أحد المخاطر العظيمة التي تتهدد الصحة هو أن يعيش المرء بشكل غير واعٍ، ممتصاً أفكار الثقافة وقيّمها لاسيما عبر وسائل الإعلام. إذا عشت بهذه الطريقة فأنت لا تعيش بشكل كامل وقد تصاب بالاكتئاب بسهولة وتشعر وكأنك تائه... ولعل الخطوة التي تنصح بها كافة التيارات هي «أن تستيقظ وتعي». ثمة أمور محددة تبقي روحانيتك حيّة وواعية وهي التالية:
الطبيعة
إن تمضية الوقت في الطبيعة ومراقبة أسرارها وأشكال الحياة الفريدة فيها، تخرجك من ذاتك وتجعلك على تماس مع حيوية العالم الذي تعيش فيه. هذا التواصل هو أساس الحياة الروحانية. ولا تحتاج لأن تسافر بعيداً بل يمكنك أن
تجد ما تحتاجه في الحديقة أو المنتزه أو أيّ نهر صغير.
التأمل
لا ضرورة لأن يكون تأملك رسمياً أو أن يدوم طويلاً. سرّ وأنت تفكر واجلس وأنت تتأمل لاسيما في الدقائق التي تفصل بين نشاط وآخر في حياتك اليومية... يمكنك أن تفعل هذا فيما أنت تنتظر القطار أو الحافلة أو فيما أنت تسير من مكان إلى آخر.
الفـن
تتمتع معظم الفنون بصفة روحانية، فهي تساعدك على تأمل الأشياء. لكن يمكنك أن تبحث عن فن روحاني جيد ينسجم وتقاليدك الدينيّة.
الصلاة
الصلاة عمل طبيعي بالنسبة إلى الانسان. يمكنك دوماً أن تتلو صلاة صامتة في داخلك ملتمساً ما تحتاجه، مقدّراً لما تراه وشاكراً مصدر الحياة على ما لديك.
قراءة روحانية
هذه ليست قراءة لكسب المعلومات بل قراءة بطيئة وتأملية بحثاً عن الالهام والتفكّر. يمكنك أن تقرأ أي نوع من الأفكار الروحانية. اقرأها مراراً وتكراراً خلال النهار ثم فكّر في ما قرأت.
تشكّل هذه النقاط بداية لكن اللائحة يمكن أن تطول. يمكنك اليوم أن تتعلم هذه الأمور من التقاليد الروحانية الأساسية والنصوص المقدّسة. ولكن لا بأس أبداً في أن تتعلّم من التقاليد التي لا تعرفها في الوقت الذي تتعمّق فيه بتلك التي تعرفها بشكل أفضل. سترتفع روحك كالخميرة وسيتسع احساسك بذاتك.



بدأنا مؤخراً في فهم العلاقة بين العقل والجسم والروح. ولتعلُّم أسرارها، يسعى الباحثون إلى التغلّب على مئات السنين من الشك المتبادل ما بين التقاليد الطبية الغربية والتقاليد الدينية. في النهاية، قد لا تكمن العلاقة بين الروحانية والصحة، في ما يؤمن به الناس بقدر ما تكمن في مدى قوة هذا الإيمان.