الفكر الإيجابي عند الإختلاف
التمسك بالرأي والثقة من صحته والإعتزاز به وأن يعجب الآخرين به أمر محبّب إلى كل نفس بشرية ،
ولكن علينا أن نضع نصب أعيننا هناك قانون يعيش تحت ظله جميع المخلوقات
وذكره الله في القرآن، وهو
(الإختلاف)
( وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاّ مَن رّحِمَ رَبّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ..)
الإختلاف أمر طبيعي وليس من المنطق أن نجعل الجميع يخالفون الطبيعة التي خلقها الله ،
ونجبرهم على الأخذ بآرائنا والإنصياع لأوامرنا وأن نجعل الجميع تحت فكر واحد وثقافة واحدة ودين واحد
(لا إكراه في الدين)..
المشكلة حين يعتقد الشخص بأنه يملك الحقيقة المطلقة
فتجد البعض يحولون الإختلاف إلى خلاف فإن كنت معي فأنت صديقي وإن خالفتني فأنت عدوي.
إننا في ظل هذه الظروف نحتاج أن نبني أدب الإختلاف ولعل من بعض هذه الآداب:
1-
(النظرة الإيجابية)
إن كنت على حق فلا تنزه نفسك ولا تنظر بأن كل ما يختلف عنك هو باطل
بل هو خطأ يحتمل الصواب أو أن تعتبره رأي مكمل لرأيك أو قد يكون صالحا لظروف أخرى
2- وضوح الفكرة لديك لا تعني بأن الجميع يرونها بنفس الوضوح
فأحسن الظن بالآخرين والتمس الأعذار لهم
فاخبر نفسك بأن لديهم أدلة مقنعة على ما يذهبون إليه. أو لعلهم يجهلون الصواب، لقصور معلوماتهم.
3-أحيانا النظر إلى ماوراء الحاجز أو النظر في الموضوع من أكثر من زاوية
يعطينا مساحات واسعة تجعلنا نقتنع بالرأي الآخر ونؤمن بأنه إختلاف وليس خلاف.
4-ثقّف نفسك في جميع أمور الحياة واخلو بنفسك فإن أفكارك عندما تقولها
فهي لن تكون وليدة اللحظة بل عصارة ذهنك وثقافتك
فإن ذلك حتما يجعل من رأيك مختلفا ويقتنع به الآخرين، وتنسجم مع الآخر إذا خالفك الرأي.
5-إذا كنت لا تملك فن ثقافة الإختلاف واحترام الآخر والإستماع له
فليس لغيرك أن يمنحك هي بالمجان فعامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك.
6-اجعل بينك وبين الآخرين شعرة معاوية كما قال
(لو أن بيني وبين الناس شعرة ما قطعتها .. إن شدو أرخيت وان أرخو شددت).
7-تجنب الغيبة وتصيد الأخطاء وإصدار الأحكام على من يخالفك .
8-اتبع طريقة لبقة في عرضك للأمر الذي تظن بأن الطرف الآخر سيخالفك فيه
وأعطِ أفكارك تصحبها إبتسامة ونظرات ود فإن لم يقتنع بما قلت فأقلها لن ينشأ بينكم خلاف.
9- تغاضى عن بعض حقك إن كان ذلك لا يسبب ضرراً وكان في تغاضيك
أن يسير المركب بكم جميعاً فحتما كلاكم رابح وكلاكم سينجو.
10- كن مع الحق ولو على نفسك فإن كنت مع الحق سيكن الله معك. يقول تعالى:
(فبشر عبادِ الذين يستمعون القول فيتبعونَ أحسنه)
-
المفضلات