تقول احدى الأمهات: "بلغ طفلي عامه الثاني ويعاني من ضعف في مهارة الكلام، بينما سائر الأطفال من حوله ومن العمر نفسه يتمكّنون من التواصل بطلاقة، فهل يجب أن أقلق حيال هذا الموضوع؟".

وللإجابة على السؤال، يشير خبراء النطق لدى الأطفال، إلى أنه من الصعب أن لا تقلق الأم حيال تأخّر طفلها في الكلام خصوصاً بوجود حالات مغايرة لدى أطفال آخرين من حوله، ومع أن المقارنة بين الأطفال ليست أمراً محبذاً، إلا أنه أمر لا بد منه خصوصاً في مواضيع مهمة كهذا. لكن بالطبع وكسائر الأمور المتعلّقة بنمو الطفل، فإن قدرته على تعلّم الكلام تحدث بنسب متفاوتة بين الصغار ويكون الأمر طبيعياً ولأسباب مختلفة، فعادة يعاني الطفل الذي تنمو قدراته الحركية "كالقفز والتسلق والتدحرج" من تأخّر في الكلام لأنه مشغول بالتركيز على مهاراته تلك.

وفي بعض الحالات، ينتج تأخّر الكلام عند الطفل بسبب إسراع أهله أو أقاربه إلى تلبية حاجاته من دون اضطراره للتعبير عنها. وفي حالات أخرى، يكون بسبب سماعه أكثر من لغة في سنّ مبكرة. ولكن مهما كانت الأسباب، فإن الأطفال الذين يعانون من تأخر الكلام سيتمكنون من النطق بأجمل الكلمات وأصحّها مع الوقت.

ولكن ينبغي مواجهة حقيقة أخرى، أن بعض تأخيرات النمو قد تكون هي السبب وراء تأجيل مهارة الكلام عند الطفل، وهذه التأخيرات يمكن تحديدها والعمل على تقديم المساعدة اللازمة لتحسين الوضع والتي تبدأ ببعض العمل التحقيقي.

أولاً راقبي مدى فهم طفلك لأسئلتك وإذا ما كان بإمكانه التجاوب معها أو ما إذا كان يلجأ إلى الإشارة لاطلاعك على ما يحتاج إليه لأنها تعتبر إشارات ايجابية إذا ما وجدت ودليل على أن التأخر ما هو إلا بعض الكسل. أما إذا كان غير متجاوب ولم تنطبق عليه هذه الإشارات، فلا بد أن تستشيري طبيبه ليقوم بالإجراءات اللازمة أو تحويلك إلى مختص ليحلّل ويقدّر حالة طفلك.