تعرف على نقاط قوتك
أقرأ القصة التالية بعناية :
كان أحد السقاة بالصين يملك إناءين ضخمين معلقين على نهايتي سارية يحملها على عنقه. وكان أحد الإناءين به شرخ، أما الآخر فكان سليماً تماماً.
وفي نهاية الطريق الطويل من مجرى النهر إلى المنزل، كان الإناء السليم دائماً ممتلئاً بالمياه عن آخره،الإناء الآخر فكانت المياه تصل فيه إلى المنتصف فقط، واستمر الأمر على هذه الحال لمدة عامين، يقوم فيهما الساقي بحمل إناء ونصف فقط من المياه على منزله. وبالطبع كان الإناء السليم فخوراً بإنجازاته، أما الإناء الذي به شرخ فكان يشعر بالخزي من عيبه، ويشعر بالتعاسة. لأنه لم يكن قادراً إلا على إنجاز نصف ما صنع من أجله.
وبعد عامين مما اعتبره الإناء فشلاً ذريعاً, تحدث ذلك الإناء إلى الساقي في أحد الأيام عند مجرى النهر وقال: أشعر بالخجل من نفسي، لأن هذا الشرخ الذي في جانبي يتسبب في تسرب المياه في طريق عودتك للمنزل.
قال الساقي للإناء : هل لاحظت أن هناك دائماً زهوراً على جانب الطريق الذي في ناحيتك، وليس هناك أية زهور على الطريق في ناحية الإناء الآخر ؟ هذا لأني عرفت ذلك العيب، وهكذا زرعت بذور الأزهار على جانب الطريق في ناحية الذي من ناحيتك، وكل يوم في طريق عودتنا كنت تروي هذه البذور، ولمدة عامين، كنت قادراً على قطف هذه الأزهار الجميلة لتزيين طاولتي، ولولا ما تعتبره أنت عيباً، لما كان هناك ذلك الجمال الذي يزين المنزل.
كل منا لديه أوجه قصور خاصة به، وأوجه القصور تلك هي ما يجعل حياتنا معاً أكثر إثارة وثراء، وعليك أن تتقبل نفسك كما هي، وأن تتقبل الآخرين كما هو، ولتبحث عن الجانب الطيب في جميع من حولك.
وحتى تعثر على ما تتمتع به من نقاط قوة، اطرح على نفسك هذه الأسئلة:
• ما الذي يجعلك في أفضل حالاتك ؟
• متى تشعر بأنك تستمتع بحياتك لأقصى درجة ؟
• متى تشعر بأنك على طبيعتك تماماً ؟
• ما المهارات الجديدة التي تكتسبها بسهولة ؟
• ما الذي تتطلع له ؟
• ما الذي أنجزته في حياتك وتنظر له بإعجاب ؟
قم بإجراء التدريب التالي. أمسك بدفتر يومياتك أو روزنامتك أو أياً ما تستخدم من أدوات لتنظيم حياتك، ألق نظرة على المهام والنشاطات والمواعيد التي لديك خلال الأسبوعين إلى الأربعة أسابيع القادمة : أي منها تتطلع به حقاً وتشعر بالإثارة لدى تفكيرك في تنفيذه ؟ هل هناك شيء مشترك بين هذه النشاطات أو المهام ؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل يمكنك التخطيط للقيام بالمزيد من هذه النشاطات أو المهام ؟
انظر إلى كافة المهام والنشاطات والمواعيد التي قمت بها أو حضرتها خلال الأسبوعين إلى الأربعة أسابيع الماضية : أي منها وجدته ممتعاً، ومفعماً بالطاقة، ومحفزاً أو ملهماً ؟ هل هناك شيء مشترك بين هذه النشاطات أو المهام. إذا كان الأمر كذلك، فهل يمكنك التخطيط للقيام بالمزيد من هذه النشاطات أو المهام ؟
تخل عن تواضعك ولو لبضع دقائق على الأقل، وقم بتدوين كافة الأشياء والسمات التي تقدرها في نفسك، وفي علاقاتك وعملك، ربما تساعدك القائمة التالية على دفعك.
تقدير الجمال الامتنان التفتح
والتميز الأمل التواضع

كونك محبوباً التواضع الأصالة
الشجاعة روح الدعابة الشغف
الحذر المثابرة الدأب
المواطنة الصدق بعد النظر
التفكير النقدي الاستقامة المرح
حب الاستطلاع الاهتمام بالعالم الذكاء العملي
الاجتهاد ملكة التمييز الحصافة
التعقل العطف رباط الجأش
الحماسة القيادة الإحساس بالهدف
الإنصاف حب التعلم الذكاء الاجتماعي
الحزم الرقة والعاطفي
الإيمان الإخلاص الروحانية
الصفح الرحمة العمل الجماعي
السخاء التواضع البساطة
إن التحدي الذي يواجهنا جميعاً يا من نرغب في الشعور بسعادة أكبر في حياتنا هو التعرف على حقيقة مواهبنا، ثم أن نقتحم بعد ذلك أي مجال أو منحى من مناحي الحياة، وتوقف عن توبيخ نفسك على ما لديك من نقاط ضعف؛ فهناك دائماً جانب إيجابي فيها.