمة يكون أكبر حين الحزن. لكن تزويدنا بالمعلومات الغذائية يُوجهنا بشكل أكبر نحو تناول الأفضل حينما تكون أمزجتنا حزينة على وجه الخصوص.
الرياض: «الشرق الأوسط»
الصحة
Accept the pain and get ready for success
المفضلات