بسم الله الرحمن الرحيم


تصحيح مفهوم العلاج بالتنويم الايحائي المغنطيسي

1- أن ظاهرة التنويم ظاهرة نفسية طبيعية قريبة الشبه بحالة النوم الطبيعي ولكن الفرق بينهم هو أن النوم يتم من خلال عناصر ذاتية داخلية أم التنويم فهو أحداث تلك العناصر نتيجة لتأثيرات خارجية و كثيرا ما يطلق علية اسم النوم الاصطناعي ولا يخلو إنسان من درجة من درجات الاستعداد لهذا النوم وان اختلفت الدرجة, ولذلك فهي ظاهرة طبيعية وليست مرضية.

1 - لا يمكن ممارسة التنويم إلا بموافقة الشخص و رغبته في الدخول في هذا النوع العلاجي ولا يمكن إدخاله قهرا في حالة من التنويم وهذا ما تشير إليه الدراسات والأبحاث العلمية في أن مدي استعداد الشخص . Trance وموافقته بالدخول في حالة التنويم

3- لا يفقد الشخص المنوم وعيه أو شعوره كاملا على أن يظل متحفظا بقدر من الوعي و قسط من الإدراك تجعله يدرك ما يحيط حوله أثناء العملية التنويمية. و القول بأن المريض يفقد إرادته تحت التنويم أمر غير حقيقي خطأ شائع و غير علمي وقد أثبتت الكثير من الدراسات عن صحة ذلك فالانفصال يكون جزئي وليس كامل. وهذا ما أكدته العديد من الدراسات والأبحاث أمثال د/ دلبوف و برنهايم و ليجو ومول في أن الشخص النائم يتمتع بقسط كبير من الإرادة وقوة المقاومة , وان القول بسلب الإرادة كاملة تصور خاطئ وغير علمي.

4- العلاج بالتنويم المغناطيسي علما له قواعد علمية محدده و قد أوصى به الكثير من التجارب النفسية و الطبية بممارسته لما له من فائدة تعم على المريض و بخاصة المريض الذي يصعب التعامل معه دوائيا لظروف صحية مثل الحمل و ... الخ.

5- تدل الأبحاث و الدراسات العلمية أن التنويم ليس خطرا مثلما يعتقد البعض الكثير و ذلك لما له من فوائد علاجية تعود على المريض و لم ترد حالات عن خطورة التنويم إذا تم ممارسته تحت إشراف معالج متخصص وتحت إشراف طبي بل على العكس تماما .

6- بمراجعة المراجع الأساسية في علم النفس السريري و الطب النفسي وجود دراسة للتنويم دور لا يمكن إغفاله في العملية العلاجية وان فائدته متعددة بل أن الأبحاث الامبريقية (الميدانية) أثبتت فاعلية في تخفيف وطأة ضغوط الحياة اليومية, التعرف على فجوات الذاكرة و التي تكون سببا في بعض الأعراض النفسية و إضعاف آثار خبرات الخوف المؤلمة مع زيادة قدرة الشخص في التعامل مع أحداث الحياة بالإضافة إلى أن طريقة مثالية لعلاج بعض الاضطرابات شديدة التعقيد مثل الاضطرابات الانشقاقية واضطرابات الجسدية والمخاوف واضطرابات القلق العام.( برنارد وبراون و دايون و جنواي و سيلفا ...الخ

7- يستخدم العلاج بالتنويم كأحد المداخل العلاجية الهامة مع الفنيات والأساليب العلاجية الأخرى حيث يصبح المدخل التكاملي و النظر للإنسان من مدخل بيولوجي نفسي اجتماعي وهو المنهج الذي تتبناه . WHO منظمة الصحة العالمية يؤدي إلى خلق أفضل ظروف حياتية للمريض النفسي و العقلي وقد أجريت العديد من الدراسات التجريبية والأبريقية أثبتت فاعلية العلاج بالتنويم المغناطيسي المصاحب للعلاجات النفسية والطبية الأخرى وقد وصل الأمر إلى قيام البعض أمثال
Wadden & Anderson 1982
باستخدام العلاج بالتنويم المغناطيسي مع الشكاوي البدنية والاضطرابات الجلدية.

8- أن العلاج بالتنويم المغناطيسي مثله مثل جميع أنواع العلاجات النفسية الأخرى بل و الطبية أيضا و أن المبرر في أن هذا النوع من العلاج ( من المحتمل أن يساء استخدام) مثل المشرط لدى الجراح الذي يحتمل أن يستخدمه في غرض آخر غير العلاج كذلك بعض أنواع الأدوية يمكن أن يساء استخدامها كما يحدث لدي بعض المدمنين .

فالموضوع هنا سوء ممارسة مهنية وليس فرضيات مسبقة ولذلك أرى أن طالما العلاج بالتنويم المغناطيسي أسلوب علاجي يستخدم في غالبية دول العالم و يخضع للقوانين و الشروط المحددة و الملائمة لممارسته وانه أداة علاجية معترف بها من قبل الهيئات العلمية والجمعيات الدولية مثل الجمعية الأمريكية للطب النفسي و الجمعية الملكية البريطانية للطب النفسي وكذلك الجمعية الأمريكية لعلم النفس والجمعية البريطانية لعلم النفس ..الخ من هيئات ومنظمات كبري لها شأنها في مجال علم النفس والطب النفسي.

ويمكن وضع أسس وقواعد عامة تحدد ممارسة مهنة العلاج بالتنويم المغناطيسي أسوة بباقي الأساليب العلاجية الأخرى وهي كالتالي .
- أن تحول الحالة من قبل طبيب نفسي
- أن تستبعد جميع الاضطرابات الذهانية الحادة بخاصة اضطرابات الضلالات.
- أن تستبعد جميع الحالات والإصابات العضوية.
- أن تخضع قواعد الممارسة إلى نفس القواعد المهنية التي تحكم العاملين بالمهن النفسية مثل احترام خلفية المريض الثقافية والدينية و الاقتصادية والاجتماعية الذي ينتمي إليها والمحافظة علي إسراره الشخصية .
- أن تخضع جميع ممارسات وقيات السلاح بالتنويم المغناطيسي إلى أسس علمية مقنعة وليس إلى أهواء ذاتية أو شخصية .
ومما سبق يتضح ضرورة الترخيص لممارسة مهنة العلاج بالتنويم المغناطيسي وفقا للمعلومات السابقة حيث أن الأمر لا يخضع إلى رغبات أو أضرار شخصية بقدر ما هو علم منتشر في جميع أنحاء العالم وله الكثير من المراكز و الجمعيات النفسية الدولية المعرفة به ولا يتم ممارسة هذا العلاج مثله مثل العلاجات الأخرى إلا داخل المستشفيات والعيادات النفسية

9- باستخدام العلاج بالتنويم المغناطيسي تكون هناك نقلة كيفية و كمية في تطور مهنة العلاج النفسي حيث أن هذا النوع من العلاج جزء لا يتجزأ من الأساليب و الوسائل العلمية والفنية في جميع معظم دول العالم و أن الكثير من الجامعات و المعاهد تمنح درجة الدبلوم و الماجستير و الدكتوراه في هذا النوع من العلاج وهذه أمثلة على بعض تلك الجامعات و المعاهد.

د.زهــير حسن خشـيـم
اخصائي العلاج بالتنويم الإيحائي