أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1
    مشرف المدربون المعتمدون الصورة الرمزية Ibtihal Alzaki
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    سودانية الجنسية مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    1,621
    معدل تقييم المستوى
    35

    افتراضي التدريب الذهني للمراهق

    تطور سيكولوجيا المراهق نجد الأصول التاريخية لسيكولوجية المراهقة لدى الإغريق ، كما أن ملاحظة هذه الظاهرة موجودة أيضا في الأدب العربي القديم ، تقدر قصائد العصر " البربري" الذي يسمى عادة "الجاهلية"، هذه الفترة من الحياة باعتبارهاتقدم الشجاعة والانطلاقة المغامرة التي تميز الشباب. تتطور المراهقة ، في أيامناهذه من عقد إلى عقد لدرجة لا نستطيع معها تفسير الملاحظات حول مراهقي 1960 أو 1970بالطريقة نفسها . وتزداد صعوبة هذه التفسيرات حين يكون الهدف المقارنة بين مراهقينينتمون إلى مجتمعات مختلفة. يتبع هذا التطور الإيقاع نفسه على المستوى الجسدي ، ذلك أن النمو الحيوي يرتبط بالشروط الاقتصادية لكل مجتمع، وتمس التغييرات المراهق على المستوى النفسي والاجتماعي بشكل خاص وتحول وجوده . إذا كانت غالبية الكتب المتعلقة بالمراهقة تذكر القرن الخامس عشر تاريخاً يحدد بداية استخدام كلمة "مراهق"، فان هذاالمفهوم موجود في الأدب العربي قبل ذلك ، تحت اسم "فتوة" الذي "يعني" شباب في طورالاكتمال. ويعتبر أفلاطون لدى الإغريق أن ازدواجية الجسد والروح تجد اصلها في النمو التطوري للحياة البشرية، أي أن الروح مشكّلة من مراحل ثلاثة: الرغبة والشجاعة والفكر المستقل عن الجسد ، إن تطور هذه الخصائص الثلاثة التي استلهم منها فرويد الكثير من اجل بناء حججه، قد أدى إلى نمو الذكاء نفسه والذي يميز المراهقة وسن الرشد. ونكشف لدى أرسطو وللمرة الأولى توزيعا زمنيالمراحل المراهقة .

    يرى أرسطو أن نمو الكائن البشري يتم وفق مراحل ثلاثة كل منها سبع سنوات : الطفولة الأولى من 0 إلى سبع سنوات ، الطفولة الثانية من سبع سنوات إلى أربع عشر سنة، والشباب من خمس عشر سنة إلى واحد وعشرون سنة ويعتبر أرسطو أن هذا النمو إنما يتم من خلال عملية تداخل بين المراحل الثلاثة حيث نجد العناصر التي تميز المرحلتين الأولى والثانية في الثالثة.

    وقد ساد الاعتقاد في العصور الوسطى أن الطفل والراشد متشابهان وان مفهوم المراحل ليس بذي دلالة لأن الفرق يدرك فقط على المستوى الكمي وكان الطفل يعتبر راشدا صغيرا . أما في الوطن العربي ، فقد اعتبرت المراهقة حالة فردية، بمعنى أن شابا لا يقدم حتما مفهوما عن الشباب جميعا ، وتلك رؤية بحاجة إلى التعميق في رأينا، ذلك أن بعض الباحثين يتحدثون بحق عن المراهقين ، وليس عن مراهق فرد. وهذا ما يفسر لنا استحالة إخضاع المراهقين جميعا للخصائص نفسها وللسلوكيات المتطابقة. لقد استخدم لفظ مراهق في عصر ما قبل الإسلام بالمعنى السلوكي للفرد لتمييزه عن الراشد، انه الشاب المرادف للفارس المقاتل والتائه في الصحراء لحماية مصالح قبيلته، هذا الشاب يتصرف بطريقة مستقلة، ذلك أن دوره في القبيلة محدد جدا، كما يقيّم كل فرد من خلال موقفه من البنية القبلية. إن ظهور مؤسسة للشباب منفصلة عن الروابط الأسرية والقبلية لا يمكن أن توجد إلا في المدن. وكان يجب انتظار القرن الثامن لنلاحظ مجموعات من الشباب تأتي لتستقر في جوار المدن الكبيرة مثل دمشق وبغداد أصبحت هذه الشبيبة " الفتوة" مؤسسة مدنية جيدة البنية وتتميز بمظهرين مختلفين : إنها طبقة اجتماعية ترفض الخضوع للنظام السائد، وطبقة أخرى محافظة منخرطة في القضايا الاجتماعية بفضل موقفها المسيطر، وقد تميز هؤلاء الشباب ذوو الأصل البرجوازي بطابع حياتهم المختلفة عن الراشدين، فكانوا يجتمعون غالبا كشباب عازبين رافضين الأسرة أو النظام الحضاري. أما الشباب من الطبقة الفقيرة، فقد تميزوا بترحالهم "فتيان حائرون" وانشغالهم بالدفاع عن المعوزين في مجتمعه، مثل الأرملة واليتيم ، وكانوا يقبلون في مجتمعاتهم العبيد والعاطلين عن العمل والمنحرفين، وقد رفضوا، فقط، الأشخاص الذين يرتكبون الخطايا المنافية للإسلام. لذلك سنلاحظ فيما بعد استيعاب هؤلاء الشباب من قبل الجمعيات ، مثل الصوفيين والجامعات الدينية ونستنتج من هذا أن نقطة التقاطع بين هاتين الفئتين من الشباب هي التجمع المنظم خارج نطاق المؤسسات الاجتماعية التقليدية، وفاقا لمجموعات السن.

    وبما أن للأسرة في التقاليد العربية الإسلامية سيطرة كبيرة على الفرد، فان مؤسسات الشباب هذه توضعت بشكل حصري في المدن، حيث يحصل الشباب على ثقافة خاصة بهم مختلفة عن ثقافة الراشدين ، لقد اعتبر ابن خلدون، من خلال تقسيمه للتغيير الاجتماعي على مراحل من ثلاثين سنة ، إن النزاع بين الأجيال يمر بمراحل ثلاثة كل منها عشر سنوات، لقد أكد ابن خلدون قدوم الشباب إلى أطراف المدن الكبرى من خلال اعتقاده أن الإنسان إنما يتميز بتغييره الطبيعي ، إلا أنه "مدني بالطبع " ونجد في عصر النهضة ، طريقة جديدة في معالجة النمو البشري، خاصة مع كومينيوس (1092-1670) comenius الذي اعتبر أن الطفل يتطور عبر أربع مراحل، كل منها ست سنوات، المرحلة الأولى من ست سنوات يكتسب فيها الطفل تربية أساسية في أسرته .

    من سبع سنوات إلى اثنتي عشرة سنة . على الطفل أن يحصل فيها على تربية خاصة لتعلم اللغة آلام . الفترة من اثني عشرة سنة إلى ثماني عشرة سنة وتخصص لتعلم الحساب والمحاكمة ، كما قال بذلك أفلاطون، من ثماني عشرة سنة إلى أربع وعشرين سنة، يحبذ كومينيوس نمو السيطرة على الذات والسفر من أجل تشذيب الشخصية . لقد كان جون لوك locke في انكلترا وجان جاك روسو rousseau في سويسرا في القرن الثامن عشر، روادا في الأفكار الجديدة المتعلقة بالنمو البشري.


    للحديث بقية .... ودمتم سالمين


    التعديل الأخير تم بواسطة Ibtihal Alzaki ; 18-Jun-2009 الساعة 04:26 PM
    كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي
    وإذا ما ازددت علماً زادني علماً بجهلي



    ^______________^ ودمتم سالمين

  2. #2
    مشرف المدربون المعتمدون الصورة الرمزية Ibtihal Alzaki
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    سودانية الجنسية مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    1,621
    معدل تقييم المستوى
    35

    افتراضي نتابع ما بداءنا

    فقد اعتبر لوك أنملاحظة المحيط حولنا هو في اصل تقدمنا، وان التجربة هي مصدر معارفنا حول العالم ،انهما العنصران اللذان يسمحان لنا بادراك العالم وفهمه. وتتداخل كل هذه العناصر معولادة الطفل كي تطبعه عبر نموه السلبي في بداية حياته حتى سن المحاكمة الذي تمثلهالمراهقة. ويعتبر روسو الذي تأثر بأفكار لوك ، ان الطفل طيب بالطبيعة وان المجتمعهو الذي يكيفه وفقا لمعاييره. ويميز أربع مراحل في النمو البشري : الطفولة الأولىالتي يسميها أيضا المرحل الحيوانية وتمتد من سن 0 إلى أربع سنوات، الطفولة أوالمرحلة الوحشية من 5 إلى 12 سنة ، الشباب من 12 إلى 15 سنة والمراهقة من 15 إلى 20سنة. ويحبذ روسو في المرحلة الحيوانية سبرا للملكات الحسية الحركية للطفل دون أنيرهقه بتعليم يمكن أن يخنق طبيعته. ومن وجهة أخرى ، ينصح في المرحلة الوحشية بحمايةالطفل من كل تعليم شكلي، ذلك انه من الممكن إدخال الاضطراب إلى تجربته الشخصية التيينميها من خلال اللجوء إلى حواسه ويمكن انطلاقا من سن 12 ، البدء بالتربية العقليةويرى روسو من خلال التزامه بموقف دفاع عن الطبيعة البشرية انه في فترة المراهقةيكتسب المرء نضجا تاما ويصبح بهذا سيد قراراته. ويجب أن نلاحظ أن روسو يلغي الدورالذي يمكن للمجتمع أن يقوم به ، أي التربية والثقافة في شخصية المراهق . لقد حاولتكافة نظريات النمو بدءا من القرن الثامن عشر إدخال ظاهرة المراهقة في تفسيراتهاللسلوك البشري ، وتخضع هذه التفسيرات لسوء الحظ ، لاستراتيجيات النظرية ولا تشتملعلى كل مظاهر المراهقة وسنستعرض الأعمال الأكثر دلالة والمتعلقة بسيكولوجياالمراهقة من أجل فهم تطور مختلف المسارات التي تتدخل في تكوين الشخصية المراهقة،غير انه لا بد أولا من تعريف هذه الكلمة . 5-2- النمو الفكري للمراهقيبدلالمراهق طريقة تقربه من الواقع في طور الذكاء الشكلي ، يبدأ هذا الطور في سن 12ليستمر حتى سن الرشد ، يرى بياجيه أن الفكر، الفرضي الاستنتاجي يتحقق في سن 12ويسمح للمراهق بمعالجة فرضيات في موقف معين وان يتحقق عموما من مصداقيتها كي يستخرجمنها النتائج. يصل المراهق إذا إلى محاكمة على فرضيات مجردة. إذا كنا نتحدث في سن 14 أو 15 عن قاعدة تطور فان هذا الأمر لا يمنع من أن يستمر الفكر الشكلي في النموبعد المراهقة. من جهة أخرى، يلاحظ عدد من الباحثين الذين استأنفوا تجارب بياجيه فيالبلدان المختلفة، أن الذكاء الشكلي لم يسيطر على المراهق سوى بشكل جزئي في ذلكالعمر وبشكل مختلف بين بلد وآخر. 5-3- الفكر الشكلي العملياتي يرى بياجيه أن الفكرالشكلي العملياتي يعطي المراهق القدرة على إقامة العلاقات بين الواقع والممكن،ونلاحظ إضافة إلى المحاكمة الفرضية الاستنتاجية إعادة تنظيم النظام الادراكي لدىالمراهق، ويتمثل اكتساب هذه المرحلة إذا في الانتقال من المحسوس إلى المجرد من اجلتخطيط الأفعال المستقبلية وتقدير فرص نجاح هذه الأفعال أو فشلها. ويسمح هذا الفكرالعملياتي أيضا بإجراء المحاكمات حول عدة متغيرات في الوقت نفسه، مثل الزمانوالمكان والسرعة، كما يدعى هذا الفكر تركيبياً لأنه يسمح للمراهق في أن يواجه كلاحتمالات الموقف. ويتميز الشق الثاني من الفكر الشكلي بما يسميه بياجيه PIAGET" مجموعة هـ . ن . ت .ت" ويعنى هذا المصطلح : هوية ، نفيا وتبادلا وترابطا . تعودالهوية إلى تحليل أولي للشيء " واقعة وضع ثقل على إحدى كفتي الميزان" ويتمثل النفيفي القيام بالعملية المعاكسة، أي برفع الثقل ، أما التبادل فهو وضع ثقل في كفةالميزان الأخرى. والترابط عكس التبادل ، ويتمثل في تعديل الوزن الثاني بالنسبةللأول لخلق توازن ، أن مجموعة هـ.ن.ت.ت. هي تتابع عمليات مترابطة فيما بينها ويمكنلتأثير إحداها أن يقابله تأثير الأخرى أو أن يقابله تركيب المجموعة كلها في موقفمعين، يجب أن نلاحظ أن السيطرة على الفكر الشكلي التام لا يدرك من قبل المراهقين،ونلاحظ، حتى لدى بعض الراشدين الأصحاء بعض الخلل في هذا المستوى .
    - 5- 4مساهمات النظرية الفكرية وحدودها في نمو المراهقتظلنظرية بياجيه في أيامنا هذه ، المرجع الأول للأبحاث المتعلقة بنمو الذكاء لدىالمراهق ، ويرى بياجيه أن ليس للتغيرات النفسية في المراهقة أصل داخلي فقط ، كمايؤكد علم النفس التحليلي ، وليس لها أصل خارجي محض كما يرى ذلك علم الاجتماع، بليجد النمو الفكري للمراهق أصوله في الفكر العملياتي وفي قدرة المراهق على التجديدوبناء الفكر، ويبقى هذا النمو في تفاعل مستمر مع المحيط الاجتماعي ويتطلب تكيفا منقبل المراهق . من الواضح أن بياجيه ، باعتباره بنيويا ، قد أراد أن يعطي انطلاقةجديدة للنمو الفكري لدى المراهق ومن هنا جاءت رغبته في ربط النفس بالمحيط الاجتماعيواعتبار علاقتهما بنائية ، ويعترف ، هو نفسه ، على مستوى تعميم النظرية ، أنالملاحظات التي تمت بالتعاون مه انهلدر ربما تمت على جمهور متميز إلى حد ما ،ولقدانتُقد بياجيه في الواقع، فيما يتعلق بصلاحية ملاحظاته بالنسبة لأطفال بلدان أخرىغير سويسرا . أما النقد الآخر فيتعلق بالذكاء الشكلي (Intelligence Formelle )،الذي يؤكد أن الأطفال قادرون على بعض المحاكمات المنطقية دون الوصول إلى التركيب. وقد عاب باحثون آخرون مثل لوهال LE HALL ، على بياجيه رؤيته الخاطئة حين اعتبر انهبدءاً من اللحظة التي تلاحظ فيها لدى الذات كفاءات تنسب إلى التحليل البنيويموضوعيا، فان هذه الذات "تملك هذه البنية، التي يجب أن تظهر في مناسبات أخرى، وبماأن هذا الظهور لا يلحظ دوما ( الفروق بين الأفراد)، نخرج بنتيجة مفادها أن التحليلالبنيوي غير ملائم". ويرى لوهال أن هذا التفسير يقوم على فهم مزيف للبنيوية ، إذليس باستطاعتنا الفصل بين البنى وعملها ، ويذهب "البياجيون" الجدد إلى ابعد من ذلكفي انتقاداتهم ويساهمون في عملية إعادة بناء كاملة للمفاهيم "البياجية" . ورغمالانتقادات المختلفة ، يشهد هذا التقرب تطورا كبيرا في تفهم آليات نمو الذكاء لدىالمراهق، ويكسب العديد من الاتباع بين المربين. نعالج الآن التقرب البيئي لنموالمراهق.

    انتظروا بقية الموضوع


    كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي
    وإذا ما ازددت علماً زادني علماً بجهلي



    ^______________^ ودمتم سالمين

  3. #3
    مشرف المدربون المعتمدون الصورة الرمزية Ibtihal Alzaki
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    سودانية الجنسية مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    1,621
    معدل تقييم المستوى
    35

    افتراضي

    6- المقاربة البيئية للمراهقة تتميز المراهقة ، وفاقا لهذه النظرية ، بتعدد البيئات التي يدركها الكائن البشري من خلال نضجه ونموه .

    يحاول التقرب البيئي ، احتواء كافة العوامل التي تتدخل في نمو المراهقة من العامل الصغير الذي يسميه النظام المصغر إلى الأكثر كبرا الذي يعتبره نظاما أكبر، وبين هذين الوسطين نجد نظاما وسطا ونظاما خارجيا .

    يعرف النظام الأصغر :على أنه مجموعة العلاقات بين الأفراد التي يعترف بها الشخص المعني في محيط محدد يمتلك مميزات خاصة.

    يرى علماء البيئة أن المدرسة نظام أصغر يحمل دلالات وعلاقات مختلفة تمس المراهق وتكون العلاقات الثنائية والمجموعات المؤلفة من اثنين والارتباطات ضمن المدرسة أنظمة صغيرة أخرى .

    ويشكل النظام الوسطي الفئة الثانية من هذه التراتبية التي أقامها علماء البيئة ويرتبط هذا النظام بمختلف العلاقات ضمن محيط مساهمة الفرد مثل الأسرة والمدرسة والنادي الرياضي والثنائيات والأصدقاء، وينوع المراهق في هذا المستوى علاقاته ويزيد بالتالي من نموه.
    المستوى الثالث من النظرية البيئية هو النظام الخارجي الذي يرتبط بمحيط أو عدة محيطات ، ليس من المحتم على الفرد أن يساهم فيها بالأحداث بشكل مباشر ، غير انه يتأثر بها مع ذلك، وتقدم علاقات صداقة الأهل أوعملهم أمثلة عن النظم الخارجية للمراهق .

    إن النظام الأكبر هو مجال القيم التي يؤمن بها المراهق ويتأثر ، و تمثل الأفكار التي يكونها الراشدون عن الشباب والرعاية ودورها في المجتمع أمثلة عن النظام الأكبر المتعلق بالمراهقة . لقد شرح برونفنبرينر BRONFENNBRUNNER ، النمو البيئي بشكل جيد، و أكد أن الانتقال البيئي هو أساس التغيير في النمو البشري ، ويلحظ هذا الانتقال في كل مرة تحدث فيها طفرة لدى الفرد، وينتج كل تغير في المحيط أو الدور موقفا بيئيا جديدا ، يغير الكائن ، ويظل المراهق في عملية تطور مستمرة من خلال حركته والتغييرات التي يتعرض لها .

    -1-6 مساهمات المقاربة البيئية وحدودها يعرف برونفن برينر النمو البشري على أنه "مسار يكتسب الشخص من خلاله مفهوما أكثر اتساعا وأفضل تمايزا وأكثر صلاحا عن البيئة، ويصبح معه مقتنعا ومستعدا لاطلاق فعاليات تجعله يدرك هذا المحيط أو يتحمله أو يعيد بناءه على درجات متساوية، أو أن يجعله اكثر تعقيدا على مستوى الشكل والمضمون" لا يمكن لهذا التعريف، في رأينا، أن ينطبق على نمو الطفل، بل يمكن أن ينطبق على نمو الطفل، بل يمكن أن ينطبق، رغم تعقيده التعبيري، على المراهقة.

    ويرافق هذه المرحلة من الغليان الاجتماعي والجسدي والفكري لدى المراهق، حركة قوية عبر مختلف البيئات.

    يقدم هذا التقرب غنى كبيرا من أجل فهم المراهقة ، ذلك أنه يعرض منظورا شاملا للنمو لا يراه في علاقته مع الفرد فقط ، بل ينظر إليه في بيئته الشاملة. ومن المؤسف أن لا يشكل هذا التقرب حتى الآن نظرية خاصة بنمو المراهقة .

    وعلى الرغم من القواعد التجريبية التي وصفها هذا التقرب لنفسه ، يمكننا أن نكون متفائلين بفضل المبادئ المعلنة التي تحتم دراسة المراهقة ضمن منظور تفاعلي بين الذات ومحيطها. نشرع, بعد هذه النظرية الواعدة في المقاربة الانتروبولوجية لنمو المراهق.

    -7 المقاربة الانتروبولوجية للمراهقة لقد قامت مارغريت ميد (1901 -1978) MEAD ، بدور هام في نشر هذا المفهوم عن التطور البشري ، يقدم علماء الانتروبولوجيا الثقافية الثقافة باعتبارهاعنصرا حاسما في النمو ، على عكس غالبية نظريات النمو التي تستوحي التقرب الدارويني الذي يقيم تحليله على هيمنة البيولوجيا ، وهم لا يكتفون ( الانتروبولوجيون الثقافيون) بمعارضة الشروح البيولوجية ، بل يبرهنون أن الملاحظات التي تمت في الغرب غير صالحة لدى مراهقي هذه المجتمعات ، كما هو الحال في بولينيزيا.

    تعتمد هذه النظرية بشكل رئيسي على التحليل النفسي كي تدعم الملاحظات التي تم جمعها في الحقل ،وتسمح هذه النسبية الثقافية للمفهوم الانتروبولوجي في أن يكون جذابا وملائما ، ذلك أنه إذا كانت "مارغريت ميد" تؤكد أنه في "ساموا" لا تهتم الأم بتربية أحد أطفالها اليافعين إذا عهد بمسؤولية ذلك إلى من هو أكبر منه سنا " ويمكن ان تشمل هذه الملاحظة في رأينا مجتمعات أخرى ، حيث للعلاقات العائلية تنظيم خاص وعادات سائدة منذ قرون، مثل التنظيم التراتبي في العائلة الذي يحترم بشكل ضمني في البلدانالعربية الاسلامية .

    لا ينتظر المراهق أن يعهد اليه بمسؤولية من هو أصغر منه سنا،وهو يعرف أن عليه أن يحترم من هو أكبر منه.

    من المفيد أن ندرس بالتفصيل الروابط الخاصة، بخاصة سلوك الولد الاكبر في العائلة، من منظور الفروق بين الجنسين.

    ونستطيع بذلك أن ندرك دلالة الفروق بين الثقافات التي تدافع الانتروبولوجيا عنها وترى "ميد" عندئذ أنه في المجتمعات البدائية لا تغير المراهقة حياة الفرد بشكل مفاجئ ، ذلك أن بعض الأدوار تكون قد اكتسبت ، بعكس المراهقة الغربية التي تكتشف هذهالأدوار وتحصل عليها .

    - 8المقاربة العلاقتية للمراهقة تعتبر هذه المقاربة المراهقة منعطفا في حياة الشخص، وتقدم مرحلة تنشئة اجتماعية متطرفة، حيث يعيش المراهق توترات كبيرة ناتجة عن الأدوار الجديدة التي عليه أن يقوم بها، والتغيرات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها.

    وهناك عناصر أخرى ذات أهمية رئيسية بالنسبة للمراهق، إذ تقدم الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليهاالأسرة والثقافة المهنية عناصر تنشئة اجتماعية، ويكون لهذه العناصر أبعادها الخاصة التي تسيطر عليها والتي يدخل معها المراهق في علاقة كي يؤدي أدواره، ويعتبر اصحاب نظرية الأدوار الاجتماعية ، مثل الانتروبولوجيون، أن العنصر البيولوجي غير حاسم، ولكنهم لا ينفون وجوده.

    الأهم اذا هو مسار تنشئة عبر الأدوار التي يقوم بها المراهق والمكانة التي يعطيه أياها المجتمع .

    يقوم الراشد ، أثناء مرحلة الطفولة ، باحتكارهذه الأدوار ، ولا يقوم الطفل في الغالب بالواجبات التي تمس مسؤوليته المباشرة ويكشف في مرحلة المراهقة عن قائمة أدوار جديدة ، يجب السيطرة عليها، تغير الفتاة المراهقة دورها في لعبة الشريكة من أجل تشكيل الثنائي الزوجي، وهذا أمر لم تكن تعرفه حين كانت أصغر سناً، ويهيأ الفتى الاندماج في مشروع رئيس فريق أو في أدوار أخرى .

    أن أول مظهر من هذا التفسير الاجتماعي، هو أن على المراهق، الذي هو ليس طفلا ولا راشداً، أن يجابه ادواراً ومواقف غير معروفة، ويعتبر الجانب الثاني أن للمحيط تأثيرا حاسما في الوصول الى هذه الأدوار والمواقف.

    وتقود مفاهيم الأدوار والمواقف الى تصنيف الاشخاص وفاقا لمعايير الارتباط بفئة محددة جداً. ويتم هذا التصنيف على مستوى التمثيل ويحدد نوع العلاقات بين الأفراد ويمكننا أن نصنف الأشخاص نسبة الى " أخيهم "و"ولدهم" "رجل " أو مرب" ونسند الى كل فئة دورا أو مكانة. تعنى المكانة المواقف والسلوكات التي ينتظرها الفرد من الآخرين وفاقا لموقعهم الاجتماعي الذي يحتلونه. ويعني الدور من جهة أخرى المواقف والسلوكات التي على الفرد نفسه ان يطورها لكي يثبت مكانته .

    8-1 مجموعات المراهقين يتم التمييز منذ سنوات عدة، بين مجموعات الراشدين ومجموعات المراهقين.

    وهذا التمييزالنفسي الاجتماعي ضروري، حتى ولو أنه يأخذ أحيانا تسميات عامة جدا مثل عصابات الشباب. لمجموعات المراهقين خصائص على مستوى تشابه السلوك والأهداف المطلوبة، ونلاحظ ، من بين خصائص مجموعات المراهقين، العفوية والتعبير، على عكس مجموعات الراشدين التي تتميز بآلياتها.

    ذلك أن تشكل المجموعة يلبي رغبات غير معترف بها يمكننا ان نعتبر، مجازيا وبالمقارنة، أن مجموعة المراهقين مؤسسة غير رجعية بشكل تام، ومن جهة أخرى تقدم مجموعات المراهقين تنظيما نفوذيا ومفتوحا أمام كل انتساب بعكس مجموعات الراشدين حيث لا انتساب منظم ومعايير القبول جيدة التحديد.

    http://www.upower.net/forum/t13107.html


    التعديل الأخير تم بواسطة Ibtihal Alzaki ; 28-Jun-2009 الساعة 01:32 PM
    كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي
    وإذا ما ازددت علماً زادني علماً بجهلي



    ^______________^ ودمتم سالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178