يقول الأستاذ عبد الرحمن الفيفي وهو أستاذ مدرب في البرمجة : بسم الله والحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه و من والاه ، و بعد :

فقد اطلعت كما اطلع غيري على ما كتب بعض إخواننا في الرد على (البرمجة اللغوية العصبية) والتشنيع على أصحابها، ومع تقديري الكبير للمقاصد الإيجابية لإخواننا والدوافع الحسنة التي نحسبها - إن شاء الله – هي المحرك لكل هذه الردود ، إلا أنني بتحليل كثير من هذه الاعتراضات أستطيع القول بصفتي متخصص في البرمجة ومدرب لها: إن جميع ما كتبه إخواننا لا يعدو أحد أمرين:


أولهما: حديث طويل جدا - لا علاقة له البتة بالبرمجة - حول عقائد فاسدة، وأصول وثنية، وكبائر ومحرمات، وهو كلام صحيح نوافق إخواننا عليه، ولكن الخطأ الوحيد الذي يسلب فائدة كل هذا الكلام، هو أنه - كما ذكرت - لا علاقة له بالبرمجة من قريب أو بعيد!

ثانيهما: ملحوظات ومخالفات في إطار الممارسة وقعت فعلا في بعض دورات (البرمجة) وهي مثل أية مخالفات تقع في كليات الطب، أو علم النفس أو غيرها، وقد تنبه لها أهل الخير والاستقامة (وهم عامة القائمين على تدريب البرمجة بفضل الله) فقاموا بتشكيل لجنة لتتبع هذه المخالفات والتنبيه عليها و تصحيحها ، ومن ثم صياغة وتنظيم الآليات السليمة ليستفيد المجتمع المسلم من هذا الفن الجديد.
وقبل أن أتناول هذه الملحوظات بالحديث، لا بد أن أقف مطولا مع الأمر الأول،

وهو اتهام البرمجة اللغوية العصبية بالسحر والدجل والشعوذة والارتباط ببعض العلوم الوثنية،

فأقول: إن من العجب الذي يحار منه الحليم.. هذا الذي واجهنا به بعض إخواننا ممن نعرفهم بالفضل والصلاح، فقد رمونا بكل نقيصة، ووصمونا بكل داهية، من وصف بالضلال، ونعت بالجهل والسحر والوثنية.. دبجوا المقالات، وألفوا الكتب التي كادت تخرجنا من ملة الإسلام، دون أن يكلفوا أنفسهم حضور دورة واحدة من دورات (البرمجة) التي ندرب عليها الناس؛ ليكون حكمهم فرعا عن تصور صحيح،

وبعض هؤلاء يزعمون رغبتهم في الحوار، فإذا التقينا (في مرات محدودة معدودة) فإذا بهم يطالبوننا بأن نختصر لهم البحر في فنجان، ونعرض لهم علما عشنا معه سنين طويلة ملخصا بأدلته وبراهينه وحججه ونظرياته وتطبيقاته وفوائده ومحترزاته ومدارسه ومراكزه ودوراته والتصورات المتعلقة به،

ونفند كل تهمة ونزيل كل شبهة، وعلينا أن نعرض كل ذلك ليروه رأي العين في مقال واحد مختصر وفي لحظة واحدة، لأنهم لا وقت لديهم ليحضروا دورة كاملة، فإن لم نحقق لهم هذا المستحيل اتُـهمنا بكل نقيصة ورُمينا بكل سوء، ثم نطالَب نحن بالرفق بالآخرين في عباراتنا الأسلوبية، ويُـشكرون هم على جنادل الـتُـهم التي يلقونها علينا - والتي أقلها السحر والشعوذة والدجل - لماذا..؟ فقط لأنهم فعلوا ذلك بدافع الغيرة وسد الذرائع!


أما يحق لنا نحن أيضا أن نطالب بالرفق؟ أم أن المتهم مدان حتى يقنع الخصم ببراءته في نصف كلمة؟

إنني أتساءل هنا كما تساءلت مرات عديدة في مقالات سابقة :

أما يخشى إخواننا هؤلاء من مغبة ما يتهمون به إخوانهم؟!

إنهم يقولون: "يا لها من فتنة أكثر من وقع فيها المشايخ وأهل الخير"..

أما تثير كلمتهم هذه في أذهانهم تساؤلا منطقيا عن السبب الذي جعل المئات من أهل الخير والصلاح يتوجهون لطلب هذا العلم، وجعلهم يرونه من أفضل الأدوات المعينة على الدعوة إلى الله، ويرون أن كثيرا جدا من أصول هذا العلم مقررة في ديننا بالأدلة الشرعية الصحيحة الصريحة، وعلى رأس هؤلاء عدد من المتخصصين في العلم الشرعي والعلوم النفسية، والذين عُرفوا - لسنين طويلة - بجهودهم في خدمة الدعوة ونشر الخير!

أهؤلاء جميعا من العميان الذين لا يبصرون؟!

أهؤلاء جميعا من الجهال الذين لا يفقهون؟!

أهؤلاء جميعا من الذين يطلبون الدنيا بالدين؟!

ألا يمكن أن يكون هؤلاء قد اطلعوا على ما لم يطلع إخواننا عليه؟!

(ويرفضون الاطلاع عليه!!)

أما يتقي الله إخواننا فيما يقولون.. أما يعلمون أن التحريم توقيع عن رب العالمين لا يقل خطرا عن الإباحة،

وقد جاء في القرآن مقرونا بالشرك بالله كما في سورة الأنعام: (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء)..

فكيف إذا اقترن الحكم بتحريم ما لا يعلمون بقذف إخوانهم بالسحر والدجل والشعوذة؟
والله لو كنا مبتدعة حقا لكان لزاما عليهم أن يبينوا لنا بطلان بدعتنا، ويضعوا دائرة التحديد على شبهاتنا لكي يصرفونا عنها (لا أن يطلقوا أحكاما عامة لا يعرف أحد لها مستندا من الواقع سواهم) فكيف ومن بيننا لفيف كبير من الدعاة وأهل الاختصاص الشرعي والنفسي ممن يستحيل اجتماعهم على السحر والدجل والشعوذة؟

وإنني أقولها بأعلى صوت وبالخط العريض، وباللون الأحمر، ليسمعها ويقرأها الجميع:

إن إخواننا الذين يهاجموننا، يناقشون خريطة لا تخص مدينة (البرمجة) ويتحدثون عن أشياء لا نعرفها فيما تعلمنا أو علّمنا، ولم نسمع عن علاقتها بالبرمجة إلا منهم، ونحن الذين درسنا هذا الفن ودرّسناه سنينا، ومنا من سافر إلى مهد البرمجة وأخذها من مؤسسيها في كاليفورنيا لمدة أربعين يوما، ومنهم الأستاذ خالد عاشور،

وقد قال مرة بعد نقاش تحدث فيه الدكتور عبدالغني مليباري طويلا عن الشامانية والنيوإيج، قال خالد عاشور في نقاشه المسجل صوتيا: "في الحقيقة، وحتى هذه اللحظة لم أسمع أي شيء أستطيع أن أرد عليه يتعلق بالانتقادات الموجهة للبرمجة اللغوية العصبية، وأنا مازلت أكرر قولي بأنني قد حضرت برامج عديدة في البرمجة وقرأت كتبا كثيرة بهذا الخصوص، ولم أستمع قط في حياتي لهذه العلاقة بين النيوإيج والبرمجة إلا من الدكتور عبد الغني.. لم أقرأها في أي كتاب وقد قرأت دون مبالغة عشرات الكتب وعشرات المقالات حول البرمجة،

وحضرت لدى أكثر من عشرة مدربين للبرمجة في أمريكا وبريطانيا، وأخذت البرمجة لدى أحد مؤسـسَـيْـها القدماء جدا، وكان يفد إلينا في نفس البرنامج، وقد بقينا معه ما يقارب أربعين يوما كاملا، في كل يوم ثماني ساعات، ومع غيره من المدربين، ولم نر سحرا لا من قريب ولا من بعيد, ولم نر شامانية ولا دعوة إلى النصرانية ولا إلى اليهودية ولا شيء له علاقة بالدين.. كل ما قدموه هو البرمجة وتطبيقاتها العملية، ولم أر خلاف هذا أبدا في كل ما حضرته لمدة أربعين يوما في كاليفورنيا، على تنوع الدورات التي أخذت، والرحلات التي من أجلها سافرت، ولم أسمع عن علاقة النيوايج بالبرمجة إلا من أخي الفاضل الدكتور عبدالغني!".


تابع