السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


موضوع هام جدا أحببت ان أنقله لكم لفائدته الكبيرة ..


اتمنى ان ينال اهتمامكم واعجابكم ايضا ..


الموضوع بعنوان :



أكتشف أهمية النية لتتغير حياتك ..


مذ نشأنا ونحن نسمع آبائنا أو أمهاتنا يوصيانا حتى ننجح في "عمل ما" أن ننوي ثم نتوكل على الله

وهو حسبنا ونعم الوكيل، لكن معظمنا - ولا أقول الكل- كان يأخذ كلامهما من باب التبارك ويُصدق عليه دون أن يعيه

أو يدرك ما يفوته، والبعض كان ينوي ولا يلقي بالاً إلى نيته. ولكن مهلا ..

إن النية أمر عظيم وليس للتبارك أو لفعل ما علينا لإرضاء والدينا، فإذا كنت تفعل ذلك فأرجوك توقف الآن ..

فلقد حان الوقت لتكتشف هذا السر العظيم وتدرك ضخامة تأثيره على حياتك كلها.






وقد تتسائل لماذا أنوي .. ما فائدة النية؟


وأجيبك .. إنك تنوى لتعترف ببساطة أنك لم تعد أنت المسؤول عن أي شئ،

فإنك بمجرد أن نويت فقد صرحت تصريحاً كبيراً وهو: "أنا أعيش بالله"،

أنا أعمل من خلال سلطته وقدرته فى كونه .. ليس هناك "أنا"، ليس هناك إلا القائم بأمري،

وقد أستسلمت لسلطته تماماً، وعالمي كله تحت تصرفه بالكامل.

فلم تعد يدي هى التى تقوم بالعمل ولا استخدامي لإمكانياتي وقدراتي المحدودة،

فهناك الآن يد الله والتي تتحرك فى الكون لتيسر لى كل الأمور وتفتح لى جميع الأبواب المغلقة،

فهذه اليد المباركة بها خيوط تحرك كل قوى الكون متى شاءت ووقتما شاءت


يقول تعالى: (فسبحن الذى بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعونَ) صدق الله العظيم

(يس – الآية 83)


فأنت عندما تنوي فأنت تقصد توجيه إرادتك بشكل جازم وبتصميم لإتمام عملاً ما وتحقيقه على أرض الواقع "فعله"،

لذا فأنت تلجأ بنيتك لصاحب هذا الواقع وخالقه وممده بوجوده، لتستمد منه وجود هدفك

وما تريد تحقيقه ليظهره لك ليصبح ما أردت واقعاً ملموساً.


فالحقيقة أنه لا وجود لعالمك من دون الله ..

فهل تستطيع أن تتسلق الجبال دون وجود الجبال؟!،

وهل تستطيع بلوغ أهدافك دون أن يخلقها الله في كونه؟!،

لذا فأنت تحتاج للنية - للإعتماد على الله سبحانه وتعالى- ليبلغك كل ما تريد من خير بإذنه،


على أن تكون هذه النية واضحة بأنك "تنوي إظهار شئ في كونه سبحانه"،

وأنه يلزمك وجود مادي أو معنوي لهذا الشئ الذي تطلبه، وقوة للتأثيرعليه لإيجاد نتيجة أو واقعاً ملموسا.

وأعلم أنك مادمت قد رغبت في تحقيق شئ في هذا العالم؛ وكانت لك نية واضحة في تحقيقه فأنه موجود بالفعل عنده سبحانه.

لأن خلق الله تام وكامل ويتجلى ويظهر للواقع من خلال إستدعائه بنيتك.

فالنية هي الوصلة النورانية التي تصلك بخالقك وبسعادتك أيضاً ...

تصلك بالبيت الكبير الذي تريد؛ وبالزوجة الحنونة التى تتمناها؛ وبالوظيفة المرموقة التى ترغبها؛

وبالفرص القيمة التى ستحول حياتك لمشوار سعادة وهناء دائم.

والنية لا تنشأ وصلة جديدة بينك وبين الله تعالى، فأنت متصل بالله بالفعل.

فلا وجود لك أو لأهدافك دون إستمداد الوجود منه سبحانه، لكنك - فقط –

قبل ذلك أعقت الإتصال بينك وبين خالقك العظيم عندما تركت النية وتمسكت "بالأنا" الداخلية المغرورة،

فأصبحت تعيش وحدك منفصلا عن رحمته والاسترشاد بنوره. هذه "الأنا" التي تقول لك:

إنك أنت من صنعت كذا وأنت من أنجزت كذا، وأنت الذي تغلبت على الظروف، وأنت الذي تركت بصمتك في الحياة بقدراتك وإمكانياتك فنسيت - نسيت النية -

نسيت أن كل شئ في الكون موصول بقدرة الله تعالى، ولكل تتصل بآي شئ في الكون وتوجد واقع أو نتيجة أو تأثيراً،

عليك أولاً أن تستمد وصلة الاتصال من خلال نيتك الخالصة مع الله تعالى.

فلست أنت من تقوم بالأشياء كما تظن أو كما يبدو لك، ولا أنت من فعلت هذا الموقف

عندما صارت الأمور باتجاه عكس ما تريد، ولا أنت كذلك من أصبت عندما تحققت أهدافك ونلت مرادك ..

بل هو الله تعالى الذي يدير كونه ويخلق فيه ما يشاء وفقاً لمشيئته سبحانه.

يقول تعالى: (الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل * له مقاليد السموات والأرض) صدق الله العظيم

(الزمر – آية 62،63)


والبعض منا سيسأل، إذا كنت "أنا" لا وجود لي ولا تأثير بدون تصرف الله فأين إرادتي الحرة في ذلك؟!.

وأقول لك: أن إرادتك الحرة هي إختيارك الاعتماد على الله وعلى الوعي النوراني الذي يمدك به بتمسكك بالنية،

فإذ كنت تظن أن إرادتك الحرة في وعيك العادي المرتبط بالأنا الداخلية

والذي يخبرك خطأَ بأنك أنت المتحكم وأنت المسيطر ما دمت قد أخذت بكل الأسباب -

فهذا وعى ناقص- إذ أنه أهمل قدرة الله تعالى ومشيئته سبحانه. وقد تسألني ماذا لو تركت النية "ما الضير في ذلك؟": وسأجيبك لا تلومن إلا نفسك ..


فقد أخترت التمسك بهذا الوعى الناقص وأعقت الإتصال بربك بتخليك عن النية،

وهذا الوعى سيسلمك حتماً للتردد والقلق والخوف والشك في الحصول على ماتريد،

وبالتالي ستشعر عندها بالنقص والحرمان في العديد من جوانب حياتك.

كما أنك ستترك حياتك للآخرين ليسيروها بنواياهم فلم تعد توجه أى شئ في حياتك لخيرك وسعادتك؛

فأنت لا نية لك، وبذلك ستتدخل نوايا الآخرين لتشكل لك حياتك وفقاً لنواياهم. وليس هذا ما تريد، أليس كذلك؟.

لذا فعندما نتخذ من " النية " أساس في أداء جميع أعمالنا "الكبير منها والصغير ، العظيم منها والضئيل" ،

لذا حاول من الآن أن لا تحيد عن التمسك بهذا الوعي الروحي والنوراني الذي يصلك بربك من خلال "النية".

فإذا كنت تظن بربك خيراً وتتوقع بنيتك تلك أنه سيعطيك ولا مستحيل ولا نقص يستطيع أن يقف في طريق ما نويت عليه

وسعيت إليه فسيعطيك من فضله العظيم،


فهو القائل سبحانهأنا عند ظن عبدي بي إن ظن بي خيراً فله، وإن ظن بي شرا فله)،


فهو يعطيك بحسب توقعك منه، فتوقع ما تريد لا مالا تريد حتى تجذب الخير الكثير إليك.

فإذا منعك الله تعالى ما تريد فأنت تعلم "بوعيك الروحي" أن الخير كل الخير فيما يريد،

وهذا بالطبع سيجعلك في حالة من السلام مع النفس حالة "النفس المطمئنة"


والتي تدرك أنها متصلة بربها، وما أخطئها لم يكن ليصيبها وما أصابها لم يكن ليخطئها،

فأطمئنت بحكم ربها وتمتعت بالسلام الداخلي حتى وأن لم تحصل على مبتغاها - فلقد آمنت بعلم العليم -

الذي يعلم ما هو الخير لها وما هو دون ذلك.


لذا من اليوم كن متصلا بالله وبعلمه وقدرته. فكل ما تريده موجود بالسابق في حقل النية،

وما عليك إلا أستدعاء هذا الفيض في الوفرة والنعم بنيتك الخالصة مع الله تعالى ..

و"النية الخالصة" هى النية السليمة والتى تكون لوجهه الكريم وتتوافق مع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم


أترك الآن "الأنا" خلفك لا تلتفت لها فهي أساس كل فكرة وكل قول وكل فعل أخرك في حياتك،

فهي تشعرك بالنقص، وبهذا الشعور لن تستطيع بلوغ وفرة ربك.

فإذا كنت تظن أن مالدى الله لك قليل فتابع الالتصاق بالأنا ولترى ماذا ستأخذ!،

أما إن كنت قد أدركت أن الله كامل ولا يخبئ لك في حقل النية إلا خيرك المحض وكمال السعادة ووفرة النعم،

فتمسك بوعيك الروحي هذا ولا تقم بعمل إلا وتكن لك فيه "نية".

أبدأ من اليوم معي وأجعل لك هدفاً وانوي بصدق أن تحققه وتوقع النتائج الرائعة،

فإذا صادفتك مشكلة ما أو معوقات في طريقك أثناء سعيك لتحقيق هدفك – فتذكر- أنك لن تبحث عن الحل وحيداً ..

بل تبحث عنه بإتصالك مع تلك القدرة اللامتناهية والغير محدودة في تحقيق الأشياء "القدرة الآلهية"،

والتي لا يقف أمامها شئ ، فهي التي تحرك الآن كل قوى الكون من أجلك مستجيبة بذلك "لنيتك".


يروى في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى)


فاجعل لك من اليوم نية في كل عمل تريد القيام به ..

حتى تحظى بكل ما تريد من خير بإذن الله تعالى. وأسئل الله تعالى أن يتقبل منك بقولك:

(اللهم تقبل مني أنك أنت السميع العليم).