تشير البيانات إلى أن 1.78 مليون طالب في المدارس المتوسطة والثانوية، فى الولايات المتحدة الأمريكية قد استخدموا السجائر الإلكترونية خلال العام الماضي. وهي بدورها تحتوي على النيكوتين الذي ثبتت علاقته بتعاطي الماريجوانا والكوكايين في مراحل متقدمة من الإدمان، على أساس أن الإدمان على عقار ما يؤدي إلى الإدمان على آخر. وأوضحت دراستان حول السجائر الإلكترونية، مدى خطورتها على المراهقين والشباب على نحو خاص، من حيث احتمال الإدمان عليها. فقد نشرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية نتائج دراسة أظهرت أن أكثر من 263 ألف مراهق ممن لم يدخنوا سجائر عادية من قبل، باتوا يدخنون السجائر الإلكترونية. كما تبين أن عدد طلاب المدارس ضمن مرحلتي: المتوسطة والثانوية، ممن يستخدمون هذا النوع من السجائر، تضاعف على مدار 3 سنوات من 79 ألف مدخن في عام 2011، إلى ربع مليون مدخن في عام 2013
فيما نشرت مجلة "نيو إنغلاند" الطبية دراسة أخرى، خلصت إلى أن السجائر الإلكترونية "بوابة" لإدمان النيكوتين وغيرها من المخدرات. فيما تعد هذه الدراسة، التي يتوقع أن تلاقي مزيجاً من الرفض والقبول، تعاوناً رائداً بين اريك ودنيس كاندل تجمع بين علم الأوبئة وعلم النفس وعلم الأحياء الجزيئي.


وبالإشارة إلى مجموعة من البحوث الوبائية السابقة التي أثبتت أن النيكوتين ذو علاقة بتعاطي الماريجوانا والكوكائين، يقول الباحثان كاندل أن السجائر الإلكترونية توسع هذا المدخل، من خلال تعريف الشباب غير المدخنين على النيكوتين. ولدعم هذا الادعاء، ربطا البيانات البيولوجية حول تأثير النيكوتين على أدمغة الفئران، والدراسات النفسية مع حالات الإدمان.


ومما يدعم نتائج هذه الدراسة، أن الباحثين كاندل من العلماء القديرين، فدينيس كاندل هي من أوجدت فرضية "البوابة" التي تفترض أن الإدمان على عقار ما يؤدي إلى الإدمان على آخر. ومنذ أن نشر البحث عام 1975، أصبحت فرضية "البوابة" من المراجع التي يأخذ بها أطباء الإدمان وعلم النفس.


وقد أجرت كاندل، أستاذة علم النفس في جامعة كولومبيا، ورئيسة قسم وبائيات تعاطي المخدرات في معهد الطب النفسي بولاية نيويورك، العديد من الدراسات التي تم استخدامها كأساس للقرارات الرئيسة المتعلقة بوضع سياسات كثيرة.


أما طبيب النفس والأعصاب ايريك كاندل، لا يقل شهرة عن زوجته، إذ فاز بجائزة نوبل عام 2000 لدراساته على بيولوجيا الذاكرة الجزيئية. وتتركز إسهاماته في الدراسة الحالية على فكرة أن الإدمان هو شكل من أشكال التجارب المكتسبة، والتي تحفز عوامل الانتكاس من خلال الذكريات المستمرة لتأثيرات المخدر الإيجابية. أي أنك عندما تستنشق المخدر ستستمتع به وستشعر بإحساس جيد، فيتولد لديك ذكريات إيجابية عن فكرة الإدمان.


وبناء على دراساته السابقة في كيميائية الدماغ فيما يخص تشكيل الذاكرة، ابتكر كاندل نموذجاً لدراسة الإدمان من نواحٍ سلوكية وفسيولوجية على الفئران، فكانت النتيجة أن التي توفر لديها تعاطي النيكوتين، كانت أكثر عرضة من نظرائها لتعاطي الكوكائين.


وفي حين أن دراسة كاندل ستثير عاصفة من الجدل، إلا أنه لا مجال للشك بأن خبراء الصحة في مختلف الحقول يقفون ضد السجائر الإلكترونية مع ظهور المزيد من النتائج السلبية. فقد أصدرت جمعية القلب الأميركية في الأسبوع الماضي، بياناً في مجلة (سيركولايشن- Circulation) تدعو فيها إدارة الغذاء والدواء إلى إحكام السيطرة على السجائر الإلكترونية. فيما تشير البيانات إلى أن 1.78 مليون طالب في المدارس المتوسطة والثانوية، استخدموا هذه السجائر خلال العام الماضي. ولهذا تطالب الجمعية بوضع قوانين أكثر صرامة على بيعها وتسويقها أو بيعها للقاصرين.