مشكلة (القرارات) أنها تعتمد على (العواطف) بنسبة 95%، وتكثر هذه النسبة في المجتمعات غير المتعلمة، وكشفت الدراسات بأن حياتنا عبارة عن (اتخاذ للقرارات) ففي كل ثانية من ثوانيها نتخذ قرارا ما، خروجك من البيت لعمل مهمة ما هو اتخاذ قرار، اختيار لبس معين هو اتخاذ قرار، شراؤك لجريدة محددة هو اتخاذ قرار، وهكذا..
والمشكلة ليست في مئات القرارات التي نتخذها بصورة يومية ولكن المشكلة أن نسبة عظمى منها تأتي بناء على (عواطفنا) ولأن العواطف ليست (موضوعية) في الغالب، فإن القرار يكون خاطئاً لأنه لا يراعي جميع العوامل ولا يقدر وجهات نظر الآخرين ولا ينظر للفائدة الكلية..المجتمعات القبلية بطبعها عاطفية، وكذلك الأحزاب الطائفية والسياسية ويمكن أن يدخل ضمن هؤلاء النساء.

الشيء العجيب في مثل هذه الشرائح الاجتماعية أنها في حالة (ثوران) باستمرار بفعل القرارات المتحيزة التي تدعمها (العواطف) لأن القرار العاطفي بالضرورة قرار متحيز، وهذا الشيء يثير من يتضرر من هذا التحيز ويتخذ هو الآخر قراراً متحيزاً (عاطفياً)، فتنشب الصراعات ويزداد الثوران.

غالباً ما تحد (مهارات التفكير) من هذا الثوران العاطفي والاستجابات السلبية، وتسعى ضمن أهدافها الموضوعية إلى (تحييد) العواطف السلبية وإعطاء مساحة أكبر (للمعالجة الذهنية) والانتباه لوجهات نظر الآخرين وتوقع النتائج ورؤية الحال ككل بدلاً من النظر لجزء منها، وبهذا تكون (مهارات التفكير) أدوات فعالة في إشعال فتيلة (التفكير) لينير الموقف ويضيء الطريق للقرار السليم الذي يخدم الجميع.

أي قرار في لحظة غضب عارم بالضرورة قرار خاطئ..
أي قرار في لحظة حزن عارم بالضرورة قرار خاطئ..
أي قرار في لحظة فرح عارم بالضرورة قرار خاطئ.

لأن ذلك وبكل بساطة يتم في غفلة عن (العقل المفكر) الذي يزن الأمور بشكل لا تفعله (العواطف المتحيزة)، أما إذا عاد المرء إلى وعيه وتفكيره فإنه يبدأ يراجع (قراره) الذي اتخذه في لحظة غضب مثلا ويعيد حساباته فيبدأ يقارن ويحلل ويستفسر ويستنبط، ساعتها سيعرف أبعاد الحالة الكلية للموقف ويكون أكثر موضوعية واقرب للحقيقة.