إذا كان التكرار مهارة مهمة في برمجة العقل الباطن فإن الخيال يعد أقوى الطرق لبرمجة العقل هي حرفة العظماء فكل عظماء الدنيا كان يميزهم قضية الخيال فنحن نحقق ما نتخيل لا ما نريد لأنه إذا كنا نريد شيء بعزيمة قوية ولكن تعارضه هذه الرغبة بخيال خصب فإننا سوف نستسلم للخيال يعني لو كنت أريد ان احصل على جسم رشيق وأتخلص من الوزن الزائد وهذه الرغبة صادقة وقررت ان أتوقف عن أكل الشوكلاته وبالفعل توقفت عن هذه العادة السلوكية في الاكل وفي لحظة كنت مستلقي وبدأت أسرح في خيالي ورأيت صورة لشكولاتة رائعة وبدأت أتخيل طعمها يذوب في فمي وبدأت أشعر بحلاوة هذه الشوكلاة يا سلام رائحتها تجعل اللعاب يسيل بشكل اكبر ومملمسها وهي تذوب على لسان رائع مممتع وبدأت واسمع أصوات كل من جربه هذه القطعة من الشكولاة ... اذا استمريت في هذا الخيال سوف تستسلم وتذهب لكي تحصل على قطعة شكولاة نفس الفكرة في عادة التدخين نفس الفكرة في كل مرة يتعارض الخيال مع الإرادة فإن الخيال ينتصر وهذا الموضوع غاية في الخطورة لان الذي يستخدمه بشكل سلبي سوف يدمر حياته ويبرمجها بشكل سيئ جدا وأيضا العكس بالعكس من يستخدم بطريقة واعية سوف يغير حياته بشكل رائع فكل المبدعين كانوا قد تخيلوا انتصاراتهم محمد على كلاي بعد ما هزم في بطولة نهائيه وفقد الوعي أول ما رجع له وعيه طلب شريط المباراة وبدأ يلاحظ نفسه ويتأمل ويتخيل نفسه يصارع خصمه ويتخيل نفسه يتفادى لكماته ويسمع هتاف المحبين وكيف انتصر عليه وفي أول مباراة له بعدها انتصر وعاد بطل للعالم ..
وفي بعض الأحاديث النبوية نجد انها تدعوا للخيال مثلا تجد (صلوا صلاة مودع ) يعني تخيل ان هذه الصلاة اخر صلاة في حياتك ماذا سوف تفعل ؟
"عش في هذه الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل " أي تخيل وجودك في هذه الحياة كوجود عابر السبيل ,
ومن الخطورة في هذا الموضوع ان العقل الباطن لا يفرق بين الخيال الخصب والحقيقة فعندما نتخيل حدث بشكل مفصل العقل الباطن يعتبر أننا نمر بنفس التجربة .. فمثلا قبل قليل عندما تكلمنا عن الشكولاتة البعض شعر بطعم حلاوة في فمه او سال لعابة والحقيقة انه لا توجد في فمه أي شكولاتة بل كانت موجودة في خيالة واستجاب لها العقل الباطن بشكل حقيقي وهذا يزيد من خطورة الموضوع ...
فالشخص الذي يخيل انه مريض بمرض عضال ويكون خياله دقيق ومتكرر سوف يصاب بهذا المرض بل ان الذي يتخيل مواقف سلبيه بشكل متكرر فإنه يعيشها من جديد وسوف تبرمج له عقله .. والعكس بالعكس اذا استخدمنا هذه الفكرة بشكل واعي فهي تحقق لنا الكثير من الفوائد مثلا اريد ان احصل على جسم رشيق كل صباح ابدأ بتخيل نفسي بجسم رائع وجميل كل ما تذكرت الجسم ابدا برؤية صورة جسمي بالشكل الجديد واستشعر السعادة بذلك واستشعر النشاط والصحة والحيوية واسمع أصوات الأصدقاء وهم يخبروني بأن جسمي أصبح رائعا واسمع صوتي وأنا أقول الحمد لله انني استطعت ان احقق هذا النجاح وابدا اتخيل شكلي بعدد مختلف من الملابس التي أتمناها واكرر هذا الخيال طبعا يجب ان يصاحب الخيال برنامج رياضي ونظام غذائي واتخيل نفسي وانا استمتع بالغذائي الطبيعي والرياضة .. يفشل الكثير من الذين يسعون الى الخسيس بسبب عدم قدرتهم على التخيل والمحافظة على الخيال الايجابي من الجيد ان يصاحب ذلك التكرار ..
قاعدة عندما تريد ان تتخيل يجب ان تتخيل على ثلاث محاور (المشاعر بماذا تشعر )(الاصوات ماذا تسمع )(الصور ماذا ترى )
المفضلات