هذا الطرح ما هو إلّا جمع لبعض الحروف التي نثرتها من قبل هنا وهناك, قدح في الذهن أن أجمعها من جديد؛ فأرتبها وأهذبها وأشذبها. وما كان هذا إلا لتعميم الخاص قدر الإمكان, وتصويب ما لزم وظهر .. وعلى كل حال يبقى العرض قبل وبعد الجهد معيوب, وهذا لا محاله موجود؛ فمن كان له تجربة مع القلم يُدرك تماماً أن الكاتب إذا ما عاد لطرحه - من وقت لأخر-؛ تتراكم في ذهنه التعديلات, فيقول في نفسّه: "لو أني لم أكتبها هكذا وكتبتها هكذا, ولو أنني أضفت وحذفت, ولو أنني أسهبت هنا وتوقفت, ولو لو .." ! ولن ينتهي.

وبين هذا الحرف وذاك تجد: ما هو مِن وحّي الموقف, وما هو مِن تنوع التجليات, وما هو مِن التأمل والإستنتاج, , وما هو مِن حِدّة الانتقاد وتوضيح الأخطاء, وما هو شخصّي بإمتياز -ولكن يستحق المشاركة- ففي المضمون خير -بإذن الله- ملموس.

وجدير بي أن أوضح للقارئ الكريم أن مقدمتي ليس لها من المقدمة إلّا أنها أتت في بداية الطرح؛ لأنني لم أكتبها حتى أنجزت الجمع والتعديل, فهي بمثابة الخاتمة .. لهذا لا غرابة في وضوح صيغة الماضي, وعدم تواجد خاتمة مُعبرة لكلامي.

هذا المداد وأسأل الله التمام والسداد:

مِن تجربة في الصلاة - والله أعلم - ..

أحد أهم أسباب الخشوع في الصلاة: أن تأتي الصلاة وتقف فيها بقلب عبد مُشفق على نفسّه مُعترف بضعفّه وتقصيره - والحمد لله -؛ لا أن تأتيها وتقف فيها بقلب عبد مُعجب بنفسّه غير مُعترف بضعفّه وتقصيره - والعياذ بالله-.

مواصفات الصديق ..

قال لي: أذكر لي أحد أهم مواصفات صديقك المُقرب ؟

قلت: أن يكون من المحافظين على الصلاة مع الجماعة .. عندها تبسّم السائل !! فأردفت: لست أمزّح؛ قليلاً من الحكمّة والتأمل, عندها ستعلم (لماذا) !

في ضيافة الطغاة والمستبدين ..

اللهم أهلك كل الطغاة والمستبدين !

ملحوظة: الطاغية المستبد الظالم ليس بضرورة أن يكون رئيساً أو ملكاً أو وزيراً ؟! فقد يكون عامل ذا منصب كبير أو بسيط في الدولة, ولربما ربّ أو ربّة أسرة؛ بيد أنني أقصد الرؤساء والملوك والوزراء أكثر من غيرهم هنا.

عموماً: اللهم أهلكهم سواء كانوا رؤوسّاً أو أذناباً.

قرآن رمضان ..

كثيراً ما نردّد في أنفسنا ونحن نقرأ القرآن في شهر رمضان: " آه أي راحة هذه .. لماذا لا يكون لي ورد يومي -حتى بعد الشهر الكريم- ؟! .. لن أهجر القرآن أبداً"

سؤال: هل فعلنا ما كنا نحدث به أنفسنا ؟ إن لم نفعل؛ فهل تذكرنا ذلك الحديث مع النفس وتلك الراحة في ذلك الوقت ؟!

(عجبّي ما أسرع النسيان ! .. أم أننا نتناسى ونتكاسل ؟!)


ماذا عن نعيم الجنّة ..

لو كان نعيم الجنّة قاصر على صُحبة بعض العلماء والمجاهدين؛ لكان نعيم وجزاء عظيم يستحق العمل والمثابرة .. فكيف إذ هي جنّة عرضها السموات والأرض, ونعيم يفوق التصور والخيال, وصحبة لخير من وطأ الأرض محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضوان عليهم, والأنبياء كافّة عليهم السلام, وأكثر من ذلك يوم المزيد .. لعمري لهذا يستحق تقديم الغالي والنفيس.

(يا ربّ بلغنا الجنّة ونعيمها ولا تحرمنا بعفوك ورحمتك ومغفرتك يا الله)

الإسلام أكبر وأعظم ..

إيّاك أن تختزل الإسلام في شخص أو جماعة أو دولة أو أكبر من ذلك أو أصغر؛ لأن هذا ظلم وجهل عميق, وسيقودك لاحقاً إلى ما لا يحمد عقباه.

الحوار ليس مُصارعة ..

قال لي: بتُ أتجنب الحوار معك !! فسألته بكل تأسف: لماذا يا صديق ؟!

فقال: لأنك دائماً تغلبني !

فردّدت عليه بكل صرامّة: بل أنا الذي أرفض الحوار معك من بعد اليوم !
فسألني بتعجب: وما السبب ؟!

فقلت: لأنك تتحاور معيّ وتظن أننا في حلبة مصارعة (غالب ومغلوب) .. وأنا أتحاور معك على أننا نحمل قناديل مضيئة (فتضيء لي وأضيء لك) ما إن احتجنا لذلك أنا وأنت !!

عبيد المصلحة ..

بعض المسؤولين أصحاب المناصب يقتاتوا على المناصب .. فهم يبحثون عنها ويركضون خلفها بجسارة ووحشية مقيته؛ ليس من أجل أن يخدموا من خلالها - للأسف -, بل لكي ينخدموا بها.

ماذا عن مقياسك يا ريختر ..

حينما تحدثني عن مصلحتي الشخصيّة؛ أشعر ببرود وشيء من الإهتمام .. وحينما تحدثني عن مصلحة أسرتي؛ أشعر بحجم المسؤولية .. وحينما تقول لي من أجل الوطن؛ تثور همّتي .. أما حينما تقول لي من أجل الأمّة؛ عندها فقط تجتمع كل المشاعر لتحدث رجفّة داخليّة لا تقاس بمقياس (ريختر) ولا تخطر على بال !

البطل مستبد والضحية مغفل ..

كلما تحدثت عن الحريّة والكرامّة والعدالة؛ حدثتموني عن الأمن !! .. يا إخوّة من قال لكم أن الحريّة والكرامّة والعدالة ضد الأمن ؟! بلا والله هي أساس الأمن.

(هذه جريمة: بطلها مستبد ظالم .. وضحيتها شعب مغفل)

كوب الشاي ..

مثلما أن لا قيمّة لسكر مُترسِّب في قاع كوبٍ من الشاي؛ فلا قيمّة لثقافة مترسِّبة في قاع العمل.

نعوذ بالله من الفراغ والخواء ..

سألني: هل تقرأ ؟

قلت له: نعم بإستمرار ولله الحمد.

قال: هل تكتب ؟

قلت: مِن وقت إلى أخر ولله الفضل والمنّة ! .. فأردف قائلاً: يا أخي إنت واحد فاضَي !!

فقلت له: نعم أفضّي نفسّي وأنظم وقتّي لهما؛ ولكن أرجو من الله ألّا أكون إنساناً فارغاً وخاوياً.


تضرّر الإسلام والمسلمين ..

تكتوي الأمّة في كثير مِن الأحداث -المصطنعة من العدو- مِن بعض أفرادها؛ لأنهم يتعاملون مع الأحداث بجهل ونزق وتسرع, وليس بعلم وحكمة وبصيرة .. وبهذا للأسف نكون طُعم ووجبّة في آنٍ واحد .. فلنكن كما يريدنا الإسلام؛ وليس كما يريدنا أعداء الإسلام.

إن ربّي يعلم ..

في قمّة النشاط والحيوية, وأثناء إنجاز بعض مِن مهامّي داخل العمل .. قال لي ذلك الزميل صاحب الخبرة في العمل: "يا أخي ترا ما حد داري عنك .. لا مدير ولا غيره !!".

فقلت له: "يكفي أن يدري ويراني الله -جل في علاه-".

عندها ارتسمت علامة تعجب على وجه ذاك الزميل .. وإن لمن المُفترض أن ترتسم علامة التعجب على وجهي وليس على وجهه .. ولكن تغير الحال ومرض النفوس كان ومازال يدفن معاني الإخلاص في القلوب .. نسألك يا ربّي الثبات الثبات.


المقارنة تكشف ..

إذا أردّت أن تُدرّك قيمّة المرء وقيمّة ما لديه وما يطرحه؛ فنظر في تعامله وأخلاقّه مع مَن كان أقل ومَن كان أكثر منه علماً أو نفوذاً) .. لأن تعامله وأخلاقه مع أحدهم لا يكفّي ؟!

فقد يتعامل المرء بكل حَسن مع مَن كان أقل منه علماً أو نفوذاً, وفي ذات الوقت يتعامل بتطاول وقُبح مع مَن كان أكثر منه علماً أو نفوذاً؛ وهذا الأقرب والأغلب أنه يبحث عن جمهرّة وشهرّة كاذبة !!

وقد يكون العكس: أن يتعامل المرء بكل حَسن مع مَن كان أكثر منه علماً أو نفوذاً, ويفتقد لأبجديات التعامل الحسن مع من كان أقل منه علماً أو نفوذاً؛ وهذا الأقرب والأغلب أنه يبحث عن مصلحة أو غايّة مبتورة !
(وهذا مجرد إستنتاج ليس بضرورة أن ينطبق على الجميع)

فلسفة الواقع ..

حدثته ببعض أمالي وأحلامي؛ فقال لي: بكرة تُحبط حينما تُصدم بالواقع !!

أبتسمت وقلت له ما أدارك أنك أدرى بالواقع مني؛ بل ما قولك لو قلت لك: أن أحد أهم دوافعي هو ذلك الواقع المُحبط في نظرك !

أشد انتقاد للقيادة ..

البعض يظن أننا حينما نقول بأن هذا من البطانة الفاسدة؛ أننا نلتمس العذر للقيادة ؟! .. وهذا ربما يكون من البعض؛ وهو خلل في التصور؛ لأن البطانة الفاسدّة لا تأتي إلّا مِن القيادة الفاسدة أو الفاشلة !! إذاً القيادة تُنتقد أشدّ الإنتقاد حينما نقول "هذا من البطانة الفاسدة".

ذوق أم وجهة نظر ..

البعض لا يحترم الإخلاف في الأذواق !! فكيف به يحترم الإختلاف في وجهات النظر ؟!

مضمار اللياقة ..

أن تحظى بلياقة بدنية متميّزة؛ فذلك صعب ويحتاج إلى جُهد, وأكثر منه صعوبة أن تحظى بلياقة عقلية متميّزة؛ وهذا يحتاج إلى جهد أكبر .. وأكثر من يدرّك ذلك مَن وفقّه الله وخاض في المضمارين.

أمّي نبض قلبي ..

للأم مكانة ومنزّلة أعلى من الأب -وهذا لا إختلاف فيه-؛ فكيف بتلك الأم التي أتقنت دور الأم والأب ؟!

نعم أمّي فعلت هذا وأكثر؛ لهذا هي لها من البرّ والحُب وكل الخير ضعف الأضعاف -وسأظل مُقصر-.

(أمّي رمز من رموز الكفاح والتضحيّة والعطاء .. كم أنتِ عظيمة يا أمّي)

نصيحة طلابيّة: بلا مبالغة ..

اقراء المادة العلميّة وركزّ على أساسياتها وفهم مضمونها متسعيناً بأكثر من مصدر .. وفي مذاكرة الإمتحان ركزّ على ما أشار له المدرّس بالأهميّة.

وبعد الإختبار .. إذا حصلت على درجة ممتازة؛ لا تبالغ في الفرح, ومثله إذا حصلت على درجة متوسطة أو ضعيفة؛ لا تبالغ في الحُزن .. لأن الدرجات أو المعدل الأكاديمي ليس معياراً دقيقاً لفهمك؛ فأهتم ولا تبالغ.

( ما يستحق الفرح هو شعورك بالرضا عن العلم الذي أكتسبت وعن الجهد الذي بذلت, وأكثر من ذلك إخلاصك وإحتسابك الأجر على كل هذا مِن الله -جل في علاه-)

زوجتي الحكيمّة ..

هناك مقولة تقول: "أقصر طريق لقلب الرجل معدته (بطنه) !!" .. ولكن زوجتي حكيمّة؛ لم تأخذ هذا الكلام على عواهنه, فكانت ومازالت تلتمس أحب الأشياء وأقربها إلى نفسّي, ومن ثم تشبعها إبداعاً.

وأنا لا أنسى إبداعها الدائم في ترتيب وتجميل وإبتكار الإعمال الفنيّة؛ لتجعل كُتبي في قلب مكتبتي في حال يشرح القلب ويسر العين .. وما هذه الكلمات المدونة إلّا شكراً لها على الملأ, وأقول: يا ربّي إحفظها لي وأحفظني لها ووفقنا للعيش معاً في رضاك.

فاسد ومُفسد ..

الغريب فئام من الناس إذا ما لقوا فاسد مُفسد؛ لم ينصحوه حتى بأن يكون فاسداً على الأقل (أي فساده على نفسه) !! وأختلقوا له ألف عذر .. وإذا ما لقوا صالح مُصلح؛ سألوه بإلحاح بأن يكون صالحاً فحسب (أي يتقوقع بصالحه على نفسه ولا يهتم) !! ولا يلتمس له أي عذر, وهو حقيقة ليس بحاجة لهذا.

والصحيح نُصح الأول, والأخذ بيد ومعاونة الثاني .. والعكس غير صحيح البتّة.

أهمية إدارة الوقت في الإجازات ..

في نظري: أننا بحاجة لإدارة الوقت دائماً, بيد أن الأهمية تزداد في الإجازات أكثر من أيام العمل أو الدراسة, وذلك لسببين: التفرغ الأكبر للفرد, وتكاثر الخيارات المتاحة (بخيرها وشرّها) .. ويا فوز من ثمّن إجازاته واستثمارها.