عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
كيف تتخذ قراراتك..؟؟
إن أكثر الناس الذين يخفقون في النجاح يتأثرون بآراء الآخرين بسهولة، وهم يسمحون للدعاية والأخبار والجيران والثرثارين بالتفكير نيابة عنهم.
والآراء هي أرخص السلع ثمنا على الأرض. فكل من يمتلك آراء زائدة فهو بالطبع يلقيها على أي شخص يمكن أن يقبلها.
وإذا كنت من الذين يتأثرون بآراء الآخرين عند اتخاذك قراراتك فلن تنجح في أي مشروع من مشاريعك خصوصا في مجال تحويل رغباتك إلى إنجازات، لأن ذلك التأثير يعني أنك لا تملك رغبة محددة بذاتك.
ولهذا فإن عليك قبل كل شيء أن تستشير نفسك في مسألة قراراتك وذلك من خلال الوصول إلى قرارات تصوغها بنفسك وتتبعها، ولا تثق بأحد باستثناء المخلصين من أصحابك وأصدقائك ممن تختارهم للمشورة باعتبارهم يتعاطفون كليا مع أهدافك.
من ناحية أخرى يمكن للأصدقاء والأقرباء أن يعيقوا حركتك بآرائهم، وفي بعض الأحيان "بسخريتهم" منك حتى وإن كانوا يقصدون بها الدعابة والمرح.
الذين يخافون من انتقاد الآخرين، ويغيرون أهدافهم لأن الناس لا يقبلون بها، هؤلاء لا يعيشون حياتهم ولا يهنأ بها، فأحيانا يختار البعض شريكة حياتهم خلافا لإرادتهم، ويستمرون في حياة الشقاء والتعاسة بسبب خوفهم من انتقاد الآخرين لهم، وأي شخص يستسلم لهذا الخوف يعرف الضرر الدائم الذي يمكن أن يسببه من قتل الطموح والرغبة في الإنجاز.
وهنالك الكثير من الأشخاص الذين لا يرغبون في العودة إلى الدراسة في مرحلة لاحقة من حياتهم بسبب خوفهم من انتقاد الآخرين لهم. ويسمح العديد من الرجال والنساء من مختلف الأعمار للأغيار بأن يدمروا حياتهم لأنهم يخافون من النقد.
ويرفض الكثيرون المغامرة في أمور العمل بسبب خوفهم من نقد الآخرين في حال الفشل، ويكون الخوف من النقد في هذه الحالة أقوى من الرغبة في النجاح.
ويرفض الكثيرون تعيين أهداف سامية في الحياة أو يهملون اختبار مستقبل مهني مناسب لهم لأنهم يخافون من انتقادات الذين قد يقولون لهم: "لا تسددوا عاليا حتى لا يفكر الناس أنكم مجانين".
إن الآلاف من الرجال والنساء يحملون عقدة الحقارة في حياتهم بسبب آراء الآخرين لأن شخصا جاهلا، وربما عن نية غير خبيثة دمر ثقتهم بأنفسهم، عن طريق إبدائه ملاحظة غير صحيحة، أو عن طريق السخرية منهم.
إنك تملك عقلا خاصا بك، وعليك استخدامه في اتخاذ قراراتك، وإذا احتجت إلى معلومات من أشخاص آخرين لمساعدتك في اتخاذ القرار، كما يحصل في حالات كثيرة، فإن بإمكانك أن تجمع تلك المعلومات بهدوء ودون الكشف عن أهدافك.
وما يميز بعض الأشخاص الذين يملكون القليل من المعرفة محاولتهم إعطاء انطباع بأنهم يملكون الكثير من المعرفة، وأمثال هؤلاء يكثرون من الكلام عادة ولا يصغون لأحد.
فإذا كنت ترغب في امتلاك عادة اتخاذ القرار السريع والحاسم، فإن عليك أن تكون ممن يفتح عينيه وأذنيه ويغلق فمه، لأن أولئك الذين يتكلمون كثيرا لا يفعلون أي شيء آخر سوى الكلام. وإذا تكلمت أكثر مما تسمع، لن تحرم نفسك فرصة جمع المعرفة المفيدة فحسب، وإنما تظهر أهدافك وخططك للذين يستمتعون بإلحاق الهزيمة بك، لأنهم يحسدونك أو ينافسونك.
وتذكر أيضا أنه في كل وقت تفتح فيه فمك في حضور من يملك الكثير من المعرفة، فإنك تكشف له مخزونك من المعرفة أو نقصك فيها، والحكمة تقتضي الغموض أمام الآخرين، من خلال التواضع والصمت.
ولا تنس أن كل شخص ترتبط به أو تتعاون معه هو مثلك يسعى إلى فرصة تمكنه من النجاح، وإذا تحدثت عن خططك بوضوح، فإنك قد تفاجا بأن غيرك سبقك إلى الهدف، من خلال تنفيذ الخطط التي كشفت أنت عنها أمامه.
لذلك اجعل قرارك الأول المحافظة على فم مغلق وأذنين صاغيتين وعينين مفتوحتين، عليك باتباع النصيحة التي تقول: "لا تخبر العالم بما تنوي فعله قبل أن تنفذه فعليا". وهذا القول يعني أن الأعمال، وليست الكلمات هي التي تهم أكثر من أي شيء آخر.
إن من صفات الناجحين من القادة أنهم يتخذون قراراتهم في كل ميادين الحياة بسرعة وحزم، وهذا هو السبب الرئيسي لكونهم قادة، ويقوم العالم عادة بإفساح المجال للرجل الذي المجال للرجل الذي تظهر كلماته وأفعاله أنه يعرف ماذا يريد؟
وأين هو ذاهب؟
إن التردد في اتخاذ القرارات عادة ما تبدأ في سن الشباب، ثم تصبح عادة دائمة مع وصول الشاب إلى أعلى مراحل دراسته من دون أن يكون له هدف محدد، حتى أنها يمكن أن تستمر معه في المهنة التي يختارها بعد الدراسة إذا نجح حقا في اختيار مهنة. وبشكل عام يسعى كل شاب أنهى دراسته للحصول على أي وظيفة، ويقبل أول مركز يعرض عليه ذلك لأنه ساقط في عادة التردد في اتخاذ قرارته. ويعمل كثير من الموظفين اليوم في مراكزهم الحالية لأنهم افتقروا إلى وضوح القرار بالتخطيط للوصول إلى المركز الذي يريدونه، ومعرفة كيفية اختيار رب العمل المناسب.
المفضلات