مشرف
- معدل تقييم المستوى
- 35
دراسات دولية:نتائج متناقضة للدراسات عن الأضرار الصحية للخلوي
نتائج متناقضة للدراسات عن الأضرار الصحية للخلوي
في 17/11/2009 أعلنت أكاديمية الطب والعلوم والتكنلوجيا الفرنسية أنه لم يثبت خطر الموجات الصادرة عن الهواتف الخلوية. لكن قبل ذلك بشهرين أصدرت الوكالة الفرنسية للأمان الصحي وبيئة العمل (Afsset) توصيات بالحد من التعرض لهذه الموجات، وخاصة للأطفال، اعتمادا على نتائج دراسات الخبراء. ولتحقيق ذلك يجب استخدام سماعات بحيث لا يوضع الهاتف الخلوي على الأذن مباشرة.
توصيتان متناقضتان! والطريف في الأمر هو أن كلا التوصيتين قد اعتمدتا على نتائج الدراسات نفسها. فأين الخطأ؟ وما تفسير اختلاف آراء جهتين تتصفان بالرصانة العلمية وتعتمدان على نتائج دراسات وتجارب عملية؟
نتائج الدراسات
حلل خبراء الوكالة الفرنسية المذكورة أعلاه نتائج 226 دراسة أجريت منذ عام 2005، تبحث في تأثير موجات الخلوي. وقد أجريت التجارب على أنسجة حية أو حيوانات أو حتى على الإنسان. وقد دلت 102 دراسة منها على وجود تأثيرات سلبية. لكن الوكالة لم تعتمد منها سوى 11 دراسة، وأهملت بقيتها لوجود عيوب في منهجيات الدراسة.
لا شك أن الوكالة قد دخلت ما يشبه حقل الألغام عندما أصدرت توصياتها بالحد من التعرض لموجات الهاتف الخلوي. وذلك لعدة أسباب واضحة. أولها أن نتائج الدراسات لم تكن حاسمة، وقد اختلفت بل تناقضت عدة دراسات في ذلك. ثم أن الهواتف الخلوية قد أصبحت أكثر المنتجات الالكترونية رواجا واستخداما، وبين مختلف الفئات والأعمار، والأهم من هذا هو أن الشركات ذات العلاقة بهذه التكنولوجيا تمثل قوة اقتصادية هائلة، وبالتالي قوة ضغط سياسية لا يستهان بها. وتتزايد سيطرة هذه الشركات مع ابتكار استخدامات جديدة للهواتف الخلوية في مجال اللاسلكي مثل : (بلوتوث، وي- في، ويمكس،..) أو مفاتيح الجيل الثالث (3 جي).
والواقع أن الدراسات المأخوذة بالاعتبار لم تقتصر على موجات الاتصالات الخلوية، وإنما شملت تأثير موجات الراديو والتلفاز والملاحة الجوية والرفيد RFID، أي أدوات قراءة رموز السلع عن بعد داخل المتاجر.
وعلى أية حال، فان هذا الخلاف في الرأي يدل على ضرورة إجراء أبحاث أكثر وأعمق، وربما أيضا يجب الانتظار عدة سنوات حتى تظهر آثار استخدام الهواتف الخلوية، والتي لم يعمم استخدامها إلا منذ عقد أو عقدين من الزمن. ونعرض فيما يلي بإيجاز لخلاصة بعض هذه التجارب، ونلاحظ أن عددا منها قد أجري بإشراف باحثين من أصل عربي.
التأثيرات على الدماغ
في عام 2007 أجرى الفنلندي تيمو كملن وزملاؤه تقييما لتأثير أمواج الهواتف الخلوية على أدمغة الفئران ولم يلاحظ أية تأثيرات سلبية.
أما الفريق الفرنسي بقيادة محمد عماري من معهد (Ineris) فقد لاحظوا تغيرا واضحا في الأنسجة الداعمة في الدماغ وزيادة انتشارها، عندما عرضت الفئران لموجات بشدة 6 واط/كغ، علما بأن الشدة المسموح بها للهواتف الخلوية هي 2 واط/كغ فقط . وتدعى هذه الظاهرة Gliose.
التأثيرات على عمر خلايا الدماغ
عندما تتعرض خلايا الجسم لأضرار، و عندما يختل عملها أو تهرم، فانها تنتحر! يطلق على هذه العملية مصطلح التفكك أو الانهيار Apoptosis. وقد لوحظت في دراسة أجرتها فانسا جوبير من جامعة ليموج الفرنسية زيادة معدل انتحار الخلايا إضافة إلى ارتفاع درجة حرارتها بمقدار درجتين سلسيوس عند تعريضها لموجات متواصلة بتردد 900 ميغا هيرتز طوال 24 ساعة وبشدة 2 واط/كغ. كما لوحظت زيادة في نشاط أنزيم يدعى Caspase 3. وهو يظهر فقط في خلايا الأورام، سواء كانت سرطانية أو حميدة.
التأثيرات على آليات عمل الخلايا
في عام 2005 أجرى فريق من المركز الوطني للبحث العلمي CNRS، بقيادة نوال محرور، دراسة على قدرة الخلايا على امتصاص الجزيئات التي تحتاجها، ولوحظت زيادة الامتصاص في الخلايا خلال بضع دقائق من تعرضها للموجات.
وأخيرا فقد لوحظ أيضا تزايد في تزويد الدماغ بالدم بعد 10 دقائق من التعرض لموجات الهاتف الخلوي – ويقتصر ذلك على الجهة المجاورة للهاتف.
عن : Science et Vie
جريدة الرأي
م. حسام جميل مدانات -
أبواب
Accept the pain and get ready for success
المفضلات