المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الخطيب
ولكن الصحيح أيضاً أن هناك "جزء لا يستهان به" ممن يختلفون معنا في الرأي، هم في حقيقة الأمر يختلفون معنا في ما هو أعمق من الرأي أو فيما يسبق الرأي، وأعني بذلك الدوافع أي "دوافع عرض الرأي" فهناك من يختلق موضوع ما، ظاهره تقديم رأي وحقيقته توصيل رسائل ما قد لا تكون حتى للمُخاطَب نفسه، فقد تكون أهداف الحوار من قبل من يحاورك استفزازية، تشكيكية، ضاغطة، تحفيزية، تيئيسية، استعراضية، بيزنس، ... وأحياناً غوغائية لمجرد الثرثرة لا تحكمها أهداف واضحة سوى أن صاحبها معتاد على التحدث بهذه الطريقة أو تلك.
في هذه الحالة يصبح من الواجب علينا أيضاً تدريب أنفسنا ولكن هذه المرة على التنبه لدوافع من يتحدث إلينا من خلال بحثنا الداخلي " أعني بالبحث الداخلي الانتباه لحديث الآخر مع التحقق داخلياً من وجود أو عدم وجود توافق حقيقي بين ما يقال وما لا يقال" عن الدوافع الحقيقية للحوار ومدى قبولنا بها أصلاً كأسس للحوار، ويمكن ذلك بعدة طرق منها:
أن أسأل نفسي هل الآخر فقط يعرض رأيه في موضوع ما، أم أنه يوصل رسائل أو أفكار أو مشاعر أو...، وفي حال وجود غايات أخرى، ما هي؟ وكيف يجب أن أتعامل معها – داخلياً ومع المتحدث-؟
ومن الطبيعي أن هذا التساؤل قد يثير أو يولد تساؤلات أخرى تبعاً لمسار الحوار وإجابات الأسئلة الأولى
بذلك يمكن القول بأن التدرب على الانتباه إلى الدوافع الحقيقية غير الظاهرية لمسار الحوار وضبطها والتعامل معها بشيء من التعقل والحكمة يكون عاملاً مساعداً على التعامل مع المشاعر التي يولدها الحوار حتى الايجابية منها، والتي قد يكون عليك الحد من ايجابيتها في بعض الحالات الخاصة، فالمشكلة المترتبة عن المشاعر الايجابية قد لا تقل ايلاماً وضرراً عن تلك المترتبة عن المشاعر السلبيةً
المفضلات