الذين يقرأون يتعلمون أسرع بكثير ممن لا يقرأون, قابلت ذات يوم صديقاً لي وهو مهندس ورجل أعمال, أحببت إهدائه مجموعة من الكتب التي تتحدث في التنمية البشرية والتطوير الذاتي, لقد تفاجأ كثيراً وأبدى لي استغرابه لأنه لم يتوقع مثل هذه الهدية, سألته عن سرّ دهشته, أخبرني أنه منذ أن انتهى من دراسته الجامعية لم يقرأ كتاباً واحداً, وليس لديه مكتبة في البيت ( طبعاً أولاده على مشارف الدخول للجامعة ) لقد أبدى لي أسفه الشديد إذ لم يغرس هذه العادة الرائعة في نفوس أولاده.

القراءة من أهم وسائل التعلم الإنساني التي يكتسب بها العديد من المعارف والعلوم والأفكار, كما أن ليس هناك أمة من الأمم سادت وتربعت على عرش الحضارة بدون هذه الأدوات, ونحن أمة اقرأ فمن المفروض أن يكون مسلماً لدينا هذه البديهيات.

إنك بالتأكيد لا تنسى وجبة غدائك كل يوم, تقوم بتغذية جسدك, وهذا شيء رائع, لكن الأدهى أنك نسيت الشيء الأهم والمسئول عن إدارة جسدك بطريقة ترتقي بك وتجعل منك إنساناً حضارياً ومواكباً للتطوّر العلمي السريع, والذي ينطلق بسرعة لا يمكن وصفها هذه الأيام, ففي كل10 دقائق هناك بحث يرى النور عن اختراع أو ابتكار جديد, وما خفي أعظم.

في المجتمعات الغربية ينظرون للتعليم على أنه الثروة والمال, ونسبة القراءة لديهم تقارب الأربعين كتاباً في السنة للشخص, بينما هي ربما لا تتجاوز الكتاب أو الكتابين في عالمنا العربي, كما تقوم أسبانيا وحدها وهي من الدول الفقيرة في الاتحاد الأوربي بإنتاج أكثر مما ينتجه العالم العربي, هذه أرقام مخيفة, أمة إقرأ لا تقرأ, وتعاني من أمية مقنعة, فتزايد الدارسين في الجامعات لا يعكس تطوّر في الثقافة والعلوم!.

ففي كل 10 دقائق هناك بحث يرى النور عن اختراع أو ابتكار جديد, وما خفي أعظم.