كيف يراك الآخرون؟
شخصيتي كما يراها الآخرون
نحن نقيم صورتنا الذاتية من خلال نظرة الآخرين ممن حولنا، فنحن نكون علاقات مع أناس يعاملوناا بالطريقة التي نعتقد أننا نستحقها. فهؤلاء الذين لديهم صور صحيحة عن ذواتهم، ينتظرون ممن حولهم معاملة تدل على الاحترام والتقدير لهم. فهم يجيدون التعامل مع أنفسهم، ومن ثم يعطون للآخرين المثال للطريقة التي يجب أن يعاملوا بها.
فإذا كانت "ماري" تفتقد إلى حسن تقدير ذاتها، فسوف تتحمل كل أنواع الإهانات التي سيوجهها إليها الآخرون. ففي عقلها الباطن ستفكر قائلة: "أنا لا يهمني ما يقولونه، فالآخرون ليسوا على خطأ دائمًا، وهذا الكلام ينطبق علىَّ، وأنا أستحق منهم هذه المعاملة".
وربما نتساءل: "إلى متى ستصير "ماري" على معاملة الآخرين لها معاملة سيئة".
والإجابة هي: "ستستمر هذه المعاملة السيئة مادامت لا تعطي لنفسها التقدير الكافي"، فالناس يعاملوننا بنفس الطريقة التي نعامل بها أنفسنا. فإذا عاملنا أنفسنا باحترام فسيعاملنا الآخرون بنفس هذا الاحترام.
فجميعنا يعلم هؤلاء النساء اللاتي يضعن لأنفسن صورًا ذاتية متواضعة، وينتقلن من علاقة سيئة إلى علاقة أخرى أسوأ. وفيكل مرة يتورطن في زيجات فاشلة من أشخاص فاسدن، ويُعرضن أنفسهن لإهانات جسدية أو نفسية كثيرة. ولسوء الحظ، ستظل هذه الظروف تتكرر معهن مادمن يتمسكن بصورهن الذاتية المتواضعة.
وفي الوقت نفسه هناك كثير من الناس اختاروا الطريق الأصعب، وأجبروا أصدقائهم وأقاربهم وزملاءهم في العمل على معاملتهم معاملة تليق بهم، وأدركوا أنهم إذا ما غيروا من نظرتهم لأنفسهم، فسوف يُغيرون من نظرة الناس إليهم.

مقدار أهميتك
تخيل أنك توليت مسئولية رعاية طفل عمره ثلاثة أشهر. فهل ستقوم بإطعامه دون أن تنتظر شيئًا ما يقوم به؛ لتكافئه عليه بهذا الطعام؟ بالطبع ستطعمه دون هذا الشيء! فلن تقول له مثلاً: "حسنًا أيها الطفل، إذا لم تنجح الآن في لإضحاكي فلن أقوم بإطعامك". إنك تطعم الطفل لأنه يستحق ذلك منك، فهو يستحق منك الحب، والعطف، والرعاية، لأنه مثلك، إنسان وجزء من هذا الوجود.

وأنت أيضًا مثله تستحق مثل هذه الرعاية، فقد كنت جديرًا بها وأنت طفل مثله ومازلت تستحقها حتى الآن. فهناك من يظنون أنهم لا يستحقون من الآخرين هذا الحب والاحترام، ماداموا لا يتمتعون بالقدر نفسه من الذكاء أو الجاذبية أو الوسامة أو الغنى أو أناقة المظهر والملبس مثل غيرهم من الذين يعرفونهم.


أنت تستحق هذا الحب والاهتمام لسبب بسيط وهو أنك إنسان.
فنحن نادرًا ما نعرف حقيقة الجمال والقوة الكامنين بنا. هل تتذكر الأفلام التي تحكي عن قصص الحب بين "الشبان والفتيات"؟ في كل مرة كانت تقابلهم فيها إحدى الصعوبات والأزمات، كنت تستمر في دعائك لهم حتى ينتصر حبهم في النهاية. فقد يذهب الشاب إلى الحرب، وهي تترك المنزل، ويعود هو مرة أخرى، بينما تذهب هي، ثم يتقابلان، ويطلب أخوها من الشاب أن يبتعد عن طريقها، وتطلب منه هي الأخرى نفس الشيء، وطوال مشاهدتك للفيلم تتمنى أن يعيشا بقة العمر في سعادة. ويتزوجان في نهاية الأمر، وفي آخر مشهد تراهما وهما يسيران جنبًا إلى جنب ثم يسدل الستار على ذلك. وتجفف دموعك وفي يدك عبوة رقائق الذرة الفارغة وأنت تسري في طريقك إلى خارج صالة العرض.


فنحن نبكي عند مشاهدة هذه الأفلام لأننا في أعماقنا نتأثر بمثل هذه العلاقات. فنحن نعيش أحاسيس الحب، ونشعر بالألم، وهذا الجزء الكامن في أعماقنا ببساطة؛ بالغ الجمال. فمشاعرنا الدفينة تظهر بقدر ما تجرح أحاسيسنا، لكننا جميعًا نتشارك في مثل هذه الصفات.
وفي نشرات الأخبار نشعر بالأم من أعماقنا، عندما نشاهد قصص هؤلاء الذين يموتون بسبب المجاعات في العالم، وربما يكون لكل منا زجهة نظره الخاصة في الطريقة التي يمكن أن نقدم بها يد العون لهؤلاء، ولكننا جميعًا في النهاية يشغلنا أمرهم، فتلك هي طبيعتنا.
يجب أن تدرك وجود مثل هذه الصفات لديك- كالقدرة على الحب والتعاطف مع الآخرين وعلى أن تصبح إنسانًا بمعنى الكلمة، وحيث إنك (إنسان) فيجب أن تدرك قيمتك هذه تمام الإدراك، وأن تذكر نفسك دائمًا بأنك تستحق أن تعامل معاملة تليق بقدرك.