العلاج بالفن التشكيلي ( الألوان )
المشاعر
العواطف
الألوان
الديكور

لقد خلقنا الله من خليط المادة التي نراها.. وخليط آخر من مواد لا نراها ولكننا نحسها.. مثل الموجات الكهربائية والمغناطيسية والأشعة الذاتية للإنسان والأشعة الكونية وغيرها.. وتأكيداً لقدرة الخالق العظيم سبحانه وتعالي فقد خص كل إنسان بموجات كهربائية وإشعاعات خاصة تختلف في طول موجاتها وعدد ذبذباتها وتردداتها عن غيره من الناس. وكذلك فعل سبحانه بكل ما في الكون من أشياء ونبات وحيوان.. وهذه الإشعاعات لها ألوان مختلفة حسب أطوالها وذبذباتها.. وبعضها صالح لجسم الإنسان حيث تمنحه القوة والحيوية وتساعده علي الشفاء.. وبعضها الآخر ضار.. يربك أجهزة الجسم ويسبب الأمراض.

وهناك نظرية تقول:
إنه إذا كانت الموجات الإشعاعية الملونة التي يتبادلها الناس عن طريق الإرسال والاستقبال غير المنظور متآلفة ومتقاربة. فإن ذلك يدعم التفاهم والمحبة التي تربط بينهم.. أما إذا تنافرت وتعارضت.. نتج عن ذلك كراهية وخلاف لا تظهر له أسباب واضحة للناس!
ومعني ذلك أن مهندس الديكور الشاطر هو الذي لا يكتفي بتحديد ألوان الديكور من حوائط وأثاث وتحف وإكسسوار ولكنه أيضاً لابد أن يدرس نوعية أصحاب المكان - ويراقب ميولهم ويقف علي حقيقة شخصياتهم - ليقدم في النهاية مكاناً يجمعهم علي المودة والحب.. سواء كان ذلك المكان مكتباً للعمل أو منزلاً للمعيشة..

إن علم الألوان الحديث لم يعد قاصراً علي تحديد لون جدران حجرة النوم باللون الوردي مثلاً!!

إن أي فن هو في الأصل علم.. فلا يوجد فن بدون علم.. والأبحاث الجديدة التي تدور حول الألوان لا تتوقف عنده..

خذ مثلاً
نظرية العلاج بالألوان.. لقد تطورت من مجرد استخدام الألوان المختلفة لعلاج الأمراض والأعراض المختلفة إلي علم جديد يستطيع تحديد ألوان الجراثيم والميكروبات والبكتيريا تحت الميكروسكوب.. وكذلك تحديد الألوان التي تثيرها وتنشطها.. والألوان الأخرى التي تثبط مفعولها الضار أو تعالج أمراضها.. وهذا الاتجاه الجديد يعتبر طباً هاماً تكميليا للوسائل الطبية المعروفة.. وإن كان يتميز عنها بعدم وجود الآثار الجانبية.. فأنت تستطيع الآن أن تعالج مرضاً أو تمنع حدوثه عن طريق اختيار لون ملابسك أو لون الغرفة التي تعيش فيها.. كما أن هناك ألواناً خاصة للصباح وأخري للمساء تساهم في تدعيم قدراتك الإبداعية وتحسين مزاجك علي مدار اليوم دون حاجة إلي قرص دواء منشط أو مهدئ.. وحتى الطعام علي المائدة تسلل إليه اللون لمزيد من الفائدة والصحة.
والتجارب الحديثة علي الألوان و خواصها ومنافعها كثيرة..

مثلاً:
ثبت علمياً أن وضع الأشخاص الذين يميلون إلي العنف في غرفة مطلية باللون البمبي الفاتح لفترة قصيرة يجعلهم أكثر هدوءاً واسترخاء.. والسبب هو التأثير الفسيولوجي الذي تحدثه طاقة الكهرومغناطيسية لهذا اللون علي إفراز الغدد التي تؤثر مباشرة علي الانفعالات العاطفية المختلفة.

وقد ثبت أيضاً أن طلاء حجرات الدراسة باللون الأزرق الفاتح مع وضع مصابيح إضاءة عادية يجعل التلاميذ أكثر انتباها ويقلل سلوكهم العدواني، أما طلاء الجدران باللون البرتقالي مع الإضاءة بالفلورسنت فإنه يحدث أثراً عكسياً لسلوك التلاميذ.

أما التجربة العجيبة فهي تلك التي أثبتت أن تسليط الضوء الأبيض العادي علي الأطفال المكفوفين يحدث أثراً واضحاً علي معدل ضغط الدم والنبض والتنفس و يتساوي تماماً مع نفس الأثر عند الأطفال المبصرين!!

أما الجديد جداً في علم الألوان والديكور فهو ضرورة تغيير ألوان الجدران والديكور كل عدة سنوات تبعاً لتغير حالات النمو الإنساني والتغييرات العاطفية التي يمر بها