عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
خريطة ...... الى ...... الكنز ...... بداخلك(2)
استكمالا لما سبق، أود أن أعيد التأكيد على حقائق و ذلك لأهميتها:
العقل مكون من جزئين ، العقل الظاهر ( الواعي ) و هو الجزء المفكر ، و فيه تنشأ الأفكار سواء كانت سلبية أو ايجابية ، حيث تنشأ الأفكار بطرق متعددة منها السمع والنظر و القراءة و غيرها .
الجزء الثاني و هو العقل الباطن ، و هذا الجزء يحفظ المعلومات و الأفكار و يتحكم بالجسد و اسلوب الحياة لا شعوريا بناء على الأفكار الواردة من العقل الواعي دون أية تغيير
في الحقيقة أن العقل الباطن هو أعظم هدية و هبها الله للأنسان ( يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك ) ، هذا العقل الباطن يستطيع أن يقوم بما تعجز عنه أقوى كمبيوترات العالم ،،، لماذا ؟
مهما بلغ الكمبيوتر من قوة مثلا فهو يستطيع أن يميز عدد محدد من الألوان، و لذلك عندما نشتري كرت شاشة للكمبيوتر نختار اذا كان يدعم 64 مليون لون تقريبا أو 32 مليون لون ، لكن عقلك يستطيع أن يحفظ عدد لا نهائي من الألوان و الأصوات و الروائح و الأطعام و غيرها الكثير التي نحتاج كمبيوترات بمليارات الدولارات لتقوم بجزء يسير منها.
عقلك الباطن هو أكبر من أي مؤسسة أو حكومة أو دولة أو كيان عرفته البشرية ، لماذا ؟
لأن العقل الباطن مسؤول عن توصيل الغذاء و الماء والهواء لكل خلية من خلايا جسمك ( و عددها بالمليارات ) حتى لو كانت على راس أبعد شعرة على الجسم ، و بنفس الوقت مستمر في ادارة دقات القلب و التنفس و المعدة و أداء كل خلية في الجسم ، و هو مستمر في ذلك دون أن نشعر طالما أن الله عاطينا روح و أجلنا لم ينتهي ، و فوق كل ذلك يقوم بحفظ الاسماء لنا و الارقام و المعلومات ، فهو مسخر لخدمتنا ، و الله أعلم ما يقوم به من و ظائف لم يكتشفها الانسان بعد.
عندما و هبنا الله هذا المخلوق العظيم ، جعله يسير في الحياة وفق دستور و قوانين ، لو فهمناها نستطيع أن نصنع الهوائل ، من ذلك :
1) العقل الواعي المفكر هو سيد العقل الباطن ، و العقل الباطن يستجيب بكل أمانه لأفكار العقل الواعي المفكر و يقبلها و يحفظها اذا تكررت دون أي تدخل أو تغيير أو جدل أو مناقشة. لأن العقل الباطن لا يمنطق و لا يختار بل يحفظ و يأخذ معلومات الافكار فقط.
---
2) العقل الباطن هو مركز الأحاسيس و الشعور ، و يتحكم بها بكل دقة طبقا للأفكار و المعتقدات التي تم تمريرها له من العقل الواعي، و لا نستطيع السيطرة عليه لحظيا بل يجب برمجته عن طريق تكرار الافكار و التدريب.
---
3) عندما تبدأ الأفكار تتكرر في العقل الواعي فان العقل الباطن يبدأ بأخذها و تخزينها حتى لو كانت أفكار شريره فهو لا يدرك ذلك، و عندما تتراكم الأفكار فانها تشكل صور ذهنية و معتقدات بناء عليها يتم التحكم بالجسم و الحياة. و هنالك مقولة : اختار أفكارك بعنايه لأنها ستصبح كلمات ، و الكلمات تصبح أفعال، و الافعال تصبح عادات، و العادات تصبح سلوك و السلوك يصبح منهاج حياة و منهاج الحياة يحدد المصير .
---
4) ليس لدى العقل الباطن القدرة على رفض أي تغيير على محتوياته من أفكار ، بشرط أن يكون هنالك قرار واضح و صادق من العقل الواعي ، مثال: لو كان شخص عصبي مثلا سيبقى الوضع كما هو الى أن يأتي أمر واضح و محدد من العقل الواعي ( أنا هادئ جدا ) ( أنا هادئ جدا ) ( أنا هادئ جدا ) مرفقة باحساس ملئه الصدق ،،،، فورا و دون أي تأخير سيبدأ العقل الباطن بمسح كل الأفكار المعاكسة للهدوء و استبدالها بصورة ذهنية تتمثل بهدوء الشخص ، وذلك لا يأخذ وقتا طويلا و قد يكون أيام معدودة.
---
5) أفضل أوقات برمجة العقل الباطن هي الأوقات التي يكون فيها في قمة نشاطه و هي أوقات الصباح الباكر بعد نوم كافي ، أو أوقات ما قبل النوم بقليل ، أو أوقات المشي و التمشي بشرط تكون لوحدك ما معك حد ، و الوقت الفعال أيضا هو خمس أو عشر دقائق بعد الوضوء و الصلاة و الاستغفار و قراءة القران.
---
6) لا يكون التغيير بمجرد التفكير في التغيير ، لا بد من ان يكون شئ عملي حتى يلمس العقل الباطن الصدق من العقل الواعي، ، ، كيف ؟؟ كتابة ما نرغب به من تغييرات بصورة تدل على الفعل المضارع أو الحاضر و ليس المستقبل ( مثل أن تكتبي أنا هادئه ، أنا سعيدة جدا ،، و لا تكتبي أنا سوف أكون هادئه ، لأن العقل الباطن سوف يؤجل الموضوع ).
---
7) تسجيل العبارات و أوامر التغيير على أشرطة كاسيت و سماعها عدة مرات.
---
8) تصوري،،، تصور ،،، تصورو ،،، التصور سلاح قوي ، ماذا نتصور ؟؟ تصور نفسك وقد حققت ما ترغب به من تغييرات ، و تصور كيف أنك أصبحت سعيد جدا بهذه التغييرات و النجاحات. كرر ذلك حتى ترتسم صورة ذهنية جديدة تشمل التغييرات.
---
9) العقل الباطن يحب الجمل القصيرة و المحددة ، و التكرار يجب أن يكون بنفس العبارات . و بناء على العبارات الواضحة و المحددة نبدأ بالتخيل للصورة الجديدة التي نرغبها ( مثال: أنا جرئ جدا ،، عبارة ضد الخجل ، يأخذها العقل الباطن و يحفظها ، بعدها ابدأ بالتخيل كيف أنك جرئ في كل المواقف ). مثال اخر: طالب ضعيف بالدراسة ( في الصباح الباكر يكتب عل ورقة بيضاء بخط واضح و كبير : أنا حاصل على الدرجة الاولى في الفصل ، يكتبها عدة مرات من خمس الى عشر و كل مرة على ورقة جديدة ، بهدوء و تاني و احساس ، بعد ذلك يبدأ بتخيل التفاصيل ، كيف أنه حصل على الدرجة الاولى و كيف أن زملاءه يقدمون له التهاني و الى اخره ) و بذلك بالنسبة للصورة الذهنية يصبح الضعف في الدراسة شئ من الماضي، و يبدأ بالتلاشي و يبدأ العقل الباطن بانتاج الطاقة اللازمة لأن يكون الطالب فعلا الاول على فصله ، و تصبح الصورة الذهنية لاتقبل غير هذه النتيجة ، لأن العقل الباطن يصدق و يقبل ما يأتيه من أفكار ، فقط يجب أن نجعل الافكار نقيه من أي مثبطات أو شوائب تضعف الهمة ، يجب التفكير بكل ما هو ايجابي و اهمال كل ما هو سلبي. و لتأكيد ذلك يمكن للطالب أن يكتب على ورقة مرة واحدة ( ضعف الدراسة ) ويمزق الورقة و يرميها في سلة المهملات ، و ذلك حتى يحس العقل الباطن بأن شئ فعلي حصل و أن العقل الواعي جاد في ذلك ، و ذلك ينطبق على كثير من نواحي الحياة.
---
10) عقلك الباطن لن يخذلك أبدا باذن الله ،اذا كنت صادقا فيما ترغب به ، وواضحا فيما تريده.
---
11) اذا بدأت التغيير و كان هنالك الكثير من الاشياء و التصورات التي ترغب بتغييرها ، لا تفاجئ عقلك الباطن بكم هائل من الجمل و العبارات ، يكفيك في اليوم عدد قليل منها و بهدوء و ايمان بأن عقلك الباطن سوف يصلحها جميعا كما ترغب تماما و بالضبط (بعد التوكل على الله طبعا).
---
12) ينبغي أن نكرم عقلنا الباطن بفترة نوم كافية و بكمية وافرة من الغذاء و الاوكسجين ( التنفس بعمق عدة مرات في اليوم ) و ممارسة الرياضة ما أمكن، و أثناء ممارسة رياضة المشي من المفضل تكرار الجمل المحددة و التفكير فيها لأنه وقت مناسب لبرمجة العقل الباطن.
---
13) العقل الباطن لا يعرف شئ اسمه مستحيل ( في حدود قدرتنا كبشر) ، يجب أن لا نفرض ذلك عليه لأن هذه الكلمة تبدد الكثير من طاقات العقل الباطن و تحد من نشاطه.
---
14) تخيل أرض خصبة جدا و صالحة للزراعة ، قسمناها بين شخصين ، الأول زرعها قمحا ، و الثاني زرعها أشواك و ترك جزء منها غير مستخدم ،،، ماذا يجني الأول و ماذا يجني الثاني ؟ الأول سيحصل على القمح و من القمح يصنع الخبز و الحلويات و غيرها و يبيع ما يزيد و يحصل على المال ، و بالمال يعيش سعيد و يتعلم و يبني بيتا و يعمل الكثير ، أما الثاني فلم يحصل على شئ سوى المنظر السئ لأرضه ...... تماما هذا هو الفرق بين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه و بين شاب يجلس في مقهى على حافة الشارع. و منشأ الفرق واحد ، حيث أن الأرض الخصبة هي عقلك الباطن ، و القمح أو الأشواك هي الأفكار فاحرص على زراعة ما هو مفيد ولا تتأخر لأن الأرض جاهزة.
---
15) تكرار الأفكار لفترات طويلة يحولها الى معتقدات ، و هنالك معتقدات راسخة من الصعب تغييرها مثل المعتقدات الدينية، و هي بالنسبة للمؤمن أرسخ و أعمق مستوى في العقل الباطن ، فاجعل الأفكار الخيرة و المفيدة تصبح معتقدات.
---
16) لا يستطيع شخص أن يؤثر عليك أو أن يجعلك تغضب أو تخجل أو تخاف الا و فقط اذا أنت وافقت على ذلك ، فأنت مستقل تماما ، فلا تسمح للاخرين أن يعبثو بكيانك و حافظ على استقرارك النفسي.
---
و باختصار ، اذا أتتك فكرة سلبية اعكسها في الحال و لا تسمح لها أن تبقى ولا لحظه في عقلك الواعي و استبدلها بعكسها حتى تبدا بالصعود الايجابي ، و من أمثلة ذلك :
طالب بدأ يشعر بالكسل و يريد أن يذهب للنوم مع أنه لم يكمل مذاكرة الدرس ، فتاتيه فكرة ( عليك أن تنام و في الصباح تكمل الدرس ) ، يجب عليه فورا أن يستبدل هذه الفكرة ( أكمل الدرس تماما في الصباح استذكر ما درست) وبذلك تكون الفائدة مضاعفة.
مدرسة شرحت الدرس أول مرة و لم تستوعب الطالبات ، و ثاني مرة و لم تستوعب الطالبات ، فتأتيها فكرة ( الغي الدرس من الامتحان ) ، يجب عليها أن تستبدل الفكرة بفكرة ايجابية ( أنا مصممة على أن تستوعب الطالبات الدرس و أبحث عن اسلوب اخر).
طالبة في الجامعة ، تم اختيارها لتلقي كلمة الخريجين ، تأتيها افكار سلبية ( أنا خجولة ، لا أستطيع ، سوف أتلعثم و يضحك الناس علي ) ، حسنا ،،، عليها أن تكتب كل ذلك على ورقة بخط واضح و تتأمل الورقة قليلا ، ثم تقوم بتمزيقها الى مئة جزء و ترميها في سلة المهملات، و تكتب على خمسة أوراق ( أنا جريئة جدا ، و مستقلة تماما ، و أخاطب الجماهير بثقة و أنال اعجابهم ) و تبدأ تتخيل كيف أن الجماهير يصفقون لها بحرارة بالغة و هي تحدق فيهم و ترى نظرات الاعجاب.
و عندما تبدأ بالقاء الكلمة، يجب أن تتصور أنها مستقلة و أن أبواب كيانها منيعة جدا و فولاذية تتحطم عندها كل الافكار السلبة ، و يبقى كيانها مستقل.
يجب علينا أن نحب أنفسنا ، لأنه اذا أحببنا انفسنا سوف نحترم أنفسنا و نحظى بالتقدير من ذاتنا و بالتالي على تقدير و احترام الاخرين
منقول
المفضلات