يحدث مرض السرطان بشكل عام نتيجة حدوث نمو غير طبيعي للخلايا، ما يسبب تشكل الورم . وينقسم سرطان الدماغ إلى نوعين رئيسيين، وهما سرطان الدماغ الأولي وسرطان الدماغ الثانوي ، أو الانتشاري. فالأولي يحدث نتيجة لنمو خلايا دماغية، منها أغشية الدماغ وأوعيته الدموية، وتشكيلها لورم سرطاني . أما الثانوي، فيحدث نتيجة لنمو ورم في عضو آخر ووصول خلاياه السرطانية للدماغ عبر مجرى الدم.

ويذكر أن هناك أوراماً خبيثة وأخرى حميدة. أما الفرق بينهما، فهو أن الأورام الخبيثة تنمو وتنتشر بشراسة وعدوانية وتسيطر على الخلايا السليمة عبر الاستيلاء على مكانها وما تمد به من دم ومواد غذائية.

أما الأورام الحميدة، فهي لا تنمو بشراسة وﻻ عدوانية. ويعد الفارق المميز بين الأورام الحميدة والأورام الخبيثة هو أن الأورام الحميدة لا تنتشر إلى أعضاء أخرى من الجسم، كما وأنها لا تغزو خلايا الدماغ ولا تنمو بسرعة. ويذكر أن النمو السريع للأورام الخبيثة يسبب تلفاً سريعاً لخلايا الدماغ.

وعلى الرغم من أن الأورام الحميدة هي أقل خطورة، وبشكل كبير، من الأورام الخبيثة، إلا أنها تسبب بعض المشاكل الدماغية. لكن هذه المشاكل تتفاقم ببطء مقارنة بما هو الحال بالنسبة للأورام الخبيثة. لكن، بشكل عام، فإن الورم، حميداً كان أم خبيثاً، يسبب مشكلة في الدماغ. فالدماغ منطقة مغلقة، وزيادة الخلايا داخلها تسبب حدوث ضغط داخل الجمجمة أو تشويه للأبنية الحيوية المحيطة بالورم، ما يؤثر على قدرتها على أداء وظائفها.


من الأسباب المؤدية لسرطان الدماغ :

كما هو الحال لدى السرطانات الأخرى، فإن السبب المحدد لمعظم سرطانات الدماغ لا يعد معروفاً، غير أنه من المقترح أن تكون العوامل التالية قادرة على زيادة احتمالية الإصابة بسرطانات الدماغ الأولية:

● تعريض الرأس للإشعاع.

● العامل الجيني.
● الإصابة بفيروس الإيدز.
● التدخين.
● التعرض للسموم البيئية، منها الكيماويات المستخدمة في تكرير البترول والتحنيط الكيماوي والكيماويات المستخدمة في تصنيع الجلد.



الأعراض و العلامات الشائعة لسرطان الدماغ :



لابد من الإشارة أولا إلى أن هناك أشكالاً من سرطان الدماغ لا تسبب أية أعراض أو علامات، منها سرطان الغدة النخامية، والذي عادة ما لا يكتشف إلا بعد وفاة المصاب لسبب آخر.

ومن الجدير بالذكر أن أعراض وعلامات سرطان الدماغ هي متعددة ولا تقتصر على هذا المرض. أي أنها قد تصيب مرضى حالات أخرى أيضاً. لكن للتأكد من أنها بالفعل ناجمة عن السرطان المذكور، فيجب إخضاع المصاب للفحوصات اللازمة، منها إجراء اختبار عصبي وغير ذلك من الفحوصات التي تشتمل على الصور الطبقية وصور الرنين المغناطيسي، فضلاً عن أخذ عينة من الورم.

وتتضمن أكثر أعراض وعلامات هذا السرطان شيوعا ما يلي:

الصداع، والذي عادة ما يكون في أسوأ حالاته في الصباح وتخف شدته بعد ذلك.
الشعور بالضعف.
صعوبة المشي والتوازن.
الانتفاضات والاهتزازات العضلية.
الخدران والوخز في الرجلين والذراعين.
نوبات الصرع.
التراجع في التركيز والذاكرة والانتباه.
تغير القدرات الذهنية والمشاعر.
الغثيان والتقيؤ، خصوصاً في الصباح الباكر.
التغيرات البصرية، منها ازدواج الرؤية وفقدان البصر المحيطي.
التغيرات في القدرة على السمع.
صعوبة النطق.

ويشار إلى أن هذه الأعراض تصيب معظم المرضى بشكل تدريجي وبطيء جداً، ما قد يؤدي إلى عدم ملاحظة المريض نفسه وعائلته لها إلا بعد مدة طويلة. أما في حالات قليلة، فهي تظهر بشكل متسارع. ويذكر أن بعض المصابين تظهر لديهم الأعراض أكثر وضوحاً بناءً على مكان الورم. فعلى سبيل المثال، إن كان الورم يقبع بشكل رئيسي في الفص الجبهي من الدماغ، فإن ذلك يؤدي إلى مشاكل سلوكية بشكل خاص. أما إن كان في الفص الصدغي، فإن الذاكرة ستتأثر بشكل خاص.

علاج الإصابة بسرطان الدماغ :

يتسم النظام العلاجي لسرطان الدماغ بالفردية، أي أنه يختلف من شخص لآخر بشكل فردي بناء على عوامل عديدة، منها سن المصاب وصحته العامة، فضلاً عن حجم الورم ومكانه ونوعه ودرجته.

أما في معظم الحالات، فإن هذا السرطان يعالج بالجراحة والأشعة والأدوية الكيماوية. وغالباً ما يجرى ذلك باستخدام أكثر من أسلوب علاجي معاً.



يمكن القول بشكل عام أنه لا يوجد أسلوب معين أو دواء يقي من هذا السرطان، غير أن العلاج المبكر للسرطانات التي تنتشر إلى الدماغ يقلل من احتمالية الإصابة به. كما وأن تجنب، أو التقليل من، تعريض الرأس للأشعة والتعرض للمواد الكيماوية التي قد تسبب السرطان كلها أمور تقع ضمن أساليب الوقاية منه