لا تمسك حدوة الحصان وهي ساخنة!
هنا يكون المضرب، فما هو مورده؟ مورده هو ذلك الذي مر بتجربة الألم فتعلم كيف يكون القرار.
نضربه الآن مثلاً سائرًا في كل المواقف الحرجة، فيعلمنا ألا نعيد مسبباتها.. والحديث هنا موجه لرجال الأعمال، الذين يجدون أنفسهم ممسكين ـ دائمًا ـ بحدوة الحصان الساخنة!!..
ففي المواقف الساخنة (الأزمات) يكون الإنذار المبكر مع القرارات العملية الذكية السريعة هما رأس الأمر وزمام الفعل القائد.. أي سر القيادة.. والقائد الحاذق الحاسم هو الذي يتمتع بذاكرة تستطيع أن تستوعب المزيد من تداعيات الأزمة في الحال.

المواقف الساخنة (الأزمات):
دائمًا ما يكون المدير ـ الذي له ملكة الحدس ـ قادرًا على اكتشاف أثر الاحتكاك بين الحركة والمقاومة، قبل أن تتولد الحرارة، وفي ساعات الإجهاد والكلل يتمثل بقول (أفين يو): "إن علامات النجاح والثقة تتجلى في القدرة على أن تبدو باردًا في المواقف الساخنة "...
ومن الأسطر السابقة يتضح مفهوم الإنذار المبكر، ورد الفعل الذكي المؤثر.. وتتولد تلك المواقف الساخنة عند النقطة التي يجد فيها المدير نفسه محاطًا بشتى الضغوط، فمن الخارج تأتي مطالب العملاء، والبنوك، ثم التمويل والضرائب، ثم المنافسة...إلخ، ومن الداخل تنبثق قضايا الموظفين، فالتكنولوجيا الجديدة، فالمعلومات، ثم التوسعات... وإلى أسفل مطلوب إنتاج الكثير بأقل القليل، وإلى أعلى هناك خصائص القوى العاملة ووضع مصالحها أولاً... وهكذا. وبالرغم من هذه الضغوط جميعًا، فهو مضطر لمقابلة أي شخص برد الفعل الذي في مقولة (أفين يو).

صفات القيادة :
هل هي الانطلاق قدمًا ؟ أم توضيح معالم الطريق أو الإرشاد؟ أم تحقيق التقدم؟ أو خلق الفرص؟ أم هي مراقبة التصرفات والقدرة على التوجيه، والقدرة على التأثير وعلى السيطرة، ومن ثم الزعامة؟ أم إنها القدرة على المبادأة والمبادرة؟ نحن لا يهمنا التعريف الدقيق بقدر ما يهمنا أولئك المديرون الذين تولوا مسئولية القيادة، ولا تزال تنقصهم المهارة اللازمة لهذه المهمة.
إن الإرادة العليا بصفة عامة لا تنصب قادة، ولكن القادة ينصبون أنفسهم!! فهؤلاء الذين جعلوك قائدًا هم الذين يمنحونك هذا الشرف، وبدونه تكون مجرد مدير.. وإن كانت البداية منك أنت بحسن تصرفك الذي أغراهم باختيارك. إن القيادة مسئولية، نقبل تأكيدها، ونقبل التحدي بها، ذلك إن كنا قادة حقيقيين.

القائد والمسئولية الشخصية:
عندما نكون قادة فإننا نكون مسئولين مسئولية شخصية عن أفعالنا، وليقرر كل منا لنفسه قائلاً: "إنني أقبل المسئولية كاملة عن النجاح والفشل في حياتي، ويجب أن أحدد درجة رضائي عما أنا فيه الآن، ويجب أن أحدد هل أستطيع أن أحقق الأفضل بطاقاتي غير المطورة أم لا؟ ويجب أن أدرك دائمًا أن الوقت المتبقي من حياتي هو الفرصة السانحة كي أثبت كفاءتي وأحقق نجاحي، وأكون مسئولاً بذاتي عن استثمار هذا النجاح في ذلك العمر بمنتهى النضج، ساعيًا لأتفوق في الشيء الذي يمثل أهمية لي.." ووصولاً لذلك يجب ألا نكون فريسة للخداع؛ فالقيادة الدائمة تتطلب تحمل المسئولية، والتطورات الكافية لحياة حقيقية.

القيادة فن وعلم وتعلم:
فكما يمكن إثبات الحقائق العلمية عن طريق التجربة، يمكن ذلك بالنسبة للقيادة أيضًا، لكن الآفة أن يكون التركيز ـ غالبًا ـ على النتائج غير الإيجابية. والقيادة هي الناس، فرادى وجماعات، ولهذه الحقيقة البسيطة نقول: إنه لا يمكن إخضاع الطبيعة البشرية للقوانين العلمية بصفة مطلقة، وعلينا أن نتوقع بعض المتناقضات، فنحن مخلوقات يميزها التكوين العاطفي الذي هو من أسرار الله في خلقه، وبه يسّر لنا التكيف مع تحولات الظروف، ثم اكتساب صفات جديدة، حيث يتجاوز تعقيد النفس البشرية أي تركيبة ممكنة! فإجادة الحركة في المساحات المتاحة ـ وإن كانت ضيقة ـ عمل رائع، وقد ينقذ حياتنا، إنه موهبة غير مكتسبة ـ غالبًا ـ بالتعلم، والقادة العظماء فنانون أكثر من كونهم علماء.. إذن فجوهر القضية هو كيفية لعب الدور المرسوم.

صفات القائد:
• مستوى غير عادي من الأخلاق الشخصية.
• قدر كبير من الطاقة والنشاط.
• البراعة في ترتيب الأعمال حسب أولوياتها.
• التحلي بقدر كبير من الشجاعة.
• القدرة على الابتكار والإبداع.
• القدرة على تحديد الهدف الصحيح والسعي إليه.
• الحفاظ على مستوى ثابت من الحماس والإلهام.
• الاحتفاظ بطريقة تفكير متزن ومعتدل وواقعي.
• مد يد المساعدة للآخرين كي يتقدموا.


ميلاد قائد:
أنت قائد (بالفطرة). قول مأثور نردده!
ذلك يعني أن مهارات القيادة تكتسب عن طريق التعلم والتجربة بيسر وحب وكأنها شيمة مجبولة مطبوعة.. قد تتعلم أعظم الدروس من خلال الأخطاء.. كذلك قد تكون بارعًا في القيادة لكن صورتك الخارجية ـ مثل قصر قامتك ـ لا تساعد على التميز، وربما حرمتك من مكاسب مادية واجتماعية كبيرة.. ومن ثم تكتشف أنه بفضل القدرات القيادية الفطرية يمكن تحقق التميز!.. فلا تدع الشك يساورك؛ فالفرصة قادمة حتمًا.
نقطة التحول:
بعد كل الذي حصلت عليه من شكر وتقدير أدبي ومادي، أبلغتني القيادات الأعلى بأنني لم أعد صالحًا للاستمرار في موقعي القيادي:
ـ إنها اللحظة التي لم أتوقعها؟!
إذن يجب أن أعرف أين الخطأ فيما حدث؟
لقد كانت اهتماماتي جميعها خاطئة، وكان شاغلي تشكيل الناس، دون مواجهة مع النفس، ودائمًا كنت أطلب منهم أن يستجيبوا، دون الأخذ في الاعتبار أن لهم أيضًا حاجاتهم، فلم أضع نفسي ـ مرة ـ في مكانهم ... وهكذا أنا الآن أغادر موقعي مثلما غادر الآخرون ـ قبلي ـ وعلى يدي!

الحواجز:

إن القائد الناجح هو الذي يحاول كل فترة تخطي الحواجز لاكتشاف الجديد، ولهذا يجب أن يقنع من هم حوله بأن الاعتماد على النجاحات السابقة سوف يجمدهم.. فعندما تكون على وشك الوقوع ـ عند محاولة القفز ـ تذكر أنك سوف تعيد نفس المحاولة بعد أن تتلقى قدرًا من التدريب عليها.

نشأة المواقف الساخنة (الأزمات):

إن أكثر وأقوى طرق القيادة، هي الجرأة على حذف كل ما لا يحقق إنتاجًا من جدول الأعمال، حتى يتوفر مزيد من الوقت.. إذن كيف نعرف ما هو غير مفيد؟..
فقط لو حاولنا الانفلات مما تعودنا عليه في ممارسة أعمالنا، فالطريق المألوف يشعرنا بالراحة، حتى وإن كان لا يحقق إنتاجًا، ومن هنا فإن المحاولة ستوضح للمتأمل طريقين:
أولهما: طريق التكرار، الذي يعني عدم وجود أهداف، ويعني كذلك الاعتياد والركوب والتكرار... إلخ.
والطريق الثاني: هو طريق النمو، الذي يعني أهدافًا جديدة، وإنتاجية عالية ونموًا جديدًا، ونوعية حديثة... إلخ.
ويسمى (كن بلان شارد) أسلوب القيادة الأول، بـ "نورس البحر"! حيث يثور ويموج بجناحيه ثم يطير ويصيح، ثم يكرر ذلك مرات فيسبب اضطرابًا للجميع، وقد تعود من حوله مسلكه، لهذا لم يعد أحد يرهبه.

ابدأ بنفسك:
إن من ينصبك قائدًا هم الناس، وسيكونون أفضل حالاً عندما تكون أنت أفضل، وعندما يتحسن الناس يقل الضغط عليك داخليًا، وعندما يزداد الإنتاج يخف الضغط الخارجي.
ليست القيادة مناورة:
لا يمكن تزييف اهتمامك بالناس، قد تستطيع خداعهم لفترة! فقط فترة.. إنها المناورة، إن معنى المناورة أن تجعل الآخرين يتصرفون ضد رغباتهم أو مصالحهم مع تقديم بعض الميزات المؤقتة، وهذه المهارات القيادية التكتيكية هي في حقيقتها إضعاف لمعدل الإنتاج في النهاية.. فالقيادة الواعية هي التنمية الاستراتيجية الرشيدة التي تحفز أعضاء الفريق ليتحقق إنتاج عالي الجودة يشجع الإبداع. وعندما تتضمن نظرة القائد أهداف وطموحات العاملين معه، سوف يعم النجاح الجميع.
المشكلات:
يتعامل القائد الحق مع المشكلة فيتعلم منها، أما القائد المزيف فهو يتأثر بها فقط، ومما يعني العجز والتصلب أن يجمد الناس حياتهم انتظارًا لانفراج المشكلة، وعليه، فيجب ألا نسمح للمشكلات أن تعوقنا أو تعرقلنا.. ويقول د. نورمان فينست بيل ـ في هذا المعنى ـ : "إن الإنسان يكون على قدر من المشكلات التي تستوقفه، وإنني أهدي بالغ شكري وتقديري لأولئك الذين ارتفعوا فوق مشكلات دهمت غيرهم ـ فأعجزتهم وأوقفتهم ـ فبهم فقط يتقدم العالم".