يعتبر هورمون الاستروجين واحداً من أهم الهورمونات في الجسم، وهو أساسي للرجل كما للمرأة، إذ تحتاجه أجسامنا بكميات قليلة كي تقوم أجهزتنا بعملها على أفضل ما يرام، إلا أنه سلاح ذو حدين، فهو يدعم صحة القلب والأوعية الدموية، ويساهم في الحفاظ على الثروة العظمية، ويحافظ على نضارة الوجه، لكنه من جهة أخرى يمكن أن يزيد من خطر التعرض لسرطان الثدي. ولكن لحسن الحظ هناك ما يعرف بالاستروجينات النباتية التي تستطيع أن تمنع هورمون الاستروجين من إلحاق الأذى بالصحة.
والاستروجينات النباتية هي عبارة عن جزيئات تشبه في شكلها ومضمونها هورمون الاستروجين الذي يوجد في الجسم، غير أنها في الوقت نفسه لا تتطابق معه تماماً، فهناك بعض الفروقات الجوهرية بينهما التي تصب في مصلحة الجسم.
وذاع صيت الاستروجينات النباتية في الأوساط العلمية نظراً الى قيمتها الكبيرة في الوقاية من الأمراض، خصوصاً تلك المتعلقة بنقص هورمون الاستروجين الطبيعي، فهي تسلك في أجسامنا مسلكاً يسد الباب أمام حدوث السرطانات، خصوصاً سرطان الثدي عند المرأة، وفي هذا الإطار كشفت الدراسات الصادرة عن جامعة ألباما في الولايات المتحدة أن الاستروجينات النباتية تعمل على إيقاف نمو الخلايا السرطانية من خلال إيقافها عمل الأنزيمات التي تسبب الورم الخبيث والتي تساهم في تكاثر خلاياه ونموها. وتعمل الاستروجينات النباتية كمضادات أكسدة لها باع طويل في صد ومحاربة وإزاحة الجذور الكيماوية الحرة التي تعيث فساداً في الجسم من طريق اثارتها للكثير من الأمراض الفتاكة مثل أمراض السرطان والقلب والمياه البيضاء في العين وتلك المتعلقة بالشيخوخة. وتساهم الأستروجينات النباتية في تقليص نمو الأورام الخبيثة وكذلك في منع انتشارها.
وتعد الاستروجينات النباتية من أهم العوامل التي تساعد الجسم على منع تأكسد الكوليسترول وبالتالي تحول دون تراكمه على جدران الشرايين وتسببه في إشعال فتيل الأمراض القلبية الوعائية.
وتقف الاستروجينات النباتية بالمرصاد للاستروجينات التركيبية التي تحفز على نمو الخلايا الورمية السرطانية. ومن باب العلم، فإن الاستروجينات التركيبية تصل الى أجسامنا من مصادر بيئية عدة مثل المنظفات، والحاويات البلاستيكة، ومضادات الحريق، وحتى من مياه الشرب، والمشكلة الكبرى في هذه المركبات أنها لا تزول من الجسم إلا بعد وقت طويل، وهي تحاكي في عملها فعل هورمون الاستروجين أو تبدل من فاعليته.
وتوجد الاستروجينات النباتية في أشكال ثلاثة هي: الأيزوفلافينات، والليجنان، والكوميستان، وهي لا توجد منفردة بل مجتمعة بنسب تختلف من غذاء إلى آخر. ويعتبر فول الصويا وبذر الكتان والقنبيط والملفوف، من بين أهم الأطعمة الحافلة بالاستروجينات النباتية.