مشرف
المدربون المعتمدون
- معدل تقييم المستوى
- 35
التدريب الذهني للمراهق
تطور سيكولوجيا المراهق نجد الأصول التاريخية لسيكولوجية المراهقة لدى الإغريق ، كما أن ملاحظة هذه الظاهرة موجودة أيضا في الأدب العربي القديم ، تقدر قصائد العصر " البربري" الذي يسمى عادة "الجاهلية"، هذه الفترة من الحياة باعتبارهاتقدم الشجاعة والانطلاقة المغامرة التي تميز الشباب. تتطور المراهقة ، في أيامناهذه من عقد إلى عقد لدرجة لا نستطيع معها تفسير الملاحظات حول مراهقي 1960 أو 1970بالطريقة نفسها . وتزداد صعوبة هذه التفسيرات حين يكون الهدف المقارنة بين مراهقينينتمون إلى مجتمعات مختلفة. يتبع هذا التطور الإيقاع نفسه على المستوى الجسدي ، ذلك أن النمو الحيوي يرتبط بالشروط الاقتصادية لكل مجتمع، وتمس التغييرات المراهق على المستوى النفسي والاجتماعي بشكل خاص وتحول وجوده . إذا كانت غالبية الكتب المتعلقة بالمراهقة تذكر القرن الخامس عشر تاريخاً يحدد بداية استخدام كلمة "مراهق"، فان هذاالمفهوم موجود في الأدب العربي قبل ذلك ، تحت اسم "فتوة" الذي "يعني" شباب في طورالاكتمال. ويعتبر أفلاطون لدى الإغريق أن ازدواجية الجسد والروح تجد اصلها في النمو التطوري للحياة البشرية، أي أن الروح مشكّلة من مراحل ثلاثة: الرغبة والشجاعة والفكر المستقل عن الجسد ، إن تطور هذه الخصائص الثلاثة التي استلهم منها فرويد الكثير من اجل بناء حججه، قد أدى إلى نمو الذكاء نفسه والذي يميز المراهقة وسن الرشد. ونكشف لدى أرسطو وللمرة الأولى توزيعا زمنيالمراحل المراهقة .
يرى أرسطو أن نمو الكائن البشري يتم وفق مراحل ثلاثة كل منها سبع سنوات : الطفولة الأولى من 0 إلى سبع سنوات ، الطفولة الثانية من سبع سنوات إلى أربع عشر سنة، والشباب من خمس عشر سنة إلى واحد وعشرون سنة ويعتبر أرسطو أن هذا النمو إنما يتم من خلال عملية تداخل بين المراحل الثلاثة حيث نجد العناصر التي تميز المرحلتين الأولى والثانية في الثالثة.
وقد ساد الاعتقاد في العصور الوسطى أن الطفل والراشد متشابهان وان مفهوم المراحل ليس بذي دلالة لأن الفرق يدرك فقط على المستوى الكمي وكان الطفل يعتبر راشدا صغيرا . أما في الوطن العربي ، فقد اعتبرت المراهقة حالة فردية، بمعنى أن شابا لا يقدم حتما مفهوما عن الشباب جميعا ، وتلك رؤية بحاجة إلى التعميق في رأينا، ذلك أن بعض الباحثين يتحدثون بحق عن المراهقين ، وليس عن مراهق فرد. وهذا ما يفسر لنا استحالة إخضاع المراهقين جميعا للخصائص نفسها وللسلوكيات المتطابقة. لقد استخدم لفظ مراهق في عصر ما قبل الإسلام بالمعنى السلوكي للفرد لتمييزه عن الراشد، انه الشاب المرادف للفارس المقاتل والتائه في الصحراء لحماية مصالح قبيلته، هذا الشاب يتصرف بطريقة مستقلة، ذلك أن دوره في القبيلة محدد جدا، كما يقيّم كل فرد من خلال موقفه من البنية القبلية. إن ظهور مؤسسة للشباب منفصلة عن الروابط الأسرية والقبلية لا يمكن أن توجد إلا في المدن. وكان يجب انتظار القرن الثامن لنلاحظ مجموعات من الشباب تأتي لتستقر في جوار المدن الكبيرة مثل دمشق وبغداد أصبحت هذه الشبيبة " الفتوة" مؤسسة مدنية جيدة البنية وتتميز بمظهرين مختلفين : إنها طبقة اجتماعية ترفض الخضوع للنظام السائد، وطبقة أخرى محافظة منخرطة في القضايا الاجتماعية بفضل موقفها المسيطر، وقد تميز هؤلاء الشباب ذوو الأصل البرجوازي بطابع حياتهم المختلفة عن الراشدين، فكانوا يجتمعون غالبا كشباب عازبين رافضين الأسرة أو النظام الحضاري. أما الشباب من الطبقة الفقيرة، فقد تميزوا بترحالهم "فتيان حائرون" وانشغالهم بالدفاع عن المعوزين في مجتمعه، مثل الأرملة واليتيم ، وكانوا يقبلون في مجتمعاتهم العبيد والعاطلين عن العمل والمنحرفين، وقد رفضوا، فقط، الأشخاص الذين يرتكبون الخطايا المنافية للإسلام. لذلك سنلاحظ فيما بعد استيعاب هؤلاء الشباب من قبل الجمعيات ، مثل الصوفيين والجامعات الدينية ونستنتج من هذا أن نقطة التقاطع بين هاتين الفئتين من الشباب هي التجمع المنظم خارج نطاق المؤسسات الاجتماعية التقليدية، وفاقا لمجموعات السن.
وبما أن للأسرة في التقاليد العربية الإسلامية سيطرة كبيرة على الفرد، فان مؤسسات الشباب هذه توضعت بشكل حصري في المدن، حيث يحصل الشباب على ثقافة خاصة بهم مختلفة عن ثقافة الراشدين ، لقد اعتبر ابن خلدون، من خلال تقسيمه للتغيير الاجتماعي على مراحل من ثلاثين سنة ، إن النزاع بين الأجيال يمر بمراحل ثلاثة كل منها عشر سنوات، لقد أكد ابن خلدون قدوم الشباب إلى أطراف المدن الكبرى من خلال اعتقاده أن الإنسان إنما يتميز بتغييره الطبيعي ، إلا أنه "مدني بالطبع " ونجد في عصر النهضة ، طريقة جديدة في معالجة النمو البشري، خاصة مع كومينيوس (1092-1670) comenius الذي اعتبر أن الطفل يتطور عبر أربع مراحل، كل منها ست سنوات، المرحلة الأولى من ست سنوات يكتسب فيها الطفل تربية أساسية في أسرته .
من سبع سنوات إلى اثنتي عشرة سنة . على الطفل أن يحصل فيها على تربية خاصة لتعلم اللغة آلام . الفترة من اثني عشرة سنة إلى ثماني عشرة سنة وتخصص لتعلم الحساب والمحاكمة ، كما قال بذلك أفلاطون، من ثماني عشرة سنة إلى أربع وعشرين سنة، يحبذ كومينيوس نمو السيطرة على الذات والسفر من أجل تشذيب الشخصية . لقد كان جون لوك locke في انكلترا وجان جاك روسو rousseau في سويسرا في القرن الثامن عشر، روادا في الأفكار الجديدة المتعلقة بالنمو البشري.
للحديث بقية .... ودمتم سالمين
التعديل الأخير تم بواسطة Ibtihal Alzaki ; 18-Jun-2009 الساعة 04:26 PM
كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علماً زادني علماً بجهلي
^______________^ ودمتم سالمين
المفضلات