أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    عمر عبد الكريم
    زائر

    Smile وقفات صادقة مع إخواننا المعترضين على البرمجة

    يقول الأستاذ عبد الرحمن الفيفي وهو أستاذ مدرب في البرمجة : بسم الله والحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه و من والاه ، و بعد :

    فقد اطلعت كما اطلع غيري على ما كتب بعض إخواننا في الرد على (البرمجة اللغوية العصبية) والتشنيع على أصحابها، ومع تقديري الكبير للمقاصد الإيجابية لإخواننا والدوافع الحسنة التي نحسبها - إن شاء الله – هي المحرك لكل هذه الردود ، إلا أنني بتحليل كثير من هذه الاعتراضات أستطيع القول بصفتي متخصص في البرمجة ومدرب لها: إن جميع ما كتبه إخواننا لا يعدو أحد أمرين:


    أولهما: حديث طويل جدا - لا علاقة له البتة بالبرمجة - حول عقائد فاسدة، وأصول وثنية، وكبائر ومحرمات، وهو كلام صحيح نوافق إخواننا عليه، ولكن الخطأ الوحيد الذي يسلب فائدة كل هذا الكلام، هو أنه - كما ذكرت - لا علاقة له بالبرمجة من قريب أو بعيد!

    ثانيهما: ملحوظات ومخالفات في إطار الممارسة وقعت فعلا في بعض دورات (البرمجة) وهي مثل أية مخالفات تقع في كليات الطب، أو علم النفس أو غيرها، وقد تنبه لها أهل الخير والاستقامة (وهم عامة القائمين على تدريب البرمجة بفضل الله) فقاموا بتشكيل لجنة لتتبع هذه المخالفات والتنبيه عليها و تصحيحها ، ومن ثم صياغة وتنظيم الآليات السليمة ليستفيد المجتمع المسلم من هذا الفن الجديد.
    وقبل أن أتناول هذه الملحوظات بالحديث، لا بد أن أقف مطولا مع الأمر الأول،

    وهو اتهام البرمجة اللغوية العصبية بالسحر والدجل والشعوذة والارتباط ببعض العلوم الوثنية،

    فأقول: إن من العجب الذي يحار منه الحليم.. هذا الذي واجهنا به بعض إخواننا ممن نعرفهم بالفضل والصلاح، فقد رمونا بكل نقيصة، ووصمونا بكل داهية، من وصف بالضلال، ونعت بالجهل والسحر والوثنية.. دبجوا المقالات، وألفوا الكتب التي كادت تخرجنا من ملة الإسلام، دون أن يكلفوا أنفسهم حضور دورة واحدة من دورات (البرمجة) التي ندرب عليها الناس؛ ليكون حكمهم فرعا عن تصور صحيح،

    وبعض هؤلاء يزعمون رغبتهم في الحوار، فإذا التقينا (في مرات محدودة معدودة) فإذا بهم يطالبوننا بأن نختصر لهم البحر في فنجان، ونعرض لهم علما عشنا معه سنين طويلة ملخصا بأدلته وبراهينه وحججه ونظرياته وتطبيقاته وفوائده ومحترزاته ومدارسه ومراكزه ودوراته والتصورات المتعلقة به،

    ونفند كل تهمة ونزيل كل شبهة، وعلينا أن نعرض كل ذلك ليروه رأي العين في مقال واحد مختصر وفي لحظة واحدة، لأنهم لا وقت لديهم ليحضروا دورة كاملة، فإن لم نحقق لهم هذا المستحيل اتُـهمنا بكل نقيصة ورُمينا بكل سوء، ثم نطالَب نحن بالرفق بالآخرين في عباراتنا الأسلوبية، ويُـشكرون هم على جنادل الـتُـهم التي يلقونها علينا - والتي أقلها السحر والشعوذة والدجل - لماذا..؟ فقط لأنهم فعلوا ذلك بدافع الغيرة وسد الذرائع!


    أما يحق لنا نحن أيضا أن نطالب بالرفق؟ أم أن المتهم مدان حتى يقنع الخصم ببراءته في نصف كلمة؟

    إنني أتساءل هنا كما تساءلت مرات عديدة في مقالات سابقة :

    أما يخشى إخواننا هؤلاء من مغبة ما يتهمون به إخوانهم؟!

    إنهم يقولون: "يا لها من فتنة أكثر من وقع فيها المشايخ وأهل الخير"..

    أما تثير كلمتهم هذه في أذهانهم تساؤلا منطقيا عن السبب الذي جعل المئات من أهل الخير والصلاح يتوجهون لطلب هذا العلم، وجعلهم يرونه من أفضل الأدوات المعينة على الدعوة إلى الله، ويرون أن كثيرا جدا من أصول هذا العلم مقررة في ديننا بالأدلة الشرعية الصحيحة الصريحة، وعلى رأس هؤلاء عدد من المتخصصين في العلم الشرعي والعلوم النفسية، والذين عُرفوا - لسنين طويلة - بجهودهم في خدمة الدعوة ونشر الخير!

    أهؤلاء جميعا من العميان الذين لا يبصرون؟!

    أهؤلاء جميعا من الجهال الذين لا يفقهون؟!

    أهؤلاء جميعا من الذين يطلبون الدنيا بالدين؟!

    ألا يمكن أن يكون هؤلاء قد اطلعوا على ما لم يطلع إخواننا عليه؟!

    (ويرفضون الاطلاع عليه!!)

    أما يتقي الله إخواننا فيما يقولون.. أما يعلمون أن التحريم توقيع عن رب العالمين لا يقل خطرا عن الإباحة،

    وقد جاء في القرآن مقرونا بالشرك بالله كما في سورة الأنعام: (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء)..

    فكيف إذا اقترن الحكم بتحريم ما لا يعلمون بقذف إخوانهم بالسحر والدجل والشعوذة؟
    والله لو كنا مبتدعة حقا لكان لزاما عليهم أن يبينوا لنا بطلان بدعتنا، ويضعوا دائرة التحديد على شبهاتنا لكي يصرفونا عنها (لا أن يطلقوا أحكاما عامة لا يعرف أحد لها مستندا من الواقع سواهم) فكيف ومن بيننا لفيف كبير من الدعاة وأهل الاختصاص الشرعي والنفسي ممن يستحيل اجتماعهم على السحر والدجل والشعوذة؟

    وإنني أقولها بأعلى صوت وبالخط العريض، وباللون الأحمر، ليسمعها ويقرأها الجميع:

    إن إخواننا الذين يهاجموننا، يناقشون خريطة لا تخص مدينة (البرمجة) ويتحدثون عن أشياء لا نعرفها فيما تعلمنا أو علّمنا، ولم نسمع عن علاقتها بالبرمجة إلا منهم، ونحن الذين درسنا هذا الفن ودرّسناه سنينا، ومنا من سافر إلى مهد البرمجة وأخذها من مؤسسيها في كاليفورنيا لمدة أربعين يوما، ومنهم الأستاذ خالد عاشور،

    وقد قال مرة بعد نقاش تحدث فيه الدكتور عبدالغني مليباري طويلا عن الشامانية والنيوإيج، قال خالد عاشور في نقاشه المسجل صوتيا: "في الحقيقة، وحتى هذه اللحظة لم أسمع أي شيء أستطيع أن أرد عليه يتعلق بالانتقادات الموجهة للبرمجة اللغوية العصبية، وأنا مازلت أكرر قولي بأنني قد حضرت برامج عديدة في البرمجة وقرأت كتبا كثيرة بهذا الخصوص، ولم أستمع قط في حياتي لهذه العلاقة بين النيوإيج والبرمجة إلا من الدكتور عبد الغني.. لم أقرأها في أي كتاب وقد قرأت دون مبالغة عشرات الكتب وعشرات المقالات حول البرمجة،

    وحضرت لدى أكثر من عشرة مدربين للبرمجة في أمريكا وبريطانيا، وأخذت البرمجة لدى أحد مؤسـسَـيْـها القدماء جدا، وكان يفد إلينا في نفس البرنامج، وقد بقينا معه ما يقارب أربعين يوما كاملا، في كل يوم ثماني ساعات، ومع غيره من المدربين، ولم نر سحرا لا من قريب ولا من بعيد, ولم نر شامانية ولا دعوة إلى النصرانية ولا إلى اليهودية ولا شيء له علاقة بالدين.. كل ما قدموه هو البرمجة وتطبيقاتها العملية، ولم أر خلاف هذا أبدا في كل ما حضرته لمدة أربعين يوما في كاليفورنيا، على تنوع الدورات التي أخذت، والرحلات التي من أجلها سافرت، ولم أسمع عن علاقة النيوايج بالبرمجة إلا من أخي الفاضل الدكتور عبدالغني!".


    تابع



  2. #2
    عمر عبد الكريم
    زائر

    Smile 2

    وفي نفس النقاش المسجل قال فضيلة الشيخ د.عوض القرني (وهو مدرب معتمد للبرمجة):

    "هل ما نمارسه نحن هو البرمجة اللغوية العصبية؟


    إذا كانت الإجابة نعم، فما هي المآخذ على ما نمارسه؟

    وإن كانت الإجابة لا، إن الذي نمارسه وندرب عليه ليست هي البرمجة اللغوية العصبية، فنتحاور إذن حول ماهية البرمجة اللغوية العصبية، حتى يكون موضع الحوار محددا.. أما إذا كنت أنا أمارس شيئا، وأنت تتحدث عن شيء، ثم ينقل هذا الشيء تحت لافتة ما أمارسه أنا، فهذا غير صحيح!".

    وقال الشيخ عوض أيضا: "أنا لا أستطيع أن أقيّم الكلام الذي ذكره الدكتور عبدالغني، وخاصة أنه تكلم عن موضوع جديد، لكن ما أستطيع أن أقوله هو أنه وحتى الآن لم يتحدث عن البرمجة اللغوية العصبية لا من قريب ولا من بعيد.. النيوإيج يا أخي غير البرمجة التي نتحدث عنها، أنا أقول كمتخصص في البرمجة ومدرب فيها: إن هذا الكلام الذي ذكر لا علاقة له بما نبحثه اليوم! لقد قال د.عبدالغني في معرض كلامه إن أصحاب النيوإيج يستخدمون البرمجة لإقناع الناس بمذاهبهم، وهذا أمر متوقع، كما أنني أستخدمها لإقناع الناس بالحق الذي عندي والدين الذي أحمل أمانة نشره، كما أن اللغة التي فطرنا الله عليها استخدمت للإقناع بالحق، ويستخدمها اليهود للإقناع باليهودية، ويستخدمها النصراني للإقناع بالنصرانية، ويستخدمها الملحد للإقناع بإلحاده.. اللغة، اللسان، الكلام، الصوت أية وسيلة من الوسائل.. وبالتالي هذا الكلام لا يؤثر على (البرمجة) ولا يجعلها مرفوضة لأن أصحاب النيوإيج يستخدمونها..!".
    يجمعون الأشتات في سلة واحدة



    هذا حالنا مع إخواننا الذين يهاجموننا ولا يريدون منحنا الوقت الكافي لنبين لهم ما نحن عليه، ويصرون على خلط أوراقنا بأوراق غيرنا ممن يقدمون دورات الريكي والماكروبيوتيك وغيرها، ولا أدري ما علاقتنا بأصحاب تلك الدورات، سوى أنهم قد وُجدوا في نفس الفترة التي وُجدنا فيها، أو أنهم يستأجرون نفس القاعات التي نستأجرها لتقديم دوراتهم، أو أن ما يقدمونه اسمه "دورات" وما نقدمه اسمه "دورات" أيضا..! أيكفي هذا لتصبح الأحجار الملونة، وطاقة الأهرام الكونية من تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية؟! أليس مثيرا للكثير من الضحك هذا الربط العجيب، والخلط الأعجب بين الأمور؟


    إن هذا - تماما - كمن يقول: لقد انتشرت في بلادنا حوادث التفجير الانتحارية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم (وهو لم يكذب في شيء) أو يقول: لقد شاع في بعض مجتمعاتنا الجهل والتخلف وغطاء وجه المرأة (وهو لم يكذب في شيء) أو من ينظر في عيني شخص ويقول له: سبحان الذي خلق الحمار وخلقك (وهو لم يكذب في شيء).. ما الفرق بين هذه الأقوال الظالمة،


    وقول أختنا الفاضلة فوز كردي في ختام مقالها المخصص عن البرمجة اللغوية العصبية، وهو كلام مليء بالعبارات الإنشائية، مفعم بالأسى والحزن على حال الأمة، زاخر بالنصوص الشرعية الصحيحة في ذاتها، والتي أنزلت في سياقات ظالمة، وهو أيضا عجيب غريب في خلط أوراقنا بأوراق غيرنا، وإلقائنا معهم في سلة واحدة.. فعجبا.. عن أي شيء تتحدث الأستاذة فوز إذ تقول بأسلوب أدبي وعظي مؤثر:

    "... لذا أوجهها دعوة في الختام.. لا بد من التوقف للتبصر والتأمل في حقائق هذه الوافدات التي تتزيا بزي العلم، وتتشح بوشاح النفع والفائدة، فقد كان الوقوف منهجا متبعا عند أخيار الأمة - رضوان الله عليهم - على امتداد التاريخ، وبخاصة عندما تشتد المحن، وتدلهم الفتن، وتختلط الأمور، ويشتبه الحق بالباطل.. عندها تشتد الحاجة إلى الوقوف.. لطلب العون من الله ولاستبصار حقائق الأمور، وتبين طريق الحق.. واللسان يلهج داعيا بقلب مخبت متضرع: (اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه) (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).. حتى لا يكون رائد الرأي والحركة والتوجه الهوى لا الحق. يقول الحسن البصري: (رحم الله امرأ وقف عند همه، فإن كان لله أمضاه وإن كان لغيره توقف).


    لابد أن نتذكر من نحن في تيار الحياة الصاخب، وما هي حضارتنا في ميزان الحضارات، فواقعنا يحكي قصة حزينة تختلط فيها الدموع بالدماء على هزائم مادية أُنهكت فيها قوانا، وضُرب اقتصادنا، وشُتت شملنا، ومُزقت أجسادنا، وانتُهكت أعراضنا، وهدمت مساجدنا.. وإن وقف الأمر عند حدود ضياع دنيانا، فلا والله لسنا طلاب دنيا.. وسنظل شُمّ الأنوف ما بقي لنا اعتزازنا بانتمائنا، واستمساكنا بالذي أُوحي إلى نبينا.. أما أن تهزم نفسياتنا، وتتزعزع ثقتنا بمنهجنا، وننظر بتشوّف إلى عدونا مستلهمين نهجه، متتبعين خطاه، مقلدين سلوكه؛ فهذه والله الهزيمة، وهذه هي المصيبة.. كيف ارتفع الأقزام إلى مقام القدوة فأصبح المهتدون يتسابقون للاقتداء بالمغضوب عليهم والضالين..
    فالتفكير على الطريقة المادية النفعية..


    والتغذية على الطريقة الماكروبيوتيكية، ولابد فيها من وصفة (الميزو) الذهبية..
    والتأمل والتفكر على الطريقة البوذية، لابد منها لتحقيق الأخوة الإنسانية..
    والصحة واللياقة على الطريقة الطاوية، وفلسفات الشنتوية..
    والتفاؤل والإيجابية على طريقة أهل البرمجة اللغوية.. لابد منها لتكوني قادرة وقوية..

    عجبا ألم يأتنا بها الحبيب صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية!

    فلنعش حياتنا على هدى الإسلام، ممتنون للملك العلام، مقتفون خطى خير الأنام، مستغنون بنعمة الله علينا بإكمال الدين وتمام النعمة، عن فتات موائد اللئام.. ووالله لن نكون - ونحن مستمسكون بهذا المنهج - بحاجة إلى وصفات غربية، وفلسفات شرقية، ووجبات ماكروبيوتيكية، ودعاوى الطاقة الكونية، ولا إلى استرخاء أهل البرمجة العصبية..

    فوالله إنهم لا يملكون مثل ما عندنا من المنهجية، وليس لديهم ما عندنا من الخطوات الإيجابية التي تقود برحمة الله إلى السعادة الأبدية، قال شيخ الإسلام: (من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية). وعندها سنكون حقاً قد أخذنا بأسباب الهداية إلى طريق المهتدين، مجتنبين طريق المغضوب عليهم والضالين، متميزين عن أصحاب الجحيم في منهجنا وطريقنا في دنيانا وأخرانا" ... "ومن هنا فإنني أوجز رأيي في البرمجة اللغوية العصبية في جملة واحدة هي: لا للبرمجة، ونعم للإرشاد النفسي الاجتماعي الصحيح)."



    غفر الله لك ..

    غفر الله لك يا أخت فوز.. إن كلامك ليدمي القلب، ويحرك المشاعر، ويقفّ منه شعر الرأس ألما على واقع الأمة، ولكن بالله نسألك: ما علاقة ما ذكرته من أن البرمجة "تدعو للتفاؤل والإيجابية" (وهذا صحيح) بقائمة الميزو والطاوية والشنتوية وأخواتها؟! وما فرق أسلوبك عن أسلوب الذين يقرنون في السياق بين الحديث عن انتشار التفجيرات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم (وكلها انتشرت فعلا) أو الحديث عن شيوع الجهل والتخلف وغطاء وجه المرأة؟ (وكلها شاعت فعلا)؟! أما والله لو نقلت في مقالك كتب السلف في القرون الثلاثة، وكتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم والأئمة الأربعة لما زادنا ذلك إلا حسرة أن يكون بين إخواننا من يتبع مثل هذه الأساليب في خلط الأمور!


    أعود لأقول: إن ما يقوم به إخواننا المهاجمون من شحن مقالاتهم الإنشائية بسيل عارم من آيات الوعيد، وأحاديث التخويف، ومقولات السلف في التشنيع على أهل الزيغ والضلال..

    يجعل الفرائص ترتعد حتى ولو لم يعرف القارئ شيئا عن الموضوع المطروح، وأنا أقول لمن كتب هذه المقالات ومن قرأها:

    ما فائدة أن تكتب رسالة طويلة لأحد المسلمين.. مشحونة بالوعيد الشديد من الكتاب والسنة وأقوال السلف لمن شرب الخمر، وتنشر هذه الرسالة بين الناس.. وكل ذنب صاحبها أن جاره يشرب الخمر! أليس هذا من الظلم لأخيك المسلم، والتعريض به لأمر لم يفعله؟! ...

    حسبنا الله ونعم الوكيل.

    باختصار شديد


    قبل أن أنتقل لمناقشة الاعتراضات التي أوردها الإخوة على البرمجة (مما له أصل في الواقع) أريد أن أؤكد أن ما سبق ذكره من الاتهامات لا يحتاج لأكثر مما قمت به من نفي علاقتها بالبرمجة، ومن إبداء الاستغراب الشديد لإصرار إخواننا (الشديد) على تحويل البرمجة إلى موضوع عقدي، مع أنهم لم يفعلوا ذلك مع علم النفس وعلم الاجتماع وغيرها..

    وأما مناقشة ذات الاتهامات فلسنا بحاجة لها، لسبب بسيط، هو أننا لا نختلف مع إخواننا على بطلان الشامانية والنيوإيج والسحر والشعوذة، ونساعدهم بما نستطيع على دفع شرور هذه المصائب عن الأمة، وما يهمنا، وما آمل أن يكون قد تحقق، هو بيان أن البرمجة التي درسناها في مهدها، وندرسها في ديارنا لا تمت بصلة لهذه العقائد الفاسدة، إلا كصلة النصرانية بعلم الطب.


    قواعد شرعية منهجية


    وفي ختام هذا المبحث،

    أود التذكير ببعض القواعد الشرعية المتفق عليها، والتي خالفها إخواننا مخالفة صريحة،

    فمن المعلوم أن (الحكم على الشيء فرع عن تصوره) وإخواننا حكموا ونحن ندين الله تعالى بأنهم لم يتصوروا التصور الصحيح، والقول في هذا قولنا لأننا تعلمنا هذا العلم ولم يتعلموه و:

    (من علم حجةٌ على من لم يعلم). وهم يأخذون مما يبلغهم من كلامنا مفاهيم ودلالات يبنون عليها أحكاما نحن نصرح بخلافها، ولا عبرة للدلالة في مقابلة التصريح) وكذلك فإن إخواننا حملونا أوزار قوم لا علاقة لنا بهم، والله تعالى يقول: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وأخيرا، فإن (الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها) وإن هذا العلم وإن كان نشأ في بلاد الكفار، فإنه علم حيادي لا يضرنا كفر صاحبه، أو كفر من استخدمه، كما لا يضر الآلة كفر صانعها أو كفر من استخدمها،

    ولو كان قولنا صحيحا في تحريم البرمجة لأن الشامانية أو النيوإيج استخدموها في الدعوة لدياناتهم، لكان قولنا صحيحا في تحريم علم النفس لأن النصارى استخدموه في الدعوة لديانتهم، وكما أنه لا يمنعنا من الاستفادة من علم النفس أن اليهود يستخدمونه في تعذيب إخواننا والتحقيق معهم في سجون الاحتلال، ولا يمنعنا من الاستفادة من برامج الحاسوب أن هنالك من يبرمج (فايروسات) مدمرة للمعلومات، فإنه لا يمنعنا من الاستفادة من البرمجة أن هناك من يستخدمها استخداما ضارا سيئا.. والله تعالى أعلم.



    سلبيات الممارسات الواقعية


    بعد التأمل، تبين لي أن المآخذ التي ينتقدها إخواننا على البرمجة (مما يعود للممارسة الواقعية الواقع) يمكن حصرها في نقاط محدودة، ومعظمها انتقادات بناءة نسعى جميعا لمعالجتها،

    ومن أجل ذلك قمنا بتأسيس لجنة متخصصة تضم كلاّ من الشيخ الدكتور عوض القرني والشيخ الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي والدكتور عبدالناصر الزهراني والدكتور محمد فلمبان والأستاذ حسن الفيلالي والأستاذ حسن حداد والأستاذ علوي عطرجي والأستاذ جمال المطير وكاتب هذه الأسطر (عبدالرحمن الفيفي) وما ذلك إلا لأننا نسعى لتصحيح ما قد يقع من الأخطاء، ووضع الآلية اللازمة لتحقيق أكبر استفادة من هذا العلم.


    مما تنتقد به البرمجة - حقا - ممارسات أومبالغات خاطئة تصدر عن بعض حديثي العهد بتدريب هذا العلم من الممارسين ، وهذا انتقاد في محله، وإن إقرارنا به، ومعرفتنا بأنه لا يخلو أي علم من بعض هذه الأخطاء والمبالغات (لا سيما العلوم الناشئة) لا يجعلنا هذا نتوانى عن العمل على تصحيح الأخطاء وتكريس الممارسات الصحيحة، ومن أجل ذلك وغيره، أسسنا اللجنة المذكورة.


    ولكن يجدر التنبيه هنا أن العاقل عندما يريد التخصص في الهندسة مثلا، فإنه لا يأخذها من ممارسات بعض المهندسين المبتدئين ، بل يأخذها من أصولها التي تدرس في كلياتها، وكذلك فإن البرمجة تؤخذ من أصولها، لا من ممارسات بعض المبتدئين . ومن ناحية أخرى فإن هذه الأخطاء ينبغي أن تؤخذ بحجمها الحقيقي، وألا تصوّر على أنها هي كل البرمجة، لأن التصور الشرعي لا يعتبر الشاذ أصلا، فالقاعدة تقول: العبرة للغالب الشائع لا للنادر.




  3. #3
    عمر عبد الكريم
    زائر

    Smile 3

    تحت المشيئة

    ومن أشهر ما دندن حوله المعترضون من هذه الأخطاء - على سبيل المثال - ما يقع فيه بعض المدربين أثناء وصف النتائج الباهرة التي تحققها البرمجة في مجال سيطرة الإنسان على تصرفاته، مما قد يفهم منه تعظيم قدرة الإنسان في التحكم بمسار حياته بما يلتبس بمفهوم القدرية في هذا الشأن،

    وما يعلمه كل مسلم يقينا أن حرية اختياره لتصرفاته إنما هي تحت مشيئة الله (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) وهذا ما نقوم - بفضل الله - بالتركيز الشديد عليه في دوراتنا، ونشهد بأن جميع من ينبه لذلك من المدربين المسلمين يعود فورا، بل يؤكد بداهة أنه لا يقصد بحال من الأحوال خروج العبد عن المشيئة الإلهية ، ومع علمنا بأن كثيرا من المدربين النصارى يقعون في مثل هذا الخلط، إلا أن بعضهم - ممن لا زالت فيه بقية فطرة - يؤكد في كلامه بأن المشيئة الإلهية هي التي تحكم الكون.

    وفي المقابل فإن أحد إخواننا المخالفين لنا (وهو د.خالد الغيث) أوصله تضخيم أمثال هذه الأخطاء لنتيجة عجيبة مفادها أن "عبادة العقل الباطن هي إحدى ركائز البرمجة"!

    وأقول : سبحان الله ، ما سر تضخيم هذه المسألة مع البرمجة العصبية ، رغم أن الأطباء كثيرا ما يبالغون في وصف فاعلية الدواء ولا يعترض عليهم أحد ، ومثلهم أكثر مسوقي الخدمات والمنتجات .

    فإن قال قائل : إن المدربين يقعون في ذلك وهم في مقام تعليم بعكس هؤلاء ، قلت : إن غالبية من يحضر دورات البرمجة العصبية هم من المتعلمين المثقفين الواعين الذين لا يشعر المدرب معهم بأنه بحاجة ملحة للتنبيه على هذه المسألة بين الحين و الآخر .. على عكس من يتعامل معهم أولئك .. وبرغم هذا لا نجد من أقام الدنيا و أقعدها هناك كما فعل هنا .



    حكاية المشي على الجمر


    ومن الممارسات التي أثارت جدلا والتي اعترض عليها عموم مدربي البرمجة عالميا وإقليميا، اختبار المشي على الجمر، وهذا الاختبار يأتي في سياق تدريب وتقوية الثقة بالنفس وتحفيزها لتجاوز مخاوفها الداخلية لدرجة جعلها قادرة على اقتحام أصعب الأمور مثل المشي على الجمر، ومع تكرار رفضنا لهذه المبالغات لما فيها من المحاذير، نشير إلى أن الجمر المستخدم في هذه الدورات من نوع خاص خفيف الإحراق، وغالبا ما يغطى ببعض المواد التي تجعل هذه المهمة ممكنة،

    كما نشير أيضا إلى أن تدريب الثقة بالنفس باجتياز حواجز النار أو مساحات الجمر ليس أمرا طارئا، فهو أسلوب متبع في جميع الكليات العسكرية في العالم، ولكن قبوله فيها لا يعني قبوله في الدورات التدريبية.

    هذان مثالان للأخطاء التي يمكن تصحيحها بفضل الله، والتي لا تنقض أصل البرمجة، وهناك أخطاء أخرى وجدت، وستوجد، وسنعمل على معالجتها دوما بالتصحيح إن شاء الله كما هو شأن المسلمين في كل العلوم.



    أخطاء عامة

    ومما ينبغي التنبيه إليه أن إخواننا ذكروا وجود بعض المخالفات الشرعية التي تتعلق بالتدريب عموما (لا تمس البرمجة من حيث هي برمجة) مثل ما يحصل من مظاهر الاختلاط، أو الخلفيات الموسيقية أثناء التدريبات أو الاستراحات وغير ذلك مما هو مرفوض في كل الظروف، وليس في الدورات فقط،

    وبهذا الخصوص أود التأكيد على أن هذا كله غير موجود في دوراتنا بحمد الله بل لقد كان للمتدربين السعوديين مواقف متكررة ومشهورة في الدورات المقامة خارج المملكة، استطعنا فيها - بفضل الله - إيقاف ما كان من هذه المنكرات بالتفاهم مع القائمين على الدورات، وفي معظم الأحيان لم نكن نواجه معارضة أو استياء من تصرفاتنا.





    لا مشاحة في الاصطلاح


    ومن ناحية أخرى فإن هناك خلافا علميا حول اعتبار البرمجة من أدوات العلاج الطبية، ونشير هنا إلى أن بعض الأطباء النفسانيين الذين عارضوا البرمجة،

    إنما عارضوها من هذا الباب (وليس لأنها: وثنيات ودجل وسحر وشعوذة فليتنبه) وفي المقابل فإن كثيرا من الأطباء النفسانيين التحقوا بدوراتها حتى حصلوا فيها على درجة مدرب، ومنهم د.محمد الصغير، ود.أحمد حافظ، ود.ميسرة طاهر، وغيرهم. وأيضا هناك من الأطباء من شهد بفوائدها ولم يلتحق بها كالدكتور طارق الحبيب، وأما الأخصائيون النفسانيون الذين التحقوا بالبرمجة فهم جمع غفير.

    وفي هذا السياق نذكر بأن هناك خلافا قديما من عشرات السنين بين الطبيب النفسي والأخصائي النفسي يشبه الخلاف بين الطب النفسي والبرمجة، وذلك فيما يتعلق بالتداخل بين (العلاج النفسي) الذي يستخدم العقاقير و(الإرشاد النفسي) الذي لا يستخدم العقاقير..

    وما أراه شخصيا أن معظم ما يسمى (علاجا) في البرمجة قد يكون من نوع الإرشاد النفسي الذي لا يستخدم العقاقير، وإن كانت له آثار علاجية باهرة، والمسألة خلافية، ولا مشاحة في الاصطلاح، فالمهم هو النتائج.


    مغالطة عجيبة


    وهنا تعليق بسيط حول معلومة عجيبة مغلوطة وردت في بعض كتابات إخواننا المحذرين من البرمجة، فهم يصفون البرمجة بأنها تبيع الوهم للمرضى بأنهم سيصبحون أصحاء، وتبيع الوهم للأصحاء بأنهم سيصبحون متميزين،

    وأنها إنما نشأت من دراسة حالات المرضى، ثم عممتها على الأصحاء،

    وهذه معلومة مفتعلة بشكل يثير الدهشة، ويجعلنا نستغرب من هذا الإصرار على ابتكار أية تهمة للبرمجة وبأية وسيلة، وأجيب عن هذا بأن البرمجة اللغوية العصبية - كما هو مشهور ومعلوم بشكل واضح حتى لدى المحذرين منها..! -

    إنما قامت بشكل أساسي على دراسة حالات الناجحين المتميزين، ومحاولة (نمذجة) حالات نجاحهم وتميزهم لتسهل عملية نقلها للآخرين ممن يشاركونهم نفس الميول الفطرية، بل إن درجة الممارس المتقدم لا تعطى إلا بعد أن يقدم المتدرب مشروعا يتمثل بـ(نمذجة) مهارة لدى أحد المتميزين في المجتمع، فأين هذا - يا جميع المنصفين - من زعم أن البرمجة (تطبيقات للمرضى تم تعميمها على الأصحاء)؟!

    ومتى وأين وكيف تحدث أهل البرمجة عن نمذجة المرضى لتعميم حالاتهم على الناس؟!

    ولكن، هل يعني هذا أن البرمجة لم تستفد من دراسة حالات المرضى؟ كلا..

    فقد استفادت منها بالتأكيد، شأنها في ذلك شأن جميع العلوم التي تتعرف على الشيء بضده، فمثلا.. كانت مراقبة حالات المصابين بالجلطة من أكثر الأمور التي ساعدت الأطباء في التعرف على وظائف المخ، فعندما يتكرر تعطل وظيفة عضو من الأعضاء بسبب وجود جلطة في نفس المكان لدى عدة أشخاص، نعرف حينها أن هذا الجزء من الدماغ مسؤول عن وظيفة ذلك العضو، وكذلك بمراقبة حالات القلق والخوف والانهيار العصبي نتعرف على كثير من جوانب الحالة النفسية الصحية للإنسان، بل نتعرف منها على بعض جوانب التميز لديه أيضا.. وفي اعتقادي أن إيقاف العدسة عند هذه التطبيقات (البديهية في العُرف العلمي) وتوظيفها في سياق أن البرمجة (تطبيقات للمرضى تم تعميمها على الأصحاء)..

    هذا استغلال غير حسن، وهو أشبه ما يكون بمن يصف تجربة (بافلوف) الشهيرة بأنها (تطبيقات للكلاب تم تعميمها على البشر) أو من يتذكر فجأة أن كثيرا من الدراسات الطبية عبارة عن (تطبيقات للفئران تم تعميمها على بني آدم)..


    هل هذا منطق مقبول؟! ألا يجعلنا هذا نتوقف عند المنهجية التي يبني إخواننا عليها أحكامهم علينا؟



    دعوى السحر


    وقبل أن أختم مقالي أشير إلى بعض الإشكالات التفصيلية التي ذكرها الإخوة المعارضون للبرمجة، والتي إنما وردت عليهم بسبب بعدهم عن واقع البرمجة، وهكذا دائما حال من يحكم على الأشياء بالإمساك بها من أحد أطرافها.

    يشير الإخوة إلى تركيز (جرندر) و(باندلر) في كتابهما الأول (بنية السحر) على أن البرمجة استمدت كثيرا من تطبيقاتها من أعمال السحرة، وينقلون من الكتاب المذكور عددا من المقاطع التي تصرح بهذا من وجهة نظرهم،

    وأقول:

    إن الرد على هذا المأخذ لطيف جدا، وذلك - باختصار -

    أن من اتضحت له أساليب البرمجة يفهم بوضوح عبارات السحر المذكورة في كتاب (بنية السحر) على أنها من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري وغيره: (إن من البيان لسحرا) وليست من باب قوله صلى الله عليه وسلم: (حد الساحر ضربة بالسيف)!

    والمؤلفان وإن ذكرا في بعض المواضع أن تأثير البرمجة يشبه تأثير السحر الحقيقي (المحـرّم) فذلك لأنه لا غضاضة لديهما في اعتبار السحر من الأمور الفاضلة، ولكن هذا لا يعني أن في تطبيقات البرمجة طقوسا سحرية من العقد والنفث والطلاسم،

    ولقد مرّت علينا السنون مع البرمجة ولم نصادف فيها شيئا من هذا، وخلاصة المسألة ترجع إلى القاعدة الشرعية التي تقول: العبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني. فحتى وإن كان اللفظ والمبنى (Magic أي: سحر) فإن المقصد والمعنى ليس (العقد والنفث) بل المعنى المجازي للسحر اللغوي، والسياق يؤكد هذا بوضوح شديد. ومن لطيف ما يذكر حول حديث: (إن من البيان لسحرا) أن البخاري رحمه الله قد أورده في كتاب الطب! ومعلوم شأن فقه البخاري رحمه الله في تصنيف أبواب كتابه.


    تقارير مضخمة

    وأما الإشكال الأخير فهو استشهاد الإخوة المعارضين ببعض التقارير الأمريكية التي صدرت عن جهات علمية بالغ إخواننا في وصفها بالموثوقة حتى عدوها مستشارة الأمة الأمريكية ، وهذه التقارير تقلل من شأن البرمجة من الناحية العلمية.

    وهنا أقول باختصار أيضا: وفي مقابل هذه التقارير أيضا تقارير وتجارب ومعاهد تبنت البرمجة وتطبيقاتها،

    والقاعدة الفقهية تقول: الاجتهاد لا ينقض بمثله، وهذا الاختلاف طبيعي حول علم لازال في نشأته، ولا ينبغي تحميله أكثر مما يحتمل، ومن ناحية أخرى، فإن المدربين العرب المسلمين - بعد أكثر من خمس سنوات من التعامل البرمجة - أصبح لهم فيها رأي علمي معتبر من واقع تجاربهم ونتائجهم، ولهم أيضا اجتهادهم واعترافهم الذي لا ينقض بمثله من اجتهاد بعض الغربيين أو عدم اعترافهم.


    وبالمناسبة.. فإن هنالك زعما غريبا مفاده أن المدرب العربي المسلم ممنوع من تقديم تقنيات البرمجة في ثوب إسلامي صحيح، لأنها مرتبطة بسلسلة شهادات معتمدة من الاتحاد العالمي..

    وهذا فرض لا يصح إلا من الناحية الإنشائية فحسب، إذ لا قيمة له البتة على أرض الواقع، بل إنه يرسم بسمة التعجب والدهشة على شفة كل من التحق بدورة من دورات البرمجة التي يقيمها أهل الخير في السعودية والخليج (وهم عامة مدربي البرمجة بفضل الله) لأنه يجدنا نسهب جدا (جدا) في الاستشهادات والمفاهيم الإسلامية الشرعية التي لم تخطر على بال مؤسسي الاتحاد العالمي للبرمجة،

    بل إن قصة المدرب الشيخ د.عوض القرني مع رئيس الاتحاد العالمي (وايت ود سمول) أصبحت مشهورة، حيث ناقشه في عدة جلسات لمدة ستة أيام،

    ثم قال الشيخ عوض: لقد اختل توازن كلامه من كثرة النقاش والحوار الذي دار بيني وبينه، وأخيرا تحدثت معه عن الإسلام وكان ذلك في آخر جلسة، فدمعت عيناه وقال إن كان هذا الإسلام فأنا مسلم!

    وقد قال (وايت) هذه الكلمة بحضور ستين ممارسا، وكان هناك أيضا أربعة من أساتذة الجامعات في المملكة، ومع معرفتنا بأن الدكتور وايت لم يسلم وإنما قال هذه الكلمة لبيان الإعجاب فقط، ولكن كلمته هذه تدل على تأثره الإيجابي الكبير بالمفاهيم التي يقدم المدربون المسلمون البرمجة من خلالها، خصوصا أنه طلب نسخا مقروءة ومسموعة من القرآن الكريم،

    وطلب أيضا عباءة لزوجته،

    وهنا أتساءل بكثير من التعجب: كيف يزعم إخواننا هذا الزعم، ورئيس الاتحاد العالمي (بذاته) رضي أن تقدم أصول البرمجة أمام عينيه بلباسها الإسلامي ولم ينكر ذلك، بل أصبح - كما أعلن - أكثر رغبة وتفاعلا مع مشروع تدريب البرمجة في البلاد العربية والسعودية خصوصا؟!

    وكيف يزعمون ذلك ونحن على أرض الواقع نقدم دوراتنا داخل المملكة وخارجها بما هو من مفاهيم الإسلام القائمة قبل البرمجة، أو بما لا يتعارض مع الإسلام من تقنيات البرمجة الحديثة.

    (أنا لم أقل: نستطيع أن نقدم.. بل أقول: لقد قدّمنا الدورات ومنحنا الشهادات المعتمدة من الاتحاد العالمي، ولا مجال لتخمين هل نستطيع ذلك أم لا..!).



  4. #4
    عمر عبد الكريم
    زائر

    Smile 4

    اعدلوا هو أقرب ..

    وأخيرا.. أكرر القول لإخواننا بأن يتقوا الله فينا، وألا يستخفوا ويستهينوا ويتهموا بالسحر والدجل والشعوذة عشرات المدربين والممارسين المتقدمين من الذين درسوا البرمجة ودرّسوها ولم يجدوا فيها سحرا ولا دجلا ولا شعوذة، ولاسيما أن معظمهم ممن عُرفوا - من قبل البرمجة - بالخير والصلاح والدعوة إلى الله، ومنهم المشايخ من أهل العلم الشرعي،

    ومنهم طلبة العلم الشرعي، ومنهم الأطباء النفسانيون، ومنهم الأخصائيون النفسانيون، ومنهم المتخصصون في شتى العلوم.. فكيف يرضى حصيف لنفسه أن يستخف بعقول جميع هؤلاء، ويصرّ - هكذا..! - على أن يزجّـهم جميعا في قفص البدعة والجهل والفتنة، ويعلقهم جميعا على مشنقة الزيغ والضلالة.. وكل ذلك بافتراضه لمعطيات تثير الدهشة والحيرة لبعدها الشديد عن الواقع، ولما يظهر فيها من الافتعال أحيانا.. وأكثر ما يثير الاستغراب، هذا السيل العرم من آيات الوعيد وأحاديث التخويف ومواعظ السلف لأهل البدع.. في سياقات تبهت الأذهان، وتجعل الحليم حيران!

    إخواننا.. نحن لا نلزمكم أن توافقونا الرأي، فليست البرمجة من أصول الدين التي لا يصح الخلاف حولها، ولكننا نطالبكم بألا تقولوا ما لا تعرفون، وألا تحاجوننا بما ليس لكم به علم، وأنتم الذين نعرف لكم فضل العمل لهذا الدين والدعوة إليه، ولكننا لا نعرف لكم حضورا في مظان تلقي هذا العلم، وهي لما تزل محصورة محدودة نكاد نحصي جميع من حصل فيها على درجة الممارس فما فوق.


    إلى أصحاب الفضيلة


    وأما كلمتي الأخيرة فإنني أوجهها لأصحاب الفضيلة العلماء، وأصحاب المعالي المسؤولين، أكرر فيها استعدادنا في (لجنة البرمجة اللغوية العصبية) لتوضيح وبيان أي إشكال حول البرمجة، وأتساءل: ألا يستحق جدل بلغ في وسائل الإعلام هذا المبلغ، أن توفد من أجله وزارة الشؤون الإسلامية، أو رئاسة الإفتاء، أو وزارة التعليم العالي من يدرسونه، ويتبينون أمره، ويحملون لأصحاب القرار صورة صحيحة عما يجري على أرض هذه البلاد المباركة..؟ نتمنى ذلك.

    لكم جميعا تحياتي و تقديري .


    منقول من منتدى البحوث والدراسات القرآنية



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178