لا أملك الطاقة الكافية

إن عدم حيازة الحيوية لتحقيق هدفك في الحياة هو جزء من استجابة مكتسبة. فالعبارات من قبيل أنا متعب، أنا مرهق، أنا منهك هي بعض أشكال فيروسات العقل العديدة التي أصابتك، بشكل واع أو لا. إنها بوجه عام عذر فوي يقابل تفسيرا مبررا لعدم قيامك بالأشياء التي تود القيام بها. تقبل الاعتقاد القائل بأنك تفتقر إلى الحيوية اللازمة لإحداث تغييرات جذرية بحياتك ويوف تنشط استراتيجية ركيكة، وإن كانت شديدة الفعالية، للاستمرار في ممارسة عادات كريهة.


بوسعك أن تشبث بأي أنماط سلوكية قديمة ومريحة باستخدام عذر التعب. أحب أن أتمتع باللياقة ولكني منهك إلى حد لا يجعلني أستطيع القيام باللازم أو أود أن أصبح مؤهلا لهذه الوظيفة الجديدة، ولكنني متعب للغاية ولا استطيع حضور دورات ليلية. إن الإيمان في عدم امتلاك الطاقة يصير مشبعا للذات حتى تضطر لأن ترتاح ثانية لأن التوصل إلى أعذار هو عملية متعبة للغاية.


وقد ضبطت نفسي وآخرين عددين يستخدمون عذر تدني مستوى الطاقة حينما لا نعرف كيف نتغلب على كسلنا، واكتشفت أننا حينما نخضعه للاختبار، لا يصمد ويبطل مفعوله. فقد شهدت افتقارا للطاقة يتحول إلى جبل من الحيوية في ثانية واحدة. فعلى سبيل المثال، حينما كان أطفالي يشكون من أنهم متعبون للغاية لدرجة لا تجعلهم يستطيعون الحركة، كان كل ما يتطلبه الأمر هو اقتراحا بزيارة الملاهي المائية، أو الذهاب لشراء دراجة جديدة، أو فعل أي شيء يرونه ممتعا لتجدهم يتحولون بشكل اعجازي في جزء من الثانية من تلك الحالة الواهنة إلى حالة من النشاط، وهذا يحدث معنا جمعا فنحن نستخدم عذر انا لا أملك الطاقة لذلك كسبب للتشبث بطريقة انطوائية ومثيرة للشفقة للحياة.


وترياق هذا العذر هو إيجاد طريقة لضخ الأفكار الحيوية داخل تفكيك اليومي. روى أحد كاتبي السيرة الذاتية لـ جون إف كينيدي ارثر ام سليسينرج ان الرئيس الراحل قال ذات مرة، أعتقد انك لو كان عليك اختيار صفة واحدة لتملكها، لا خترت الحيوية، والحيوية لا تعني عدد ذرات الطاقة المرتفعة التي تجوب داخلك، أنا اعتبرها طريقة تفكير. فبوسعك أن تتعلم كيفية التغلب على ضجر التفكير في غياب الحيوية والطاقة وابداله بطريقة لمعالجة العالم تغمرك بنتائج ايجابية ومشبعة.


إن الطاقة المتدنية لا تعني وجود مشكلة في كيمياء الجسم فهي مجرد نتاج لتاريخ طويل من التفكير الاعتيادي والذي يحتاج للأعذار للباق على حاله. بوسعك أن تتعلم أساليب تفكير أكثر حيوية وإشباعا ترف من مستوى حماستك وتولد في النهاية اسلوب حياة نشطا مفعما بالأهداف. وبغض النظر عن سنك. فأنت تملكالقدرة على استخدام أفكارك للارتقاء بنفسك إلى مستويات جديدة من النجاح والسعادة والصحة. إن التفكير في إطار نموذج حياة بلا أعذار يشجعك على تمضية لحظاتك اليومية بحيوية بعيدا عن روتين التعب القديم.


ارفض تبني نشاط ذهني منخفض الطاقة. اعقد العزم على صب أفكارك ليس على ما لا تستطيع فعله، وإنما على ما تنوي القيام به. حافظ على تلك المنظومة العقلية ولن ترغب في استخدام عذر الطاقة المتدنية مرة أخرى مطلقا. حافظ على إدراكك لما تود تحقيقه علاي الطاقة، وراقب انتقال هذه الطاقة لكل شخص تتواصل معه. فالطاقة المرتفعة معدية، وهي تنبع من التفكير الحيوي الذي يحل محل فيروسات العقل القديمة