اخواني التربويين لقد قرأت مؤخرا كتابا بعنوان ( 100 سبب لضعف الطلاب في القراءة ) للكاتب نوري يوسف الوتار ، ووجدنه فعلا كتابا جديرا بالاقتناء من جانب كل تربوي وأيضا ولي أمر، إن العدد المعنون لأسباب الضعف لم يقصد بها إحصاء الأسباب جميعها في رقم معين بل هناك أسباب كثيرة جدا تفوق ذلك ، ولكن الكاتب حرص على إبراز أكثر الأسباب انتشارا وظهورا في المجال التربوي والتعليمي .
وسوف أحاول في مقالات قادمة أن أوضح بعض هذه الأسباب ، إن معرفة وإدراك ولي الأمر والمدرس لأي سبب من أسباب ضعف الطالب في القراءة فإن هذا السبب كفيل بأن يعطيه التشخيص المناسب للعلاج وذلك بتجنب الوقوع به والابتعاد عنه والحرص على القضاء عليه وهذه المعرفة يحتاج إليها ولي الأمر والمدرس والتربويون والجهل بها سوف يبعدنا عن أهدافنا التربوية وكما يقول المثل " الجاهل عدو نفسه" .
ولعل من أهم الأسباب التي وردت في الكتاب ما يلي :

1) الإحساس بالفشل أثناء القراءة :

لا يجب على المعلم أن يشعر الطالب الضعيف في القراءة بالفشل ، وإنما يستخدم الأساليب التربوية في علاج هذه المشكلة ، فمن الأسباب التي تؤدي بفشل الطالب كثرة التوبيخ وقلة التشجيع مما يترتب عليه فقدان الثقة بالنفس ، فيمكننا القول " إن نتيجة العقاب المستمر أو الاحباطات المختلفة لها أثر في عدم إقدام التلميذ على القراءة ، وإذا قرأ لا يجيد ما يقرأ من حيث كثرة الأخطاء والبطء في القراءة " فإذا شعر التلميذ أن من حوله يعرف عنه هذا الفشل وشاع عنه ذلك التصقت صفة الفشل في شخصيته حتى تصبح جزءا منها ، وبذلك نكون قد ساعدنا في تأكيدها .

2) تقطيع الكلمة إلى مقاطع مع تغيير الحركات :

إن الطالب المبتدئ يرى الكلمات وقد بدا بعضها شبيها ببعض ، وإذا لم يتدارك هذا الشئ بتوجيه صحيح ، سيخطئ في كثير من محاولاته .
حيث ينظر إليها الطفل ثم يحاكيها ويبدأ في تهجيها ثو يعطي ما يشبهها ليقارن بين الحروف ويستخدمها شكلا ونطقا ، وهي تعتمد أيضا على مساعدة صورة الشئ للكلمة فصورة الأسد مع كلمة الأسد وهكذا حتى يكون الطفل قادرا على معرفة الحروف دون الاعتماد على الصورة . فالغاية من القراءة ليست القراءة نفسها بل هي فهم معنى ما يقرأ ، ومعرفة فحواه ، ولعل شرح معاني المفردات يعد من أول الخطوات المهمة في طريق الوصول إلى الفهم ، فالكلمات هي الوحدات الأساسية للفهم ، وهي الرموز التي تعتمد عليها كل المعاني في القراءة ، ويلي ذلك إيضاح العبارات ثم إيضاح المعنى الإجمالي ، ذلك أن معرفة معاني الكلمات وحدها لا يضمن بالضرورة فهم العبارات ، فقد تكون العبارات معقدة في تركيبها حتى ولو كانت مؤلفة من كلمات سهلة وقد يأتي هذا التعقيد من أسباب كثيرة منها المجاز ، والتقديم والتأخير ، مثل تأخير المبتدأوتقديم الخبر ، وتقديم المفعول به وتأخير الفاعل، واشتمالها على ضمائر كثيرة وجمل اعتراضية ، ومما لا شك فيه أن فهم العبارة يحتاج إلى تحليل وتبسيط وتغيير في ترتيب العبارات وتحويرها إلى الشكل المأنوس والمعروف .