معظمنا سيء جداً في مسألة تذكر الأسماء. وفي أغلب الأحيان، عندما نتعرف بشخص ما، نفكر بترك انطباع جيد لديه، وبالاستمرار بالمحادثة، وبأن نكون لائقين، وبأي شيء آخر عدا تذكر اسمه.








والأسوأ من ذلك، يأتي هذا الشعور الشنيع، المرعب عندما تعرف أن عليك أن تعرّف شخصاً بآخر وتتعرق بسبب عدم معرفة اسم أحدهما (هذا أسوأ بكثير مما لو كنت لا تعرف اسم كليهما). ألا تكره هذا؟ وستضمن ترك انطباع سيء، سواء كان في العمل، أو في المجتمع، أو لدى أصدقائك، أو زوجة صديقك، أو أي أحد.


كم ستصبح علاقاتك بالأشخاص أفضل إذا كنت شخصاً بارعاً على الدوام بحفظ الأسماء؟ كم ستتمتع بقدرة أكبر على الإقناع إذا كنت شخصاً يفهم كيف ومتى يستخدم الصوت الأجمل والأهم في أي لغة كانت؟ تخيّل حجم التأثير الذي سيتركه هذا على علاقة عمل أو على معارف التقيت بهم لمرة أو مرتين فقط.


وبتذكرك واستخدامك لاسم أحدهم تظهر له أنك تحترمه وأنك مهتم جداً به لتبذل جهداً في حفظ اسمه.


إن مناداتنا بأسمائنا قد يحرِّك شعورنا العميق بأننا مدينون للأشخاص بشيء ما لقاء تلقينا «هدية» أو حصولنا على امتياز. عندما نتلقّى شيئاً ما نشعر بالحاجة لرد الجميل بشكل أو بآخر. وفي هذه الحالة، يعتبر استخدام السياسي لاسم المذيع هو «الهدية» أو «الامتياز». ورد الجميل يكون بالاحترام والمودة المتزايدين.


لطالما شاهدت باراك أوباما يستخدم هذه الطريقة (ويجدر قول هذا أيضاً عن الكثير غيره من السياسيين). لاحظوا كيف يضيف اسم المضيف على إجاباته. والمثير للإعجاب هو أنه لا يستخدمه بإفراط، فهو غالباً ما ينتظر حتى يطرح عليه سؤالاً قاسياً. تأثير ذلك في أغلب الأوقات: يلطّف المذيع أسلوبه في طرح الأسئلة وفي الواقع ينتقل إلى موضوع آخر أقل إثارة للجدل، رداً للهديّة.